قطاع الصناعة الألماني يتجه للانكماش بسبب كورونا

قطاع الصناعة الألماني يتجه للانكماش بسبب كورونا

03 مارس 2020
قطاع السيارات الألماني الأكثر تأثراً بتداعيات كورونا (فرانس برس)
+ الخط -
يتجه الاقتصاد الألماني للانكماش بسبب تراجع الطلب في الأسواق العالمية، وفي مقدمتها الصين، بعد تفشي فيروس كورونا الجديد، حيث تمثل بكين شريكاً تجارياً رئيسياً لسوق مبيعات وتوريدات الصناعات الألمانية.

وتعتبر شركات صناعة السيارات الألمانية من أولى الشركات المتضررة، فسيارات "فولكسفاغن" التي تحتل المرتبة الثانية من حيث المبيعات في الصين، تراجعت بشكل كبير، في فبراير/شباط الماضي، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، اليوم الثلاثاء.


كما أطلقت أكثر من 5000 شركة ألمانية في شتى القطاعات تحذيرات بتراجع أرباحها، وذلك في ظل حال من عدم اليقين، بينما تتريث البنوك حالياً في الحديث عن برامج التحفيز الاقتصادي قصيرة الأجل.

وقالت رئيسة رابطة صناعة السيارات في ألمانيا هيلدغارد مولر، نهاية الأسبوع الماضي، إنّ "القطاع بدأ يشعر بعواقب وباء كورونا. نرى آثاراً سلبية على السوق"، مشيرة إلى أنّ "كورونا له تأثير ملحوظ على العمليات والقيمة المضافة في العديد من الشركات على خط التوريد، وبالأخص على سوق السيارات الصيني، وهو الأكبر في العالم. العواقب هائلة بالفعل".


وأضافت، في تصريحات إعلامية، أنه "في العام 2020 سينكمش السوق الصيني بأكثر من المتوقع، ويمكن أن نتصور أن يصل التراجع حتى 7%، كما أنّ التوقعات تشير إلى احتمالات تراجع سوق السيارات عالمياً بنسبة 3% هذا العام، مع ضعف الأسواق أيضاً في أميركا الشمالية وأوروبا"، مشيرة إلى أنّ "الأسوق الضعيفة تؤدي إلى منافسة أشد".

ونقلت صحيفة "تاغس شبيغل" عن مصادر في رابطة صناعة السيارات في ألمانيا، قولها إنّ الرابطة شكلت فريق عمل لجمع وتوفير المعلومات حول انتشار فيروس كورونا.


كذلك، ذكرت صحيفة "دي تسايت" أنّ شركات الشحن في ألمانيا لديها مشاكل في التسليم، وبينها في قطاع الملابس الجاهزة، ومن المتوقع أن تصل البضائع الموسمية، بينها الصيفية والخريفية، متأخرة إلى المتاجر بين 4 و6 أسابيع، أي حتى أكتوبر/تشرين الأول، أو نوفمبر/تشرين الثاني المقبلين.

وفي هذا السياق، نقلت "دي تسايت" عن نيلز هاوبت، المتحدث باسم شركة "هاباغ لويد" لحاويات الشحن، قوله إنّ "الشركة تعاني في الوقت الحالي، والتحدي الأكبر أن الحاويات لم يتم شحنها بعد من الصين".



وأضاف هاوبت أنّ "هناك تأخيراً في النقل البري من الموانئ وإليها، وهذا ما يصعب الوضع ويزيد من التحديات، ومن بينها ارتفاع عمليات التشغيل، ولا سيما أنّ شركات النقل باتت تتقاضى رسوماً إضافية مقابل نقل الحاويات".

وتفيد تقارير اقتصادية بأنّ الحاويات التي ستصل من الصين إلى ألمانيا، بنهاية شهر مارس/آذار الحالي، تمثل فقط 6%، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يعني إمكانية وقف الإنتاج في بعض الشركات، لعدم وصول شحنات من آسيا وليس من الصين وحدها، في ظل انتشار الفيروس في عدد من بلدان المنطقة القريبة من الصين.


يتزامن كل ذلك مع إلغاء المعارض التجارية والفعاليات في ألمانيا، وتقليص عدد الرحلات الجوية إلى عدد من الدول التي انتشر فيها فيروس كورونا، حيث لا توجد بعد استراتيجية مشتركة لمكافحة الوباء على الصعيد العالمي.

وفي هذا السياق، تسعى خطوط طيران "لوفتهانزا" إلى إطلاق برامج تقشفية لتعويض نقص الإيرادات من الرحلات الجوية إلى الصين وغيرها من الوجهات الآسيوية، وفق ما ذكرت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ"، التي أفادت أيضاً بأنّ شركة "بي إي إس إف" للكيميائيات تخشى من تقلّص الإنتاج.


وعلاوة على ذلك، أشارت قناة "فوينيكس" الإخبارية الألمانية إلى أنّ قطاع صناعة الأدوية مهدد بخطر وقف الإنتاج، خلال الأشهر المقبلة، إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه مع تراجع عمليات توريد المواد الأولية، والتي تأتي غالبيتها من الصين، في وقت يدور الحديث عن أنّه وفي حال عودة الحركة إلى المصانع الصينية، فإنّ الأخيرة تواجه مشكلة حقيقية تتمثل بنقص اليد العاملة، مع الحذر الموجود لدى العمال والموظفين في الشركات من الوباء.

وتشير التقديرات إلى أنّه ليس هناك من قدرة كاملة للعودة إلى عجلة الإنتاج في المدن الصينية، حيث قد تصل إلى 70% فقط، رغم الجهود المبذولة من الصناعيين هناك لإعادة العمال وفق خطط وحوافز معينة، بينها المكافآت أو تخصيص رحلات قطارات أو طيران أو حافلات خاصة لجلب العمالة من الأماكن البعيدة، لمواجهة نقص الإنتاج الحالي، وما يترتب عليه من تأخر في تسليم السلع والبضائع محلياً وخارجياً.

المساهمون