تسريبات مصرفية تكشف تلقّي الأمير تشارلز أموالاً روسية

تسريبات مصرفية تكشف تلقّي الأمير تشارلز أموالاً روسية

05 مارس 2019
ولي العهد متهم بالانخراط في تحويلات مالية معقدة (Getty)
+ الخط -

كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن معلومات مصرفية دولية مسرّبة، تظهر تلقي منظمة خيرية يرأسها ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، أموالاً روسية ضمن برنامج تحويلات مالية معقد يستخدم لتبييض الأموال.

وتلقت المنظمة الخيرية التي يرأسها الأمير تشارلز، تبرعات قيمتها 150 ألف جنيه استرليني على ثلاث دفعات، من ثريّ أرمني يدعى روبن واردانيان، لصالح إعادة تأهيل قصر دمفريز في آيرشير.

وتربط واردانيان علاقات وطيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووضعته مجلة فوربس في المرتبة 99 من حيث الثراء في روسيا.

إلا أن التسريبات توجه الاتهام إلى بنك ترويكا ديالوغ الروسي، الذي امتلكه واردانيان حينها، وتشير إلى أن الأموال التي انتهت لصالح إعادة تأهيل القصر البريطاني، كانت جزءاً من ثروة شخصية قيمتها 3.5 مليارات جنيه استرليني، تم نقلها من روسيا إلى الغرب عبر شبكة من 70 شركة وهمية.

وتم تحويل أغلب هذه الأموال عن طريق بنك ليتواني يدعى أوكيو، أغلق عام 2013 ولا تزال التحقيقات الرسمية الليتوانية دائرة حول أنشطته. ويعتمد برنامج التحويلات المالية طريقة تجعل الكشف عن مصدر الثروات أمراً معقداً، إذ يتم خلط الأموال ذات المصدر غير المشروع بثروات مشروعة، وتدويرها في عدة تحويلات بنكية قبل أن تصل إلى وجهتها النهائية، وتصرف على شراء الطائرات الخاصة أو المنازل الفخمة.

وتشير الصحيفة، إلى أن هذه الطريقة هي الخط المعتمد لدى الطبقة الحاكمة في روسيا لتحويل أموالها إلى الغرب.

وتكشف البيانات المسربة عدداً من التحويلات المثيرة للشبهة، بما فيها تحويل 70 مليون دولار أميركي لصالح أحد أصدقاء بوتين، سيرغي رولدوغين. وكانت وثائق بنما قد كشفت احتمال أن يكون رولدوغين واجهة لأموال بوتين.

وكان واردانيان قد نفى معرفته برولدوغين، قائلاً: "لم أجر أي تعاملات مالية معه شخصياً. لم يتلقى (رولدوغين) الأموال من شركات ترويكا ديالوغ؟ لا أعلم أي شيء عن ذلك".

وتشير الصحيفة أيضاً إلى احتمال عدم علم واردانيان بالعمليات اليومية لمصرفه السابق، وخاصة في قسم الثروات الخاصة الذي أدار البرنامج. كما أن المنظمة الخيرية التي يرأسها ولي العهد البريطاني لم تكن على علم بمصدر هذه الأموال.

لكن القضية تسلط الضوء على طبيعة التحويلات المالية القادمة من روسيا، إذ إن بريطانيا تطالب بنظام مالي أكثر شفافية، في محاولة منها لسدّ الطرق أمام الثروات غير المشروعة.

وكانت منظمة ولي العهد البريطاني الخيرية، قد اضطرت لطلب التبرعات بعدما أنفقت 20 مليون جنيه استرليني عام 2007، لإعادة تأهيل القصر الذي يعود إلى القرن الثامن عشر.

وتقدم واردانيان بثلاثة تبرعات في أعوام 2009، و2010، و2011، إذ أتت هذه الأموال من حساب في مصرف أوكيو، يتبع لشركة مقرها الجزر العذراء البريطانية، التي تعتبر من الملاذات الضريبية.

وتبرع الثري الأرمني بمبلغ 1.5 مليون جنيه استرليني لذات المشروع، عبر منظمته الخيرية المسجلة في بريطانيا. ويستضيف قصر دمفريزن العديد من طلاب كلية واردانيان بشكل منتظم ضمن إطار البرامج التعليمية الخاصة.