مصر: انهيار السياحة يفاقم خسائر موردي الأغذية

مصر: انهيار السياحة يفاقم خسائر موردي الأغذية

30 يناير 2017
تراجع الوافدين يتسبب في إغلاق الكثير من الفنادق (Getty)
+ الخط -
فاقم انهيار قطاع السياحة المصري من خسائر موردي السلع الغذائية، لتقلص شركات مشروبات غازية عالمية توريداتها للمنتجعات السياحية خلال العام الماضي 2016 بنسبة 84% جراء تراجع حركة السفر الوافدة لمصر.
وأكد موردون أن مبيعات شركات المشروبات الغازية خلال العام الماضي تراجعت بنسبة كبيرة، مما دفعها لخفض المساحات الإيجارية التي تستخدمها كمخازن في المناطق السياحية.
وقال محمود علي، مورد مواد غذائية في جنوب سيناء (شمال شرق مصر)، إن 2016 شهد تراجعاً حاداً فى التدفقات السياحية الوافدة، مشيرا إلى أن منطقة نوبيع طابا في سيناء شهدت إغلاق نحو 35 فندقاً من إجمالي 45 فندقاً خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
وأضاف علي لـ"العربي الجديد"، أن الفنادق التى لا تزال تعمل، لا تزيد نسب الإشغالات في بعضها عن 5%، مما يدفعها لإغلاق الغرف والاكتفاء بالتشغيل حسب نسب الحجوزات. وتابع أن نسبة التراجع في توريدات المشروبات الغازية والمواد الغذائية خلال العامين الماضيين لمنطقة نوبيع طابا تتجاوز 98%، فى حين تبلغ في مدينة شرم الشيخ 84%، مقدراً خسائر شركات المشروبات الغازية العالمية في جنوب سيناء خلال العام الماضي فقط بنحو 650 مليون جنيه (35 مليون دولار وفق سعر الصرف حالياً).
وتمثل الطاقة الفندقية في شرم الشيخ في جنوب سيناء نحو 20% من الغرف السياحية في مصر. وقال عادل عبدالرازق، عضو غرفة الفنادق، إن التراجع في توريدات المواد الغذائية لم يقتصر فقط على المشروبات الغازية، لكنه امتد إلى جميع السلع.
وأضاف عبدالرازق لـ"العربي الجديد"، أن العديد من المنشآت قلصت تعاقداتها مع موردي المواد الغذائية مع انحسار السياحة، فضلا عن ارتفاع أسعار السلع خلال الأشهر الأخيرة بنسب تتجاوز 100% فى بعض المنتجات، مشيرا إلى أن الفنادق مجبرة على تقليص كميات المواد الغذائية المتعاقد عليها مع الموردين لخفض خسائرها.
وتراجعت الحركة السياحية الوافدة لمصر إلى 5.3 ملايين سائح خلال 2016، مقابل 9.3 ملايين خلال 2015، بانخفاض بلغت نسبته 40%.
وقال أشرف شيحة، عضو غرفة شركات السياحة ووكالات السفر، إن أسعار التعاقدات الفندقية المصرية مع شركات السياحة العالمية متدنية للغاية خلال العامين الأخيرين. وأضاف، في تصريح خاص، "الفنادق تخفض أسعار الإقامة للنزلاء في محاولة لجذب أكبر عدد ممكن من الأجانب لقضاء العطلات لديها رغم ارتفاع تكلفة التشغيل، مع ارتفاع سعر المواد الغذائية خلال الفترة الأخيرة".
وتراجع الدخل السياحي لمصر خلال العام الماضى إلى 3.4 مليارات دولار، مقابل 6.1 مليارات دولار خلال 2015، جراء وقف روسيا رحلاتها السياحية لمصر منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وقال شيحة إن استئناف الدول المصدرة الحركة السياحية لمصر كفيل بتعافي القطاع، خاصة في حال استئناف روسيا وبريطانيا الرحلات لاستحواذهما على نحو 45% من السياحة الوافدة لمصر.
وكانت طائرة ركاب روسية قد سقطت فوق سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015، فيما أعلنت جماعة مسلحة موالية لتنظيم الدولة إسقاطها عبر زرع عبوة ناسفة على متنها.
وقال حسن أحمد، مدير أحد الفنادق بمدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر شرق مصر، إن الوضع قد يبدو أفضل حالاً في الغردقة مقارنة بمنتجعات جنوب سيناء، إذ أن نسب الإشغالات خلال الفترة الأخيرة تتراوح بين 20% و40%، ما يجعل الفنادق تتعاقد على مواد غذائية وفقا لنسب الإشغالات بها. وأضاف أنه رغم التحسن النسبي في الإشغالات خلال الفترة الأخيرة، إلا أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وعدم استئناف الرحلات السياحية الروسية لمصر حتى الآن يضاعف من خسائر الموردين إلى جانب الفنادق.
وتمثل السياحة الأوروبية نحو 72% من إجمالي التدفقات الوافدة سنوياً. وخلال الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الماضي كثفت وزارة الطيران المدني المصري من عمليات مراجعة إجراءات الأمن في المطارات المصرية بالمناطق السياحية خاصة في شرم الشيخ والغردقة.
وبينما تعاني المنشآت السياحية من تراجع أعداد الوافدين، تسبب انخفاض إنفاق السائحين في تفاقم المعاناة، وسجل معدل الإنفاق نحو 50 دولاراً في الليلة 2016، مقارنة بـ 82.5 دولارا في 2010، وفق مسؤول في وزارة السياحة.

المساهمون