سويسرا تتحول من المنازل إلى البنايات الشاهقة

سويسرا تتحول من المنازل إلى البنايات الشاهقة

27 ابريل 2018
زيورخ السويسرية تتخلى عن السكن الأرستقراطي (Getty)
+ الخط -





تحولت أوروبا خلال العقد الجاري من وصمة السكن في الشقق الشاهقة التي انتشرت بسرعة جنونية في المدن الأوروبية الكبرى وتم تسويقها على أساس أنها سكن راق، ففي لندن مثلاً هنالك أكثر من 60 بناية سكنية جديدة يجري إنشاؤها في حي "ويستمنستر" وسط لندن وفي أحياء ووندز ويرث، كما هو الحال في كبرى المدن الأوروبية الأخرى. ولكن التغير الكبير حدث في سويسرا التي يتسم المجتمع فيها بالثراء والمحافظة.

ففي السابق، كان السّكن في بناية مكوّنة من شقق كثيرة يُعتبر وصمة عار في سويسرا، حيث كان يُنظر إلى سكّان هذه البنايات على أنّهم ينتمون إلى الطّبقة المتدنّية من المجتمع، لكن هذه السمعة السّيّئة اختفت تدريجياً مع مرور الزّمن، بل هناك الآن ميل كبير إلى إنشاء المزيد من هذه البنايات الشاهقة في كل أنحاء سويسرا.

وربما يكون زيادة عدد السكان وتغيير التركيبة الاجتماعية، حيث بات الشباب الجدد من خريجي الجامعات غير مهتمين ببناء أسر، كما كان في السابق.
وحسب تقرير نشرته وكالة الخدمات السويسرية، "سويس انفو"، لقد تعرّضت طريقة بناء الأبراج في خمسينيّات وسبعينيّات القرن العشرين إلى النّقد الشّديد. من ذلك وصف برنامج أعدّه التّلفزيون العمومي السويسري الناطق بالألمانية SRF في عام 1967 حول بناية لوخار غوت ـ "Lochergut" بـ "الغريب والضّيّق".

في الواقع، لم يكن الوصول إلى الباحات المُخصصة للعب الأطفال في بناية "لوخار غوت" سهلاً بالنّسبة للعائلات الّتي كانت تقطن في الطوابق العلويّة. فقد كان يتعيّن على الوالدين في هذه الحال الاهتمام بالأطفال بأنفسهم، وهكذا كان من المستحيل عليهم القيام بأكثر من عمل في آن واحد، بحسب ما نقل التّقرير آنذاك.

بمرور الأعوام، تغيّرت الأوضاع تدريجيّاً. ففي ضواحي المدن السويسريّة، يزداد الميل اليوم إلى تشييد الأبراج وأصبح العيش في شقق في هذه المباني أمراً طبيعيّا لشريكين بلا طفل وبراتبين اثنين. ولمن يستطيع دفع الثّمن المطلوب، أصبحت الشّقق المبنية على أطراف المدن وبالقرب منها مرغوبة جدّاً.


وحسب تقرير، سويس انفو، "من الواضح أنّ الأبنية العالية تعكس اهتمامات فترة زمنيّة معيّنة"، كما يشرح ذلك لوران شتالدر، رئيس المعهد العالي للتاريخ والبحث النّظريّ للهندسة المعماريّة. ويرى شتالدر، أن "الأبراج تعكس اليوم قيمة الشّركات".
(العربي الجديد)

دلالات

المساهمون