درسدن الألمانية... مخزن أوروبا الثقافي والتاريخي

درسدن الألمانية... مخزن أوروبا الثقافي والتاريخي

19 مارس 2019
واحدة من أكثر المدن الأوروبية استقطاباً للسياح (Getty)
+ الخط -
لطالما جذبت مدينة درسدن الألمانية، المثقفين والفنانين من كافة بقاع الأرض. عرفت بمدينة الأنوار منذ القرون الوسطى، نظراً لانفتاحها وتقدمها في مجالات الفن، الموسيقى، والغناء. 

أدباء، كتاب وشعراء من كافة الدول الأوروبية وجدوا ملجأهم في هذه المدينة، فباتت منارة للثقافة. ورغم ما عانته عاصمة ولاية ساكسونيا الواقعة في شرق ألمانيا من ويلات الحرب العالمية الثانية، وتعرضها لقصف شديد ودمار كبير، إلا أنها لم تفقد حيويتها.

هي اليوم واحدة من أكثر المدن الأوروبية استقطاباً للسياح. ملايين السياح يقصدون هذه المدينة، للتعرف إلى إرثها التاريخي. في هذه الفترة من العام، تمتاز درسدن باحتفالات الميلاد، تضج المدينة بالموسيقى، ترتدي ثوب العيد، تتلألأ بالأنوار، والأهم من ذلك، تحتضن أكبر وأضخم سوق للميلاد.

مدينة الأنوار

تضج هذه المدينة بتنوع الأماكن التاريخية. لا يمكن للسائح أن يجول في شوارع درسدن دون ملاحظة الطراز المعماري للمدينة، والتنوع الثقافي. تمتاز بهندستها الباروكية التقليدية.

تحتوي على قصور، ومتاحف، ومراكز فنية وقاعات موسيقية تعود لمئات السنين، ولا عجب أنها مقصد عشاق الفن، والتاريخ. يجمع قصر بيلنيتز أنماطا مختلفة من الهندسة المعمارية التقليدية.

يتألف القصر من 3 قصور ضخمة، كانت في السابق مقر إقامة الملوك والأمراء. تحيط بالقصر حديقة أسطورية، كما يطلق عليها، نظراً لهندستها الفريدة. كما يقصد السياح قصر درسدن الملكي. هو واحد من أغنى وأقدم القصور الأوروبية، يحتوي على قطع فنية نادرة، كانت تستخدم أيام الملكية.

كما تتميز المدينة بكثرة المتاحف، فلا يمكن المرور بشارع دون وجود متحف أو معرض فني. ولا تفوتوا أيضاً فرضة زيارة دار الأوبرا. 

الطبيعة الخلابة



تقع مدينة درسدن على ضفاف نهر الألبه، يطلق عليها فلورنسا نهر الألبه، نظراً لطبيعتها المميزة. هي مدينة خصبة وخضراء، مليئة بالغابات والحدائق والمتنزهات، سواء زرتها في الصيف أو الشتاء، ستستمتع بطبيعتها الخلابة.

وتحتوي درسدن على الكثير من الحدائق الضخمة التي تتميز بتصاميمها الهندسية الفريدة، ومن أبرزها الحديقة الضخمة أو الحديقة العظيمة، وهي واحدة من أكبر الحدائق الأوروبية. 

تمتاز الحديقة بهندستها الباروكية، وطرق تصميم المزروعات والنباتات. تبلغ مساحتها نحو كيلومترين مربعين تقريباً، ويعود تاريخ إنشائها إلى أواسط القرن الخامس عشر، وهي مكان مميز عند السياح، حيث يمكنهم التنزه في الحديقة لساعات دون ملل.

كما يعد التنزه على ضفاف نهر الألبه من أروع الأشياء الممكنة، خصوصا خلال فترة عيد الميلاد، حيث تنتشر زينة الميلاد. 

أسواق الميلاد



يعد سوق شتريتسلماركت في مدينة درسدن من أقدم أسواق الميلاد التي تقام في أوروبا. يعود تاريخ إنشاء السوق إلى العام 1434. يتميز السوق بتنوع المنتجات التي يقدمها، خاصة زينة أعياد الميلاد والمأكولات والحلويات التقليدية.

