إسرائيل تحاصر فلسطينيي الداخل بالفقر

إسرائيل تحاصر فلسطينيي الداخل بالفقر

29 ديسمبر 2014
ارتفاع معدلات الفقر في صفوف فلسطينيي الداخل (أرشيف/GETTY)
+ الخط -

أظهرت بيانات وأرقام صادرة عن معهد التأمين الوطني لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أن 47.5% من عائلات فلسطينيي الداخل (عرب 48)، يعيشون تحت خط الفقر، تزامناً مع ارتفاع في نسب البطالة التي تجاوزت حاجز 15%.

وترتفع النسبة إلى 60%، لدى الأطفال العرب داخل مناطق الاحتلال الإسرائيلي، والذين يعيشون تحت خط الفقر، ويعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وتشكل نسبة العرب في مناطق الاحتلال الإسرائيلي قرابة 20% من إجمالي عدد السكان،

ويتعرضون لعدة أشكال من التمييز العنصري، سواء في العمل، أو الأجور، أو المخصصات الاجتماعية التي تقدمها وزارة الرفاه للعائلات الفقيرة.

في المقابل، كشف تقرير صادر عن معهد التأمين الوطني الإسرائيلي، أن نحو 1.6 مليون شخص لدى الاحتلال الإسرائيلي، يعيشون تحت خط الفقر، يضاف إليهم قرابة 750 ألف طفل.

ونتيجة للأرقام السابقة، فإن الاحتلال الإسرائيلي هو الدولة رقم 3 من حيث أعلى معدلات الفقر بين دول منظمة التعاون والتنمية، "أوسيد".

وخلص التقرير إلى أن العائلة الإسرائيلية (سواء كانت من أصل عربي أم يهودي)، والمكوّنة من أب وأم وثلاثة أطفال، يحتاجون شهرياً مبلغ 9000 شيكل (2308 دولارات)، للبقاء فوق خط الفقر.

تمييز عنصري

وقال الباحث الاقتصادي، برهوم جرايسي، إن أرقام الفقر لدى فلسطينيي الداخل متوقعة، وبنسب أعلى ممّا تم نشرها من قبل معهد التأمين الوطني الإسرائيلي، لوجود ظروف عديدة تقود إلى ارتفاع نسب الفقر.

وأضاف جرايسي، خلال اتصال هاتفي مع مراسل "العربي الجديد": "ربما يكون التمييز العنصري الذي تنفذه مؤسسات القطاع الخاص والشركات الإسرائيلية، واحداً من أبرز أسباب ارتفاع نسب الفقر".

وتابع: "غالبية مؤسسات القطاع الخاص، وبعض المؤسسات الحكومية الإسرائيلية، تعطي أولوية التوظيف للإسرائيليين غير العرب، وفي الآونة الأخيرة، أعطت تفضيلاً في التوظيف لمَن قدم الخدمة المدنية في صفوف جيش الاحتلال".

واعتبر أن عدم المساواة في الحصول على وظيفة، يقلّل من فرص الفوز بفرصة عمل، ويزيد من معدلات البطالة بين صفوف العرب داخل مناطق الاحتلال الإسرائيلي والتي تبلغ أكثر من 15%، بينما تبلغ نسبة البطالة في إسرائيل ككل 6.3%.

من جهته، اعتبر الباحث الاقتصادي، خالد العلمي، أن معدلات الرواتب التي يتقاضاها الإسرائيليون غير العرب تفوق بنسبة 40% عن رواتب زملائهم في العمل من فلسطينيي الداخل، "وهذا سبب رئيسي لارتفاع نسب الفقر داخل العائلات الفلسطينية التي تعيش في إسرائيل".

ويرى أن ارتفاع أسعار السلع والخدمات المقدمة، لا تتماشى مع متوسط الدخل الشهري، "لذا نجد أن ارتفاع أسعار السلع والضرائب الشهرية والسنوية، تستنزف من دخل العائلات أكثر من 70% من دخلهم الشهري، عدا عن ارتفاع أسعار المساكن والإيجار".

العدوان على غزة

وأدى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وما تبعه من سقوط صواريخ المقاومة في

مناطق وجنوب دولة الاحتلال إلى تنفيذ الإسرائيليين لمقاطعة اقتصادية وتجارية بحق فلسطينيي الداخل، الذين تأثرت تجارتهم بفعل العدوان، خاصة في المدن والمناطق التي يعيش فيها فلسطينيون وإسرائيليون.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، قبل نحو شهرين، فإن أسواق فلسطينيي الداخل تأثرت بنسبة 25%، خلال فترة العدوان والأسابيع التي تبعتها، ما أثّر على حركة البيع والشراء من أسواق العرب داخل مناطق الاحتلال الإسرائيلي.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد طالب، مطلع أغسطس/آب الماضي، المجتمع الإسرائيلي بتنفيذ مقاطعة ضد فلسطينيي الداخل (الفلسطينيون من حَمَلة الجنسية الإسرائيلية)، اقتصادياً وتجارياً، بسبب موقفهم من الحرب على غزة.