الفائض التجاري الصيني يتجاهل تهديد ترامب مواصلاً صعوده

الفائض التجاري الصيني يتجاهل تهديد ترامب مواصلاً صعوده

12 أكتوبر 2018
غضب ترامب لم يكبح جموح صادرات الصين (فرانس برس)
+ الخط -

تجاهل الفائض في الميزان التجاري الصيني مع الولايات المتحدة، تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسجل رقما قياسيا جديدا في سبتمبر/أيلول، رغم فرض ترامب رسوما جمركية مشددة على صادرات بكين.

وبعدما حقق الفائض التجاري الصيني تجاه الولايات المتحدة رقما قياسيا، في أغسطس/آب، بلغ 31.05 مليار دولار، أظهرت الأرقام الصادرة، اليوم الجمعة، عن الجمارك الصينية، أنه ازداد، الشهر الماضي، إلى 34.13 مليار دولار.

وهذا ما يهدد بتأجيج غضب ترامب الذي أعلن، الأربعاء الماضي، أن الصين "تعتقد أن الأميركيين أغبياء"، مهددا مرة جديدة بتشديد العقوبات على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

واليوم الجمعة، كشف وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، أنه أبلغ حاكم البنك المركزي الصيني قلقه من ضعف اليوان (باعتبار أن ضعف العملة يعزز الصادرات)، معتبراً، في الوقت ذاته، أن الاقتصاد الأميركي لا يزال قويا، وأن تراجع الأسواق "مجرد تصحيح طبيعي".

وفرضت واشنطن، في الأشهر الثلاثة الأخيرة، رسوما جمركية مشددة على بضائع صينية مستوردة بقيمة 250 مليار دولار في السنة، سعيا للضغط على بكين لحملها على خفض فائضها التجاري. ودخلت عقوبات تطاول 200 مليار دولار من البضائع الصينية حيز التنفيذ الشهر الماضي.
ثم ردّت بكين بفرض رسوم جمركية مشددة على 110 مليارات دولار من البضائع الأميركية، خلال الأشهر الأخيرة، لكن الصين تستورد من الولايات المتحدة أقل بكثير مما تصدر إليها.

وأقر المتحدث باسم الجمارك، لي كويوين، بأن "التوتر التجاري الصيني- الأميركي تسبب في مشكلات وطال نمو تجارتنا الدولية"، لكنه رأى أن هذه التبعات سيتم احتواؤها.

وجدد ترامب، أمس الخميس، تهديده بفرض المزيد من العقوبات، مؤكدا أن الرسوم الجمركية "كان لها تأثير كبير" على الصينيين الذين "تباطأ اقتصادهم بشكل كبير".

وخفض صندوق النقد الدولي بشكل طفيف مؤخرا توقعاته للنمو الصيني العام المقبل من 6.4% إلى 6.2%، ما سيشكّل أسوأ أداء له منذ 1990.

وتوعد ترامب، قائلاً: "لدي أمور كثيرة يمكنني أن أفعلها لو أردت"، ملوّحا برسوم جمركية جديدة، وتابع "لا أريد القيام بذلك، لكن عليهم الحضور إلى طاولة المفاوضات".
وفي حين أن المحادثات بين البلدين متعثرة تماما، أكد ترامب أن بكين تبدي "رغبة شديدة في التفاوض".

وفي مقابلة مطوّلة أجرتها معه شبكة "فوكس نيوز"، ردد الرئيس مآخذه الاعتيادية على الصين، مؤكدا أنها تمكنت من توسيع اقتصادها بفضل الأموال الأميركية وفائضها التجاري تجاه الولايات المتحدة.

وقال: "لقد ساعدنا في إعادة بناء الصين أكثر من أي جهة أخرى... الصين كانت تأخذ منا 500 مليار دولار في السنة"، لكن "ذلك انتهى الآن".

وازدادت صادرات الصين إلى العالم في سبتمبر/أيلول 14.5% بوتيرة سنوية، مقابل 9.8% في أغسطس/آب، متخطية بفارق كبير أرقام المحللين الذين توقعوا تباطؤا جديدا بتسجيل +8.2% بحسب المتوسط الذي وضعته وكالة "بلومبيرغ".

أما الواردات، فتباطأ نموها إلى 14.3% بوتيرة سنوية، بعدما ارتفعت إلى 20% في الشهر السابق. وتشير هذه الأرقام إلى زيادة الفائض التجاري الإجمالي ليصل إلى 31.6 مليار دولار مقابل 27.9 مليار دولار في أغسطس/آب.

جوليان إيفانز بريتشارد من مكتب "كابيتال إيكونوميكس" للدراسات، قال إن "صادرات الصين صمدت بشكل جيد حتى الآن في وجه تصعيد التوتر التجاري وتباطؤ النمو العالمي".
ورأى أن صمود الصادرات على ارتباط بـ"زيادة القدرة التنافسية نتيجة تراجع قيمة اليوان" الذي خسر 9% من قيمته منذ مطلع العام مقابل الدولار. لكنّه توقع أن تظهر خلال الفصول القادمة تبعات التباطؤ المتواصل في الاقتصاد العالمي والحرب التجارية الجارية.

(فرانس برس)

المساهمون