أحلام الشباب الضائعة

أحلام الشباب الضائعة

12 ابريل 2017
كان الشباب يحلم بفتح الثورة لأبواب العمل(محمد عبيد/فرانس برس)
+ الخط -

يوم 25 يناير 2011 خرج الشباب المصري رافعاً هدفاً كبيراً هو الحرية والعدالة الاجتماعية، وتبنى هؤلاء خلال ثورتهم الرائعة حلماً تصوّروا أنه سهل المنال، وهو الاستفادة من ثروات بلادهم وخيراتها، ومن هذا الهدف العام تولد شعار الثورة المعروف "عيش، حرية، كرامة إنسانية".

كان الشباب يتوق لحياة كريمة بعد نجاح ثورته وتنازل مبارك عن الحكم للمجلس العسكري، حياة توفر له فرصة عمل مناسبة، ولقمة عيش غير مذلة، ودخلا ثابتاً يستطيع من خلاله بناء حياته وشراء شقة أو حتى تأجيرها، والزواج من الإنسانة التي يحبها منذ سنوات.

كان من بين أحلام الشباب الكبيرة القضاء على الفساد بكل أنواعه والذي انتشر في كل ركن من أركان الدولة، أو على الأقل الحد من منسوب الفساد الذي كان يأكل الأخضر واليابس ولا يترك للشعب المطحون حتى الفتات. 

كان الشباب يريد حصة في ثروة بلاده الكثيرة والمتنوعة، وكان يتوق لاسترداد مليارات الدولارات من أموال البلاد المنهوبة في الخارج للاستفادة منها في إقامة مئات المشروعات التنموية والاقتصادية والخدمية. 

كان يحلم باختفاء ظاهرة الاحتكارات وسيطرة عدد محدود من التجار وكبار المستثمرين على أسواق السلع والقطاعات الاقتصادية المهمة، كان يتوقع انتهاء عصر التداخل بين المال والسياسة، وسيطرة 10 عائلات فقط على أكثر من 90% من ثروات البلاد، كان يحلم بزوال سيطرة رجال البزنس على المشهد السياسي والتشريعي كاملا واستفادة هؤلاء من مناصبهم في تحقيق ثروات وخلق نفوذ.

كان الشباب يرى أن الثروات التي حققها عدد محدود من كبار رجال الأعمال وفي غيبة القانون كفيلة بتطوير حال التعليم والصحة والتأمينات، وإقامة آلاف المدارس والمستشفيات والمصانع والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

كان يحلم بأن تفتح له الثورة أبواب العمل في المؤسسات الاقتصادية والمالية والقضائية والعسكرية التي ظلت حكراً على أولاد الأثرياء والسياسيين لسنوات طويلة، كان يحلم بأن يعرف طريقه لعالم البنوك حيث يدخر جزءاً ولو بسيطاً من دخله لقادم الأيام. 

ومرت نحو 6 سنوات والنتيجة انهيار كل الأحلام التي حلم بها الشباب عقب نجاح ثورته، فمعدل البطالة تفاقم بين الشباب، وحسب إحصاءات رسمية فإن نسبة البطالة بين الجامعيين بلغت 41.5%، وأن 26.7% من الشباب يعانون من البطالة. 

حتى الذي فازوا بفرصة زواج من الشباب لم يتحملوا الاستمرار في حياتهم الزوجية بسبب ضغوط الحياة واختفاء فرص العمل وتفاقم الأزمات المعيشية والارتفاعات القياسية في الأسعار.

والنتيجة الأرقام التي كشفت عنها مصلحة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية اليوم، من أنها سجلت 20.3 ألف حالة طلاق خلال شهر مارس/آذار الماضي، بخلاف حالات الانفصال بسبب الزواج العرفي، وأنّ حالة طلاق تحدث كل 4 دقائق، وأن مجمل حالات الطلاق يتجاوز 250 حالة يومياً، وأن أكثر من 70% من حالات الطلاق تمت بين الشباب، وفي زواج حديث لم يستمر أكثر من عام ونصف العام. 

ألاف الشباب أصابهم اليأس بسبب حالة الإحباط المحيطة بهم واختفاء طاقة النور التي كانوا يحلمون بها، لكن الملايين منهم ما زال يحلم بالحرية والعدالة الاجتماعية رغم مرور 6 سنوات على ثورته.


المساهمون