نقص القوى العاملة يهدد قطاع السايبر الإسرائيلي

نقص القوى العاملة يهدد قطاع السايبر الإسرائيلي

27 يناير 2017
نقص في القوة البشرية داخل قطاع السايبر (فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من أن إسرائيل تقدم نفسها على أنها قوة عظمى في مجال السايبر، إلا أن هناك مخاوف متعاظمة في تل أبيب من إمكانية أن يحدث تآكل لهذه المكانة بفعل النقص في عدد العاملين في هذا المجال، وبفعل تعاظم الهجمات الإلكترونية التي تستهدف إسرائيل. وفي تحقيق موسع نشرته قبل أيام صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية، أشارت إلى أن المعضلة الكبرى التي تواجه صناعة السايبر والتي قد تهدد مستقبل الريادة الإسرائيلية في هذا المجال تتمثل في نقص القوى البشرية المؤهلة للعمل والاندماج في شركات السايبر مقارنة مع متطلبات تطور هذا القطاع.

وتستند الصحيفة إلى تقرير صدر الأسبوع الماضي عن مؤسسة الأبحاث STKI يؤكد أن ما يفاقم خطورة النقص في القوى البشرية المؤهلة، أنه يتزامن مع تعاظم مخاطر الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها المرافق الإسرائيلية. وحسب المؤسسة، فإن قطاع السايبر يحتاج حالياً وبشكل فوري إلى 1600 عامل، متوقعةً أن يقفز العدد إلى 2100 عامل في العامين القادمين. وبيّنت الصحيفة أن قطاع السايبر في إسرائيل يشغّل حالياً 17 ألف موظف، مشيرة إلى أن الحاجة للأيدي العاملة في هذا المجال تتعاظم طوال الوقت.

ونقلت "ذي ماركر" عن بيني كوهين، نائب مدير عام STKI قوله إنه على الرغم من أن مصدر القوى البشرية الرئيس لقطاع السايبر في إسرائيل، هم الضباط الذين يسرحون من الخدمة في وحدات السايبر في شعبة الاستخبارات العسكرية، وشعبة الحوسبة في الجيش، إلا أن عدد هؤلاء الضباط لا يلبي الحاجة المتزايدة للقوى البشرية.

وحسب جيل روزنبيرغ، مدير شركة "بيجن بريس" لتأهيل القوى البشرية للعمل في مجال السايبر، فإن الحاجة للقوى البشرية العاملة في مجال السايبر، أكبر بكثير من قدرة المؤسسات التي تعمل في مجال تأهيل الراغبين للعمل في هذا المجال.

وأشار روزنبيرغ إلى أن هناك نقصا كبيرا تحديدا في مجال القوى البشرية المؤهلة للعمل في مجال تطوير البرامج والتحكم بمنظومات المعلومات الكبيرة. كما لفت إلى أنّ الكثير من القوى البشرية تعمل في مجال السايبر التقليدي. وأوضح روزنبيرغ أن تطور القدرات الهجومية في مجال الفضاء الإلكتروني تزيد من خطورة نقص القوى البشرية في قطاع السايبر، على اعتبار أن مواجهة هذا التحدي تتطلب قوة بشرية مدربة بشكل خاص.

وحسب المعطيات التي كشفت عنها مؤخرا مؤسسة IVC البحثية الإسرائيلية، فقد احتكرت إسرائيل خلال العام 2016 أكثر من 10% من إجمالي مبيعات صناعة السايبر في العالم، في حين باتت بعض الشركات الإسرائيلية من أهم الشركات العالمية في مجال السايبر.

وفي تقرير نشرته مؤخرا مجلة "الدفاع الإسرائيلي" حول خارطة صناعة السايبر تبين بأن هناك 430 شركة سايبر إسرائيلية، 81% منها شركات خاصة، و19% شركات تتبع القطاع العام.

وأوضح التقرير أن 55% من الشركات وصلت إلى مستوى بيع منتوجات، منوها بإن عوائد 9% من الشركات الخاصة تفوق 10 ملايين دولار في العام.

وبحسب التقرير، فإنه منذ العام 2000 تم تدشين 52 شركة في إسرائيل سنوياً، مستدركا أنه طرأ خلال الأعوام الأربعة الأخيرة زيادة على عدد شركات السايبر التي تدشن سنويا حيث وصل العدد إلى 60 شركة في العام.

وأشار التقرير إلى أنه في العام 2015 استثمرت 78 شركة سايبر مبلغ 540 مليون دولار، وهو ما يمثل 20% زيادة مقارنة بالعام 2014. وذكر أنه منذ العام 2011 استثمر 230 مستثمر إسرائيلي وأجنبي في 165 شركة سايبر إسرائيلية.

المساهمون