أسعار النفط تتراجع بسبب زيادة إنتاج الكبار والحرب التجارية

أسعار النفط تتراجع بسبب زيادة إنتاج روسيا والعراق وتفاقم النزاع الأميركي الصيني

02 ابريل 2018
روسيا أصبحت أكبر منتج للخام في العالم (Getty)
+ الخط -
هبطت أسعار النفط اليوم الاثنين، متأثرة بارتفاع الإنتاج الروسي وتوقعات بأن تخفض السعودية أسعار الخام الذي تورده لآسيا، إلى جانب نزاع تجاري محتدم بين الولايات المتحدة والصين.

وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية اليوم الاثنين ارتفاع إنتاج البلاد من النفط في مارس/ آذار الماضي إلى أعلى مستوى في 11 شهراً عند 10.97 ملايين برميل يومياً، متجاوزاً بقليل الحد المتفق عليه بموجب اتفاق عالمي لتقييد الإمدادات، ما قاد روسيا إلى احتلال المرتبة الأولى كأكبر منتج للخام في العالم قبل الولايات المتحدة.

وهذه هي أول زيادة في الإنتاج الروسي منذ ديسمبر/ كانون الأول، وأعلى مستوى في الإنتاج منذ ضخ 11 مليون برميل يومياً في إبريل/ نيسان 2017.

وبموجب اتفاق أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين من خارج المنظمة دخل حيز النفاذ العام الماضي، تعهدت موسكو بخفض إنتاجها بمقدار 300 ألف برميل يومياً من مستوى 11.247 مليون برميل يومياً الذي يستند إلى إنتاجها في أكتوبر/ تشرين الأول 2016.

وقالت وزارة الطاقة إنها خفضت الإنتاج في مارس بنحو 280 ألفاً و220 برميلاً يومياً من مستوى أكتوبر 2016.

وذكر وزير الطاقة ألكسندر نوفاك في بيان أن "روسيا بلغت مستوى امتثال لتخفيضات الإنتاج عند 93.4%".

وأضاف أن "تقلب إنتاج الهيدروكربونات السائلة في مارس يرجع إلى ارتفاع الطلب على الغاز وعوامل موسمية في السوق المحلية". ولفت إلى أن "روسيا ملتزمة تماماً بالوصول إلى التوازن في سوق النفط".

وارتفع إنتاج روسيا في مارس من 10.95 ملايين برميل يومياً في فبراير. وبالطن، بلغ إجمالي حجم الإنتاج 46.39 مليون طن مقارنة بـ 41.836 مليون طن في فبراير/ شباط.

وبلغ حجم صادرات النفط الروسية عبر خطوط الأنابيب في مارس 4.163 ملايين برميل يومياً، بارتفاع طفيف عن 4.162 ملايين برميل يومياً في فبراير/ شباط. ويستمر العمل باتفاق الإمدادات العالمية الحالي حتى نهاية عام 2018.

وكانت دول "أوبك" وروسيا ودول أخرى منتجة للخام اتفقت على تقييد الإمدادات اعتباراً من يناير/ كانون الثاني 2017 من أجل رفع الأسعار التي هوت من فوق 114 دولارا للبرميل في 2014 إلى أقل من 30 دولاراً للبرميل في عام 2016.

وفي وقت سابق، أبلغ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "رويترز" بأن الرياض وموسكو تدرسان اتفاقاً لتمديد التحالف القصير الأجل في خفض إنتاج النفط.

وقال الكرملين إن روسيا والسعودية تناقشان "عدداً كبيراً من الخيارات"، بشأن التعاون في سوق النفط العالمية.

ووفقاً لبيانات وزارة الطاقة، فإن "روس نفط" أكبر شركة نفط روسية و"لوك أويل" التي تحتل المرتبة الثانية بعدها، زادتا إنتاجهما بنسبة 0.1 % الشهر الماضي مقارنة بفبراير/ شباط.

وبلغ إجمالي إنتاج روسيا من الغاز 65.68 مليار متر مكعب الشهر الماضي أو 2.12 مليار متر مكعب يومياً في مقابل 59.23 مليار متر مكعب في فبراير.

وفي السياق، هبط خام القياس العالمي مزيج برنت 1.61 دولار أو 2.3 % إلى 67.73 دولار للبرميل، مسجلاً أدنى مستوياته منذ 21 مارس/ آذار.

ونزل الخام الأميركي 1.89 دولار أو 2.9 % إلى 63.05 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ 20 مارس/ آذار.

وأبلغت مصادر تجارية رويترز يوم الاثنين أن من المتوقع أن تخفض السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أسعار جميع الخامات التي تبيعها إلى آسيا في مايو/ أيار بما يتماشى مع تراجع أسعار خام دبي القياسي في الشرق الأوسط.

وساهم نمو الإنتاج الأمريكي أيضا في الحد من مكاسب الأسعار، إذ قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير شهري يوم الجمعة، إن إنتاج الولايات المتحدة من الخام زاد ستة آلاف برميل يوميا في يناير/ كانون الثاني إلى 9.964 مليون برميل يومياً.


وصاحب زيادة الإنتاج الروسي النفطي زيادة إنتاج العراق، ثاني أكبر منتجي أوبك، حيث تجاوز إنتاجه المستوى المتفق عليه عند نحو خمسة ملايين برميل يوميا في أوائل 2018 مقارنة بـ4.4 ملايين برميل يوميا في الاتفاق.

