منتجات يدويّة تحوّل فلسطينيّاً إلى رائد أعمال

منتجات يدويّة تحوّل فلسطينيّاً إلى رائد أعمال

13 ابريل 2017
مشغولات مناسبة لتكون هدايا تذكارية (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لم تكن شهادة البكالوريوس في الهندسة كافيةً للفلسطيني محمد النخالة، للحصول على فرصة عمل في مدينة غزة، غير أنه لم يستسلم إلى البقاء ضمن صفوف البطالة المتزايدة في القطاع المحاصر من قبل إسرائيل لأكثر من 11 عاماً، ومن قبل السلطات المصرية الحالية بعد 3 يوليو/تموز 2013، ليبدأ مشوار البحث عن ريادة الأعمال من داخل بيئته المحلية، وذلك من خلال منتجات يدوية بسيطة، ليتوسع نشاطه وتكبر شركته المحدودة.

وضع الشاب العشريني، محمد النخالة، كل تفكيره في الخروج بمشروع ريادي خاص به يُجنبه شبح البطالة، ويساعده على إيجاد مصدر دخل في ظل سوء الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة لقطاع غزة.

البداية جاءت بالمشاركته في منتجاته اليدوية، في معرض أقيم في إحدى جامعات غزة، والتي نجح في تسويقها، مما جعله يُعيد النظر في توسيع عمله.

التقت "العربي الجديد" بالشاب محمد النخالة في محترفه اليدوي للمشغولات والمنتجات محلية الصنع في مدينة غزة، لسؤاله عن فكرته للأعمال، إذ قال "إن حُب الفلسطينيين لمنتجاته اليدوية التي كانت عبارة عن رسومات أو نحت على الخشب، وبعض الهدايا اليدوية المركبة من مواد محلية، جعلته يفكر بالتوسع في فكرته التي بدأها مع أربعة أشخاص آخرين عبر شركة صغيرة.

ويوضح أن فكرة الشركة كانت بالبداية توصيل بعض الهدايا المفاجئة للأشخاص بحسب توصيات الزبائن بشكل مسبق، لافتًا إلى أن إعجاب الناس بالمشغولات اليدويّة، جعله يفكر في توسيع المشروع، واستقطاب غزّيين لديهم مهارات الاشتغال بالحرف اليدوية.

ويضيف محمد النخالة أنه "جمع 10 أشخاص من الشباب والشابات، المبدعين في مجالات مختلفة من الأعمال اليدوية، في شركته التي تحمل اسم شركة المفاجآت Surprise Company، لتكوين منظومة عمل واحدة تعرض مشغولاتها الجمالية للفلسطينيين الذين يرغبون في هذه الأنواع من المنتجات أو توصيلها لهم حسب الطلب، خصوصا بين المتهادين، منوهًا إلى أن المشاركين معه أغلبهم خريجو جامعات جدد لم يجدوا فُرص عمل لهم في سوق قطاع غزة المحدود الفرص والإمكانيات.

ويشير إلى أنهم اضطروا إلى دفع تكاليف إيجاد مكان مخصص يضم أعمالهم، كونهم وجدوا حُلمهم في إيجاد فرصة عمل عن طريق مواهبهم الذاتية، مبينًا أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدتهم على الانتشار بأعمالهم ووصولهم بشكل أوسع بين الغزّيين.

وتضم الشركة أعمالاً مثل الرسم على الخشب والأحجار، وصناعة الإكسسوارات الزجاجية والحجرية، والهدايا التذكارية والحرق على الخشب ومنتجات خشبية أخرى، ودمى صوفية، إضافة إلى أعمال أخرى والتي تعتمد على أدوات محلية ومهارات يدويّة، وكلها جمعت عدداً من الزبائن حول الشركة وساهمت في رواجها بشكل كبير في قطاع غزة.
محمد النخالة في شركته (العربي الجديد)


محاولة لتجاوز البطالة

وتسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عام 2006، قفزات في معدل البطالة لتصل إلى نحو 50%، مما دفع الشباب للبحث عن أفكار ريادية تُساهم في توفير فرص عمل ذاتية لهم تحقق لهم عائداً مادياً مقبولاً، وتجاوز معيقات البطالة. ورسمياً تبلغ نسبة البطالة في قطاع غزة 41.7%، وفق تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام الماضي.

ويقول النخالة إن "أغلب الأشخاص المشاركين في الفكرة، ليسوا خريجي فنون جميلة أو تخصصات لها علاقة بالأعمال التي يقومون بإنتاجها يدوياً، مما يدل على أن عملهم في المجال نابع من شغفهم بالعمل الخاص، ورغبتهم في قيادة مشاريعهم الريادية".

وعن الصعوبات التي تواجه الشباب في مجال ريادة الأعمال، يلفت النخالة إلى ندرة المواد الخام وعدم إيجاد بديل عنها في أغلب الأحيان، فضلاً عن معاناتهم في فتح أسواق لهم خارج أسوار غزة.

ولم تكن فكرة محمد النخالة هي الأولى في قطاع غزة، إذ سبقها على سبيل المثال تجربة، إيناس حمادة، وهي شابة فلسطينية أطلقت متجر "هابي زون" لتسويق وبيع المشغولات اليدوية التي تنتجها هي ومجموعة من صديقاتها اللواتي يتمتعن بمواهب مختلفة، وأطلقت إيناس مشروعها الجديد بالتعاون مع خمس فتيات خريجات جامعيات بتخصصات مختلفة.

وتختلف فكرة "هابي زون" عن "شركة المفاجآت" إذ تختص الأولى بمشغولات القماش ولوازم الأطفال، فضلا عن منتجات كبطاقات المعايدة والرسم على الزجاج ومنتجات مطرزة بالآلات الميكانيكية.

المساهمون