يقع السوق في الساحة القديمة للبلدة، حيث تمتد مئات الأكشاك الخشبية لبيع المنتجات. خلال فترة الأعياد، يقوم الخبازون بتحضير قطعة عملاقة من حلوى شتولن وهي نوع من أنواع الحلويات التقليدية التي تقدم في هذه الفترة من العام.

ومن ضمن قائمة المأكولات التي تقدم في هذه الفترة من العام، حلوى باوم كوخن، أو ما يسمى بقطع الكيك الخاصة بالميلاد. بعيداً عن لائحة المأكولات التقليدية، يمكن للزائر شراء الهدايا التذكارية، كالأعمال الفنية الحرفية التي يقوم بها سكان المدينة، وأبرزها كسارة البندق التقليدية، ورجل البخور.

شرفة أوروبا


لا تنتهي الزيارة دون المرور على شرفة أوروبا، أو بروهل تراس. منطقة رائعة في درسدن لما تحويه من أماكن تراثية، وطبيعة خلابة.

أطلق عليها قديماً شرفة أوروبا نظراً لارتفاع المنطقة، وإطلالتها البانورامية. تقع شرفة أوروبا بالقرب من شلوسبلاتز داخل ساحة خاصة، افتتحت للعامّة سنة 1814، تحتوي على تماثيل ومنحوتات، ونوافير مياه قديمة.

تختزن درسدن الكثير من الأماكن السياحية، وبالقرب من شرفة أوروبا، يقصد السائح مبنى درسدن فراونكيرش. وهو مبنى تاريخي قديم. يتميز بتصميمه الضخم والفخم.

انتهت أعمال ترميمه في عام 1743، وهو عبارة عن كنيسة قديمة، تحتوي جدرانه على الكثير من النقوش والزخرفات الفنية الرائعة. كما يمكن للسياح الصعود إلى أعلى المبنى، للاستمتاع بمشهد ساحر لجميع أطراف المدينة. 

التكاليف المادية



تستقطب درسدن ملايين السياح سنوياً خاصة خلال شهر كانون الأول، حيث تتغير ملامح المدينة بشكل كبير. تتلألأ المدينة بألوان العيد، وأشجار الميلاد التي تحيط بكل شارع من شوارعها، لذا فإن التكاليف المادية لن تكون بسيطة، وبالرغم من ذلك يمكنكم الاستمتاع برحلة دافئة وبأسعار مقبولة في حال اتبعتم الإرشادات التالية:

ترتفع أسعار الغرف الفندقية في درسدن بشكل لافت خلال هذه الفترة، نظراً لإقبال السياح، وبحسب موقع بوكينغ.كوم، إن سعر الغرفة في فندق خمس نجوم يبدأ من 120 دولارا ويرتفع، وينخفض السعر في الفنادق المصنفة ذات النجوم الأربع إلى 70 دولاراً.

ولذا ما رأيكم بحجز غرفة في بيوت الشباب؟ وهي عبارة عن فنادق منخفضة التكاليف، تتمتع بجودة عالية، لكنها ليست كفنادق الخمس نجوم، وتقدم خدمات الإنترنت المجاني، الفطور، إضافة إلى التزامها بمعايير النظافة، وتبدأ أسعار الغرفة المستقلة من 20 دولاراً في الليلة الواحدة.

أما بالنسبة إلى الأطعمة، فتشتهر مدينة درسدن بوجود سلسلة كبيرة من المطاعم العالمية، ولذا فإن سعر الوجبة يتوقف على نوع المطعم الذي سيقصده السائح. يمكن تناول وجبة بحسب موقع numbeo للأرقام بسعر 20 دولاراً، أما بالنسبة إلى الوجبات السريعة فهي لا تتعدى 10 دولارات.

تحتوي درسدن أيضاً على شبكة مواصلات كبرى تربط أجزاء المدينة ببعضها، ولذا ما عليكم سوى اختيار القطار أو الحافلات العامة والانتقال من مكان إلى آخر بسعر لا يتعدى 2.5 يورو، بدلاً من استخدام سيارات الأجرة.

وإن أردتم احتساب تكاليف التسوق، خاصة في عطلة الميلاد، فهي مقبولة، خاصة في ظل انتشار أسواق الميلاد في الساحات العامة، حيث يمكنكم شراء كل ما تحتاجونه بأسعار مناسبة.

*الصور من Getty

المساهمون