شركات السيارات تحنث بوعودها لترامب وتستغني عن آلاف الموظفين

شركات إنتاج السيارات الأميركية تتخلى عن وعودها لترامب وتستغني عن آلاف الموظفين

21 مايو 2017
خسائر تطاول قطاع تصنيع السيارات في أميركا (Getty)
+ الخط -
تتجه المجموعات الأميركية الكبرى لصناعة وإنتاج السيارات إلى إلغاء وظائف والاستغناء عن آلاف الموظفين في مواجهة تباطؤ السوق، وهو ما يخالف ما وعدت به الرئيس، دونالد ترامب، بإنعاش الوظائف في الولايات المتحدة.


وبعد سبع سنوات متتالية من المبيعات القياسية، تواجه شركات "فورد" و"جنرال موتورز" و"فيات كرايسلر" أول مطب منذ العام 2009 وإفلاس المجموعتين الأخيرتين. وفي شهر نيسان/أبريل وحده، تراجعت مبيعات القطاع بنسبة 4.7%.

وقالت دانيال ديمارتينو بوث، الخبيرة في مجموعة صناعة السيارات، إن مبيعات السيارات بلغت حدها. وأوضحت جيسيكا كالدويل، من مجموعة "إدموندز كوم" أن معدلات سعر الفائدة المتدنية ومهل التسديد الأطول، عززت نمو المبيعات في السنوات الأخيرة، لكن زيادة المعدلات تجعل القروض أقل أهمية في نظر المستهلكين.

ولمواجهة السوق المشبعة بالسيارات، أعلنت "جنرال موتورز" و"فورد" و"فيات كريسلر" التي أحدثت آلاف الوظائف منذ سبع سنوات لتلبية الطلب على السيارات رباعية الدفع الترفيهية الكبيرة وسيارات البيك-آب مع تراجع أسعار الوقود، عن إجراءات توفير متنوعة.

وارتفع عدد العاملين في "جنرال موتورز" من 77 ألف شخص في 2010 إلى 105 آلاف في نهاية 2016، إلا أنها تنوي إلغاء أكثر من أربعة آلاف وظيفة للتكيف مع تراجع مبيعات السيارات الصغيرة، مثل "شيفروليه ماليبو" و"كاديلاك سي تي إس".

وأعلنت "فورد" إلغاء 1400 وظيفة، بينما يعيش أكثر من ستة آلاف موظف في مصانع إنتاج "فيات كرايسلر"، في ستيرلينغ هايتس (ميشيغان) وتوليدو (أوهايو)، في بطالة تقنية منذ أشهر.


قدرات مفرطة


وحسب مراقبين، فإن هذه الإجراءات التقشفية يمكن أن تضعف تفاهما تم التوصل إليه مع ترامب الذي ضاعف انتقاداته لقطاع السيارات المتهم باستغلال اتفاق التبادل الحر لأميركا الشمالية، لنقل وظائف إلى المكسيك حيث اليد العاملة أقل كلفة.

ويأمل قطاع الصناعة هذا في أن يخفف الرئيس الأميركي الجديد القانون المتعلق بانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، وأن يقر تخفيضا كبيرا للضرائب المفروضة على الشركات.

وكان ترامب، الذي انتخب بناء على وعد بإنعاش الوظائف في القطاع الصناعي في الولايات المتحدة، قد تحدث بفخر عن خططه الاقتصادية، وشدد على وعود إحداث الوظائف في مجموعات ديترويت العملاقة المتخصصة في إنتاج السيارات.

وكانت "فورد" و"جنرال موتورز" و"فيات كريسلر" قد وعدت في بداية العام الجاري بزيادة عدد الوظائف في المواقع الصناعية الأميركية. وتعهدت "جنرال موتورز" باستثمار مليار دولار إضافي في الولايات المتحدة، وإحداث عدد من الوظائف يمكن أن يصل إلى 1500 وظيفة.

من جهة أخرى، أصبحت "تيسلا" المتخصصة بالسيارات الكهربائية، متقدمة على "جنرال موتورز" و"فورد"، التي خسر سعر سهمها حوالى 40% من قيمته منذ تعيين رئيس مجلس إدارته الجديد، مارك فيلدز.

وقال أحد المساهمين في آخر اجتماع عام للمجموعة: "تقولون إن أولويتكم هي زيادة قيمة الأسهم. خسر السهم 40% من قيمته منذ أن تولى مارك فيلدز الإدارة".

من جهتها، تتعرض "جنرال موتورز" لضغط المستثمر، ديفيد أينهورن، الذي طالب بإنشاء سهمين في البورصة لزيادة عائدات المساهمين.

وقال مكتب "آر بي سي" إن تراجع الطلب على السيارات يثير قلق المستثمرين ويعزز فكرة ضرورة إجراء خفض في الإنتاج.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون