الاستثمارات السورية.. تواجد قوي في تركيا بـ6.3 آلاف شركة

السوريون يحصدون 14% من الاسثمارات الأجنبية بتركيا

04 أكتوبر 2017
أحد المحلات السورية في تركيا (العربي الجديد)
+ الخط -
تتزايد بصمة السوريين الاقتصادية بالسوق التركية، بعد ست سنوات من اللجوء ودخول سوق العمل والاستثمار، لتبلغ نسبة مساهمتهم بالاستثمارات الأجنبية، وفق ما نشرت صحيفة "يني شفق " التركية مؤخراً، نحو 14%، بعدما وصل عدد الشركات التي أسسوها بتركيا، منذ عام 2011 حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي، إلى 6322 شركة.

وبينت الصحيفة أن مساهمة السوريين السنوية بالاقتصاد التركي، بلغت نحو مليار و260 مليون ليرة تركية (371 مليون دولار) لتساهم الشركات السورية بتوفير فرص العمل وتعطي زيادة إيجابية في الاقتصاد التركي.

وقال مسؤول الشركات السورية في غرفة تجارة غازي عنتاب التركية، صبحي عربو: "وجد السوريون بتركيا مناخاً خصباً للاستثمار، بعدما عاملتهم الحكومة كالأتراك، بل وسهلت تأسيس الشركات أكثر مما يحصل عليه التركي نفسه، سواء لناحية التسجيل وغض النظر عن إذن العمل وحتى التعامل بالحد الأدنى من الضرائب، التي تبدأ بتركيا من 1% حتى 18%".

ويضيف: "هذا الواقع شجع الكثير من السوريين لنقل منشآتهم من سورية بسبب الحرب، أو تأسيس شركات جديدة نتيجة الإعفاءات والتسهيلات التي قدمتها تركيا للسوريين".

ويشير عربو لـ"العربي الجديد" إلى أن عدد الشركات السورية المرخصة بولاية غازي عنتاب، القريبة من الحدود السورية، يبلغ حتى الآن 1106 شركات، في حين تحتل اسطنبول المرتبة الأولى بعدد الشركات السورية التي تصل لنحو 3600 شركة، وتتوزع الشركات السورية الإنتاجية والخدمية على معظم الولايات التركية.

وحول تواضع رأسمال الشركات، فيما لو قسمنا قيمة الاستثمارات على عدد الشركات، يوضح مسؤول الشركات السورية، هناك تفسيرات عدة لهذه المسألة، أولها أن السوريين مازالوا يخشون تسجيل رأسمال الشركة كما هو، بل يلجؤون لتسجيل الحد الأدنى المطلوب لتسجيل الشركات، وهذه ثقافة سورية بدأت بالتلاشي بواقع الشفافية بتركيا.

وأيضاً الأرقام التي تنشرها مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام، هي لرأس المال التأسيسي، الذي تنامى وزاد بعد نحو خمس سنوات من العمل، فضلاً عن وجود العديد من الشركات الخدمية ذات رأس المال البسيط والتي يقابلها شركات كبرى رأسمالها الآن ملايين الليرات.

وتتزايد مساهمة السوريين في الاقتصاد التركي، حيث بلغت عام 2014 نحو 90 مليون دولار، و84 مليون دولار في 2015، و80 مليون دولار في 2016، فضلاً عن 45 مليون دولار خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017.

ويشير تقرير أعدته منصة الاقتصاديين الأتراك التي تشرف على برنامج تحسين وضع السوريين بتركيا، إلى أن السوريين استثمروا أكثر من 360 مليون دولار في تركيا، من خلال مساهمتهم بالاقتصاد خلال السنوات الست الماضية، حيث بلغ عدد الشركات السورية التي تم تأسيسها عام 2016 نحو 1800 شركة، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الشركات التي سيؤسسها السوريون خلال العام الجاري، 2000 شركة.

وبين التقرير الصادر بتركيا مؤخراً، أن عدد السوريين الذين سمح لهم بالعمل المرخص ببطاقة إذن العمل في عام 2016 بلغ 7 آلاف و53 شخصاً، أي ما يعادل 12.4% من إجمالي العمالة الأجنبية بتركيا.

ويقول الصناعي السوري، سعيد نحاس، "وجدنا كسوريين بتركيا، مناخاً جاذباً وميزات لم نكن نحلم بها، لعل أهمها أننا وفضلاً عن السوق التركية الكبيرة، نصدر منتجاتنا باسم تركيا".

وعبارة "صنع في تركيا" تسهل لنا الدخول إلى أسواق عربية وأوروبية وأفريقية، وهذا السبب الأهم، بحسب رأي نحاس، على إقبال الرساميل السورية إلى تركيا، لأن العائدات والأرباح كبيرة.

وحول أنواع الصناعات السورية التي تنتج بتركيا، يجيب نحاس، تأتي صناعة النسيج والأحذية والغذائيات، بمقدمة الصناعات السورية، تليها صناعة الآلات والغليف.

وعن صناعة الآلات من شركات سورية محدودة وجديدة على السوق، ضمن اقتصاد صناعي قوي، يوضح نحاس أن بعض الشركات السورية باتت رائدة بصناعة الآلات بتركيا، كصناعة ألات أفران الخبز والتعبئة والتغليف وتعبئة المياه والعصائر، ونصدر الألات لأسواق إقليمية وأوروبية.

أما فيما يتعلق بمنافسة الإنتاج التركي للمنتج السوري، يضيف الصناعي نحاس: "معظم الصناعات السورية موجهة للسوريين بتركيا البالغ عددهم نحو 3 ملايين سوري، وللسوريين بالداخل. إذ إن استهلاك معظم المناطق المحررة تأتيهم من الشركات السورية بتركيا، فضلاً عن التصدير للخارج".

ويستدرك، "كانت المنافسة بالبداية صعبة لأننا جدد على سوق وعلى قانون العمل وطبيعة ومواصفات الإنتاج التركي، ولكن اليوم بدأ المنتج السوري يحتل مكانته، حتى بالنسبة للمستهلكين الأتراك".

ويضيف: "أرى مستقبل الشركات التي يؤسسها السوريون، تركية وبامتياز، إذ يحصل السوريون الذين يستثمرون على إقامة عمل، بل جلهم حصل، أو سيحصل قريباً على جنسية تركية، ما يعني أن الشركات تركية ولن ينقلها السوريون حتى لو تحررت سورية، بل يمكن أن يتم فتح فروع للشركات بالداخل السوري".

ويشير بالوقت نفسه، إلى أن بعض الشركات السورية بتركيا تتمتع بموثوقية عالية، سواء لجهة الإنتاج أو حتى لدى المصارف التي بدأت تعطي السوريين قروضاً للتوسعة والاستثمار.

المساهمون