قطار الصين إلى لندن... ثورة نقل تهدّد قناة السويس

قطار الصين إلى لندن... ثورة نقل تهدّد قناة السويس

05 يناير 2017
قطار الصين الجديد أثناء رحلته إلى لندن (Getty)
+ الخط -
أطلقت الصين قطارها الذي يربط آسيا بأوروبا في طريق يمر عبر 8 دول أسيوية وأوروبية ليغير من خريطة النقل العالمي للبضائع، ما قد يهدّد طرق نقل قديمة ومنها قناة السويس حسب خبراء نقل وملاحة دوليين.  

وكانت شركة السكك الحديدية الصينية أعلنت، الأحد الماضي، عن وصول أول قطار شحن إلى العاصمة البريطانية لندن. وتستغرق الرحلة نحو 18 يوماً يقطع خلالها القطار مسافة تزيد عن 12 ألف كيلومتر قبل أن يصل إلى وجهته.

وبعد مغادرة القطار الجديد محطة السكك الحديدية في مدينة "ييوو" بمقاطعة "تشيجيانغ" شرقي الصين، يترقب الجميع نتائج التجربة الجديدة التي قد تغير كثيراً في مفاهيم النقل التقليدية البطيئة عبر المياه أو السريعة والمكلّفة عبر الطيران، إذ تقع تجربة القطار وسط هذين النوعين من النقل.

ومن المخطط أن يمر القطار في رحلته الطويلة، التي تستغرق نحو 432 ساعة، عبر كازخستان وروسيا وبيلاروسيا وبولندا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا قبل وصوله إلى بريطانيا، حاملاً بضائع رئيسية، من بينها مستلزمات منزلية وملابس وأقمشة وحقائب.

وتعد لندن المدينة رقم 15 في أوروبا التي يتم إضافتها لخدمات قطارات الشحن بين الصين وأوروبا.

وذكرت شركة السكك الحديدية الصينية أن هذه الخدمة ستحسن العلاقات التجارية بين الصين وبريطانيا وتعزز التواصل مع غرب أوروبا تحديداً.


والمشروع جزء من مبادرة بنية الصين التحتية وطريق الحرير الجديد، الذي تأمل بكين أن يطوّر من علاقاتها التجارية ليس فقط مع أوروبا وآسيا بل والمنطقة العربية. 

وحسب محللي اقتصاد وخبراء ملاحة، قد يؤثر القطار الجديد على قناة السويس التي تعتمد في نسبة كبيرة من إيراداتها على الحركة التجارية الآتية من آسيا وأوروبا والتي قد يستحوذ قطار الصين على جزء معتبر منها في حالة نجاح التجربة التي ستوفر الكثير من التكلفة والوقت حيث يتفوق نقل السكك الحديدية على النقل البحري في هذا الصدد.

لكن في المقابل يرى خبراء آخرون أن تأثير قطار الشحن الصيني لن يكون كبيرا على حركة المرور في قناة السويس في ظل ضخامة السلع والمنتجات التي تمر بالقناة والبالغة 8% من حركة التجارة العالمية.

وتواجه قناة السويس منافسة شرسة من طرق ملاحية أخرى اضطرتها لتخفيض أسعار النقل، ومنها قنوات القطب الشمالي وبن غوريون الإسرائيلية، وبنما ورأس الرجاء الصالح الطريق الأرخص للتجارة الدولية.

كما تتسابق العديد من الدول في آسيا ومنها إيران على إيجاد منافذ برية لبضائعها عبر طرق نقل جديدة، ومنها الموانئ والسكك الحديدية لتزيد تجارتها مع روسيا وجورجيا وغيرها من الدول. 

وشهدت إيرادات قناة السويس تراجعاً ملحوظاً طوال الأشهر الماضية. وأظهرت بيانات رسمية تراجعها لأدنى مستوى منذ نحو عامين لتسجل 389.2 مليون دولار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بانخفاض 4.7% على أساس سنوي، مقابل 408.4 ملايين دولار في نفس الشهر من العام الماضي، وفقاً لبيانات الموقع الإلكتروني لبوابة معلومات مصر التابع للحكومة المصرية.

وسجّلت إيرادات قناة السويس في فبراير/شباط عام 2015 نحو 382 مليون دولار، ويأتي بعده من حيث الشهر الأقل إيراداتٍ طوال العامين الماضيين شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

المساهمون