سعوديون: تهديدات ترامب لا قيمة لها

سعوديون: تهديدات ترامب لا قيمة لها

29 مارس 2016
دونالد ترامب هدد بوقف شراء النفط السعودي (Getty)
+ الخط -
قلل محللون في قطاع النفط السعودي، من التهديدات التي أطلقها المرشح للانتخابات الأميركية الملياردير دونالد ترامب، والتي قال فيها إنه سيجمد، حال فوزه في الانتخابات، شراء النفط من حلفاء الولايات المتحدة، وخاصة السعودية.
ويتصور "ترامب"، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت السبت الماضي، أن السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، لن تبقى لفترة طويلة دون دعم واشنطن، مشددا على أنه سيوقف استيراد النفط من المملكة ما لم تشارك الأخيرة بجيشها في قتال تنظيم "داعش" أو تعوض الولايات المتحدة عن الجهود التي تبذلها في محاربة التنظيم.
ويقول محللون استطلعت "العربي الجديد" آراءهم بشأن تلك التصريحات، إنها لا قيمة لها، وغير دقيقة، لأن السعودية التي تصدر يوميا أكثر من 7.8 ملايين برميل خام في المتوسط، لا تقتصر على سوق بعينه.
ومع زيادة إنتاج النفط الصخري، تراجعت واردات الولايات المتحدة من الخام السعودي إلى حدود مليون برميل يوميا، تلك كمية تعادل نحو 13.3% من صادرات المملكة النفطية أو 10.5% من إجمالي الإنتاج.
وقال عثمان الخويطر، نائب رئيس شركة أرامكو، الذراع السعودية لإدارة قطاع النفط: "كل برميل نفط يتم إنتاجه، له مشتر معروف، ولن يبقى بدون بيع"، مشددا على أن الولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع الاستغناء عن شراء النفط من الخارج.
وأضاف لـ "العربي الجديد" قائلا: "تصريحات ترامب لا قيمة لها، ومجرد استهلاك إعلامي لا أكثر".
وتابع: "الأمور اختلفت كثيرا عما كانت عليه قبل نحو عشرين عاما، في ذلك الوقت كان يمكن أن يكون إيجاد مشترين للنفط صعبا نوعا ما، لوجود كميات كبيرة في السوق، أما اليوم فالإنتاج قريب جدا من الاستهلاك، وكل الإنتاج له زبائنه، فلا أحد يستطيع أن يهدد أحد بعدم الشراء منه".
ويقول مراقبون دوليون إن سلوك المملكة خلال العام الماضي، يشير إلى إدراكها حقيقة تقلص الطلب على الخام من أسواق الولايات المتحدة، وإن سوق النفط المتنامية تقع في القارة الآسيوية، حيث الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان، وهي اقتصاديات صناعية تستورد النفط بكثافة.
ويشدد الخويطر، على أن اعتقاد بعض الأميركيين بأن بلادهم قادرة على المناورة بسلاح النفط كدولة مصدرة بفضل إنتاج النفط الصخري، لأن استهلاك السعودية أكبر بكثير من إنتاجها، ما يعني أن واشنطن ستظل في حاجة لمنتجي النفط خارجها.
ويعتقد الخويطر، أن تهديدات "ترامب" تؤكد أن المرشحين للرئاسة الأميركية غير مطلعين على كيفية إدارة شؤون دولة هي الأكبر اقتصاديا في العالم، قائلا: "كل المرشحين يقولون ذات الكلام منذ ثلاثين عاما، ولكن في الحقيقة لا يملكون السلطة ذلك، والرئيس ليس هو من يقرر الشراء أو البيع، فمن يقوم بذلك هم أطراف آخرون، لهذا كلام ترامب وغيره لا قيمة له".
وتستهلك الولايات المتحدة الأميركية نحو 19 مليون برميل نفط يوميا، بينما لا يزيد إنتاجها عن عشرة ملايين برميل فقط.
ويرى المحلل الاقتصادي ربيع سندي، أن تلويح الولايات المتحدة الأميركية بالاستغناء عن النفط السعودي لن يكون له أي تأثير على الاقتصاد السعودي.
ويقول لـ "العربي الجديد" :"منذ سنوات والسعودية تنتهج سياسة اقتصادية جديدة تبتعد عن نفوذ الولايات المتحدة الأميركية، وهو أمر يغضب المسؤولين في واشنطن".
ويشدد سندي، على أن الاعتماد السعودي على أميركا حتى في مجال التسلح بات أقل بكثير من السابق.
وأضاف، قائلا: "أغلب الساسة الأميركيين مطلعون على تنويع المملكة لحلفائها الدوليين، لكن يبدو أن ترامب في عالم آخر، هو لا يعرف كيف تدار أمور الدولة، فالاقتصاد الأميركي مبني على استيراد النفط من الخارج".



اقرأ أيضا: دونالد ترامب.. الملياردير المجنون

المساهمون