قيود السفر لتركيا تثير مخاوف شركات السياحة العراقية

قيود السفر لتركيا تثير مخاوف شركات السياحة العراقية

10 فبراير 2016
توقعات بتراجع الرحلات الجوية بين تركيا والعراق (فرانس برس)
+ الخط -
تراجعت حجوزات السفر من العراق إلى تركيا مؤخراً بشكل ملحوظ إثر تشديد السلطات التركية إجراءات منح الفيزا للمسافرين العراقيين، ما خلّف خسائر كبيرة لشركات السياحة العراقية التي تنشط في تنظيم رحلات إلى تركيا.
وطالب أصحاب مكاتب وشركات السفر والسياحة ومختصون في سلطة الطيران المدني العراقي، الحكومة بالضغط على أنقرة لتسهيل إجراءاتها، تفاديا لخسائر أكبر محتمل تسجيلها مع بدء حجوزات موسم الصيف.
وتُقلع نحو خمس رحلات جوية يومية بين بغداد وإسطنبول وأنقرة، ومثلها تخرج من أربيل شمال العراق إلى إسطنبول، كما تعبر أكثر من 120 حافلة سياحية يوميا معبر إبراهيم الخليل الحدودي بين البلدين.
غير أن قرار الداخلية التركية الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي، ألغى بطاقة الدخول (الفيزا) الإلكترونية للعراقيين، ووضع شروطاً للحصول عليها من بينها أن تكون من خلال السفارة التركية ببغداد وأن تكون بدعوة مسبقة وكشف حساب بنكي للمتقدم وسبب الزيارة.
وعزا مراقبون الإجراءات الجديدة، إلى مساعي تركيا للحد من ظاهرة هجرة العراقيين وإقامتهم في تركيا، حيث بلغ عددهم في إسطنبول وحدها أكثر من 400 ألف عراقي غالبيتهم من سكان بلدات تعرضوا لعمليات إرهابية وهجمات انتقامية طائفية.
وقال المتحدث باسم سلطة الطيران المدني العراقي أكرم لعيبي في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، إن الإجراء التركي سيقلل بشكل كبير عدد الرحلات الجوية بين البلدين.
وأضاف لعيبي أن خط العراق تركيا الذي يُقل يوميا آلاف المسافرين بات عُرضة لتقليص عدد رحلاته، بسبب الإجراءات التي فرضتها السلطات التركية على المسافرين، ما يهدد شركات الطيران.
وقدر مراقبون اقتصاديون في قطاع النقل، خسائر رحلات النقل اليومية البرية والجوية للشركات بأكثر من مليون دولار، فضلا عن رحلات الشحن الجوي الشخصية. وقال نائب رئيس الاتحاد العام لقطاع النقل بالعراق، محمد عثمان الدايني، لـ "العربي الجديد" إن ما لا يقل عن 13 رحلة يومية تجري بين العراق وتركيا تقل نحو 10 آلاف مسافر جوا ونحو 5 آلاف مسافر برا، مشيرا إلى أهمية أن تتحرك الحكومة لإقناع أنقرة بالعدول عن قرارها.

ويدخل أغلب المسافرين العراقيين إلى تركيا في تعداد التجار والمستوردين، ما يجعل الإجراءات التركية الجديدة خطيرة على الاقتصاد العراقي في وقت تعتمد البلاد على السلع التركية لتغطية نسبة مهمة من احتياجاتها.
ويطالب التجار وأصحاب مكاتب وشركات السفر والسياحة الحكومة العراقية بضرورة التدخل لضغط على أنقرة من أجل تسهيل إجراءاتها على المسافرين العراقيين.
وكشف أصحاب شركات السفر والسياحة وحجوزات الطيران في بغداد عن تراجع نسبة الحجوزات عما كانت عليه قبل الإجراءات التركية الجديدة إلى نحو 80%، ما يهدد استقرار أغلب شركات السياحة.
ويتخوف المواطنون العراقيون، خاصة النازحين من المناطق الساخنة، من تلك الإجراءات، معتبرين إياها تؤثر على حياتهم وأمنهم كون الكثيرين منهم لا يستطيعون العودة إلى مناطقهم بسبب منع المليشيات، لهم ويجدون في تركيا محطة أخيرة بحثاً عن الأمان أو الهجرة إلى أوروبا.
وقال حسن الجنابي (39 عاماً) نازح من مناطق حزام بغداد: "هاجر الكثير من أقاربي وأصدقائي إلى تركيا ووجدوا فيها الأمن والأمان بعد أن أجبرتنا المليشيات الطائفية على ترك مناطقنا ولم تسمح لنا بالعودة. كنت على وشك السفر إلى تركيا لكنني فوجئت بالإجراءات المعقدة الجديدة التي فرضتها الحكومة التركية".
وأعلنت الخارجية التركية نهاية الأسبوع الماضي تشديد شروط منح التأشيرات للمسافرين العراقيين بعد إلغاء العمل بالتأشيرات التي كانت تمنحها السلطات التركية للمسافرين العراقيين في المنافذ الحدودية.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية طانجو بيلغيغ في تصريح صحافي إن الإجراءات الجديدة تأتي في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية وإن نظام الفيزا بين البلدين كان معمولا به أصلا.
وتراجع عدد السياح الأجانب بشكل طفيف في تركيا في عام 2015، للمرة الأولى منذ سنوات، بسبب تدهور الوضع الأمني في البلاد ومغادرة السياح الروس، بحسب أرقام رسمية.
وأظهرت بيانات حديثة لوزارة السياحة أن عدد الزوار الأجانب لتركيا 36.24 مليون شخص في عام 2015، مقارنة مع 36.83 مليونا في عام 2014، بتراجع نسبته 1.61%.
غير أن ذات البيانات أظهرت ارتفاع عدد السياح الوافدين من منطقة الشرق الأوسط بحدود 5.5% العام الماضي.

اقرأ أيضا: الدينار العراقي يترنح أمام ضربات النفط

المساهمون