تصعيد الخليج يعصف بالدولار وسندات الديون وأسواق المال

التصعيد الأميركي الإيراني يعصف بالدولار وسندات الديون وأسواق المال

21 يونيو 2019
يواجه الدولار صعوبات عديدة (Getty)
+ الخط -
يؤدي التصعيد الأميركي - الإيراني هذا الأسبوع، ولا سيما أمس الخميس مع إسقاط طائرة استطلاع أميركية، إلى تداعيات لافتة على أسواق سندات الديون السيادية والدولار، ومؤشرات الأسهم والمعادن فضلاً عن أسعار النفط.

في السياق، تتعرض الديون المُقومة بالدولار الصادرة عن حكومات في الشرق الأوسط لضغوط اليوم الجمعة، في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.

وتراجع إصدار سندات سعودية يُستحق في 2047، ما يزيد عن سنت للدولار إلى 103.02 سنتات، مسجلاً أكبر هبوط يومي منذ أوائل مايو/ أيار وفقاً لبيانات تريدويب.

وهبطت سندات صادرة عن سلطنة عُمان تُستحق في 2048 بمقدار 0.8 سنت، بينما نزل إصدار سندات بحرينية مُستحق في 2044 بمقدار 0.5 سنت وفقاً لبيانات رفينيتيف.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وافق على توجيه ضربات عسكرية لإيران اليوم الجمعة، رداً على إسقاط طائرة مراقبة مسيرة أميركية، لكنه تراجع عن قراره في اللحظة الأخيرة.

وأبلغ مسؤولون إيرانيون رويترز، أن طهران تلقت رسالة من واشنطن عبر سلطنة عمان أثناء الليل، تحذر من هجوم أميركي وشيك.


أكبر خسارة أسبوعية للدولار الأميركي

في سوق العملات، يواجه الدولار صعوبات اليوم الجمعة للارتفاع، ويتجه صوب تكبد خسارة أسبوعية مقابل عملات رئيسية، بعد أن انضم مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إلى بنوك مناظرة عالمية، في اعتزام خفض أسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي المتعثر.

وقال متعاملون ومحللون، إن انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات إلى أقل من 2%، وارتفاع الذهب فوق مستوى مقاومة فني رئيسي إلى أعلى مستوى في 6 سنوات تقريباً، يشيران إلى أن الدولار قد يواجه فترة طويلة من ضغوط البيع.

ويتحوّل التركيز حالياً إلى ما إذا كان بمقدور الولايات المتحدة والصين، حلّ نزاعهما التجاري في قمة زعماء مجموعة العشرين التي تُعقد في مدينة أوساكا الواقعة غرب اليابان، لكن محللين يحذرون من أن فرص حدوث انفراج حاسم منخفضة.

ووفقاً لرويترز، تم تداول الدولار عند 107.11 ين، لكنه انخفض خلال الجلسة إلى أدنى مستوى في 5 أشهر عند 107.04 مع استمرار تعرضه لضغوط، من جراء تلميح رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول إلى أن البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم، بشأن السياسة النقدية في يوليو/ تموز.
على مدى أسبوع، تراجع الدولار 1.4% مقابل الين، متجهاً صوب تسجيل أكبر انخفاض منذ أواخر مارس/ آذار. وبلغ مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات مناظرة، 96.586 لينخفض 1% على أساس أسبوعي.

وارتفع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 1.25% إلى 1405.07 دولارات، بعد أن بلغ أعلى مستوياته في أكثر من 5 سنوات. والذهب بصدد تسجيل أكبر ارتفاع أسبوعي منذ أواخر إبريل/ نيسان 2016، مدعوماً بعوامل من بينها تزايد التوتر العسكري بين الولايات المتحدة وإيران.

وتم تداول الجنيه الإسترليني عند 1.2704 دولار، ليتجه صوب الارتفاع 0.9% على أساس أسبوعي، فيما سيشكل أفضل أداء له في سبعة أسابيع. كما سجل اليورو 1.1295 دولار في التعاملات، من دون تغيير يذكر خلال الجلسة لكنه ارتفع 0.8% في الأسبوع.

مؤشرات الأسهم

في أوروبا، تسبب تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في وقف ارتفاع سوق الأسهم اليوم الجمعة، بعد صعود قوي مدفوعاً بإشارات من بنوك مركزية كبرى، على أنها توشك على اتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم الاقتصاد العالمي المتباطئ.

وقاد ذلك أسواق الأسهم الآسيوية للانخفاض وأبقى المؤشر ستوكس 600 الأوروبي، الذي ارتفع نحو 5% منذ بداية الشهر، مستقراً عند الفتح. وسجل قطاع الاتصالات أداءً يفوق السوق، ليرتفع 0.4% بعد أن وقّعت تليكوم إيطاليا اتفاقاً يفتح الباب أمام تكامل بين شبكتها للألياف الضوئية مع منافستها الأصغر أوبن فايبر.
وفي طوكيو، أغلق مؤشر نيكاي منخفضاً اليوم الجمعة، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون مؤشرات من محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين، بينما لقيت أسهم شركات النفط والتعدين طلباً في ظل تنامي المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

وهبط نيكاي 1% إلى 21258.64 نقطة، علماً أنه ازداد 0.7% في الأسبوع، وسجل ثالث مكسب أسبوعي بفضل آمال بأن البنك المركزي الأميركي سيخفض أسعار الفائدة الشهر القادم. كما هبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.9% إلى 1545.90 نقطة. وفاق عدد الأسهم الهابطة تلك الصاعدة بواقع 1458 إلى 619.

وفي وول ستريت، كان مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسهم الأميركية، قد سجل مستوى إغلاق قياسياً مرتفعاً يوم الخميس، مدعوماً بتوقعات في بورصة وول ستريت بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيخفض أسعار الفائدة قريباً، ربما الشهر القادم، لمنع الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين من تعطيل النموّ الاقتصادي.

وأنهى داو جونز الصناعي جلسة التداول مرتفعاً 0.94% إلى 26753.17 نقطة، وصعد ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً 0.95% إلى 2954.18 نقطة محطماً مستواه القياسي السابق البالغ 2945.83 نقطة الذي سجله في 30 إبريل/ نيسان، وفقاً لرويترز. كما أغلق المؤشر ناسداك المجمع مرتفعاً 0.8% إلى 8051.34 نقطة.

لكن اليوم الجمعة،  فتحت الأسهم الأميركية على انخفاض متواضع، في الوقت الذي تسبب فيه تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في أن يظل المستثمرون في حالة من القلق، ما محا أثر صعود في الجلسة السابقة دفع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى مستوى قياسي مرتفع.

وهبط ستاندرد آند بورز مع بداية التعاملات 0.05% إلى 2952.71 نقطة، وناسداك 0.28% إلى 8028.69 نقطة، وداو جونز الصناعي 0.02% إلى 26749.12 نقطة.

المساهمون