ووافق مجلس الوزراء العراقي يوم الأحد على خطة لزيادة طاقة إنتاج النفط الخام إلى 6.5 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2022.

وتجاوز إنتاج العراق، ثاني أكبر منتجي "أوبك"، أيضاً المستوى المتفق عليه عند نحو خمسة ملايين برميل يومياً في أوائل 2018 مقارنة بـ4.4 ملايين برميل يومياً في الاتفاق.

ووقع وزير النفط العراقي، الإثنين، عقداً لاستثمار الغاز المصاحب في حقلي الغراف والناصرية (جنوب شرق) مع شركة "بيكر هيوز" العالمية. 

وقال وزير النفط جبار اللعيبي، في كلمة له خلال حفل التوقيع حسب بيان للوزارة إن "شركة بيكر هيوز ستقوم بالعمل على استثمار الغاز المصاحب للحقلين.

وستصل معدلات الاستثمار من الحقلين إلى أكثر من 200 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز يومياً، من خلال استخدام أجهزة ومعدات متطورة.

وأضاف، أن العقد مع بيكر هيوز، يمثل إضافة لقطاع الغاز في محافظة ذي قار (جنوب شرق)، "وسيوفر أكثر من ألف طن يومياً من الغاز السائل، وأكثر من 900 متر مكعّب من المكثفات، وقرابة 500 فرصة عمل".

من جهته، قال ممثل شركة بيكر هيوز في العراق رامي قاسم، إن المشروع "سيدعم تطوير مجمع الغاز الطبيعي المتكامل في الناصرية، ليصبح منشأة كاملة للغاز الطبيعي السائل (NGL) الكفيل باستثمار 200 مليون قدم مكعب قياسي يومياً.

وأضاف أن المشروع سيدعم محطات الطاقة الكهربائية التي تعمل بالغاز الجاف لتوليد الطاقة بفعاليّة عالية، وتقليص كمية الغاز المصاحب المهدور في حقول الناصرية والغراف.

وتشير تقديرات إلى أن العراق يمتلك مخزوناً يقدر بنحو 112 تريليون قدم مكعبة من الغاز، فيما يحرق يومياً 12 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المصاحب لعمليات استخراج النفط جنوبي البلاد.

"سينوبك" الصينية

إلى ذلك، تخطط مجموعة "سينوبك" الصينية، الشركة الأم لـ"سينوبك كورب"، لزيادة طاقة استقبال الغاز الطبيعي المسال كثيراً على مدى السنوات الست المقبلة ورفع الإنتاج المحلي من الغاز الصخري بنحو الثلثين بحلول 2020.

وتأتي الخطة في إطار الجهود التي تبذلها شركة الطاقة الحكومية لإنتاج وقود نظيف يشكل نصف إجمالي إمداداتها من الطاقة بحلول 2023.

وقالت مجموعة سينوبك اليوم الاثنين، إن طاقتها من إمدادات الغاز الطبيعي ستبلغ 60 مليار متر مكعب بحلول 2023، ويتضمن ذلك الواردات والإنتاج المحلي. وأنتجت سينوبك 27 مليار متر مكعب من الغاز في 2017.

وتخطط المجموعة لإضافة منشآت جديدة لاستقبال الغاز المسال المستورد على امتداد الساحل الشرقي للصين لتصل الطاقة الإجمالية إلى 26 مليون طن سنوياً بحلول 2023، ارتفاعاً من تسعة ملايين طن حالياً بما في ذلك المرفأ الذي جرى تدشينه في تيانجين في الآونة الأخيرة.

وقالت الشركة أيضا اليوم إنها تخطط لبناء ألف محطة للتزويد بالغاز الطبيعي بحلول 2023.


في سياق متصل، قال مصدران مطلعان اليوم الاثنين إن شركة التكرير الكورية الجنوبية هيونداي أويل بنك كورب اشترت أولى شحناتها على الإطلاق من المكثفات النرويجية مع سعيها للحصول على إمدادات من خارج آسيا لتحل محل شحنات إيرانية.

ويسعى مشترو مكثفات آخرون من كوريا الجنوبية للحصول على إمدادات أخرى من المكثفات، وهي عبارة عن خام خفيف جداً، من مصادر غير إيران تحسباً لفرض الولايات المتحدة مزيداً من العقوبات على طهران.

وقال أحد المصادر في إشارة إلى هيونداي أويل بنك إن "سوق المكثفات شحيحة للغاية ومن ثم يشترون من أي مكان يستطيعون الشراء منه".

وقالت ثلاثة مصادر إن شركة النفط الوطنية الإيرانية خفضت إمدادات حقل بارس الجنوبي من المكثفات لكوريا الجنوبية بمقدار ثلاثة ملايين برميل شهرياً من بداية هذا العام مع انخفاض إنتاج البلاد وبدء تشغيل وحدة فصل جديدة.

وهبطت صادرات المكثفات الإيرانية إلى آسيا 39 % في الربع الأول إلى نحو 348 ألف برميل يومياً مقارنة بالفترة ذاتها قبل عام وفقاً لبيانات من مصدر يرصد الإمدادات الشهرية.

واستفادت قطر من تقلص الإمدادات الإيرانية، حيث حومت العلاوات الفورية لمكثفات الحقول القطرية المزالة الرائحة قرب أعلى مستوى في عام.

(العربي الجديد)

المساهمون