انفراج تجاري مطلع 2019: وفد أميركي بالصين لتحريك المفاوضات

انفراج تجاري مطلع 2019: وفد أميركي في الصين لتحريك المفاوضات

27 ديسمبر 2018
ترامب لدى زيارته الصين في نوفمبر 2017 (Getty)
+ الخط -
تتباين التوقعات حيال تطورات الحرب التجارية لعام 2019، لكن الإعلان عن زيارة وفد أميركي الصين الشهر المقبل، يحمل معه أملاً بانفراج تجاري بعد خضّات كبيرة أحدثتها رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمركية والرسوم المضادة التي فرضت على الولايات المتحدة عام 2018.

ويزور وفد حكومي أميركي بكين في بداية كانون الثاني/يناير لإجراء أول محادثات تجارية وجها لوجه، منذ أن قرر الرئيس ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في مطلع الشهر الجاري تحريك هذه المفاوضات، بحسب ما أفادت وكالة "بلومبيرغ" أمس الأربعاء.

وفي تأكيد لما أوردته "بلومبيرغ"، قالت وزارة التجارة الصينية اليوم الخميس، إن الصين والولايات المتحدة تخططان لعقد اجتماع مباشر بين الجانبين لمناقشة التجارة في يناير/كانون الثاني.

وقال قاو فنغ، المتحدث باسم الوزارة للصحافيين، إن المشاورات عبر مكالمات هاتفية "مكثفة" ستستمر في الوقت الراهن، مضيفاً أن المشاورات تمضي قدما على نحو حثيث رغم عطلة عيد الميلاد في الولايات المتحدة.

وكانت "بلومبيرغ" نقلت أمس الأربعاء عن مصدرين مطلعين أن فريقا تجاريا أميركيا سيسافر إلى بكين خلال الأسبوع المنتهي يوم السابع من يناير/كانون الثاني لإجراء محادثات مع المسؤولين الصينيين.


وقال مصدر مطلع لرويترز، الأسبوع الماضي، إن المحادثات ستكون على الأرجح في مطلع يناير/كانون الثاني.

يأتي ذلك، بعدما أجرى مسؤولون أميركيون وصينيون مناقشات بالهاتف في الأسابيع القليلة الماضية. لكن الاجتماع المزمع عقده الشهر المقبل سيكون الأول، منذ محادثات ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ في بوينس أيرس في أول ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وسيتولى مساعد الممثل التجاري الأميركي جيفري غيريش رئاسة الوفد الأميركي إلى المحادثات التي ستجري ابتداءً من 7 كانون الثاني/يناير، وسيشارك فيها كذلك مساعد وزير الخزانة المكلف الشؤون الدولية ديفيد مالباس، وفق ما نقل تلفزيون "بلومبيرغ" عن مصادر مطّلعة على هذه المسألة.

غير أن وزارة التجارة الصينية لم تؤكد، اليوم الخميس، قدوم الوفد خلال الأسبوع الثاني من الشهر المقبل. واكتفى المتحدث باسم الوزارة بالقول إن "الفرق الاقتصادية الصينية - الأميركية على تواصل وثيق. وفي كانون الثاني/ يناير، إضافة إلى مواصلة المشاورات المكثفة عبر الهاتف، قدم الفريقان طلبات محددة لعقد مشاورات وجها لوجه".

وفي حال تم اللقاء، فسيكون أول اجتماع رسمي بهذا الصدد بين ممثلين عن البلدين منذ أن اتفق الرئيسان في الأول من ديسمبر/ كانون الأول على هدنة حتى الأول من مارس/ آذار في الحرب التجارية بين البلدين، لإفساح المجال للتفاوض.

غير أن نائب الرئيس الصيني ليو هي أجرى محادثات هاتفية في 10 ديسمبر/ كانون الأول مع وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين والممثل التجاري روبرت لايتهايزر، لبحث سبل تطبيق "التوافق" بين الرئيسين الأميركي والصيني.

وأفاد بيان مقتضب صادر عن بكين بأن ليو بحث مع محاوريه "الجدول الزمني للمشاورات الاقتصادية والتجارية المقبلة"، من دون أن يحدد متى وأين يمكن أن تجري.

ووردت منذ ذلك الحين مؤشرات تقارب، لا سيما مع إعلان الصين تعليق الرسوم الجمركية المشددة على السيارات وقطع التبديل الأميركية الصنع، اعتبارا من 1 يناير/ كانون الثاني ولمدة 3 أشهر.

وأسفرت المحادثات أيضا عن استئناف الصين شراء فول الصويا من المزارعين الأميركيين، وتسهيل قواعد الاستثمار للشركات الأميركية.

وتبادلت واشنطن وبكين فرض رسوم جمركية مشددة على بضائع تصل قيمتها بشكل إجمالي إلى 300 مليار دولار، ما أدخلهما في أزمة بدأت تؤثر على أرباح الشركات وعلى الأسواق المالية التي شهدت تراجعا.

وأطلق ترامب الحرب التجارية على الصين لاتهامها بتبني أساليب تجارية غير عادلة، وهي مخاوف يبديها أيضا الاتحاد الأوروبي واليابان ودول أخرى.

وبدأت الهدنة بعد لقاء ترامب مع شي خلال قمة العشرين في بوينس أيرس في الأول من ديسمبر/ كانون الأول، حيث اتفقا على وقف فرض رسوم جديدة لمدة 90 يوما.

والأحد الماضي، أعلنت وزارة التجارة في بكين أن الصين والولايات المتحدة "أحرزتا تقدما جديدا" في قضايا الميزان التجاري والملكية الفكرية، خلال مكالمة هاتفية بين مسؤولين من البلدين.

وقالت الوزارة، إن هذا التقدم جاء بعد أن ناقش الجانبان "القضايا الاقتصادية والتجارية" عبر الهاتف في وقت سابق من هذا الأسبوع.


(فرانس برس، رويترز)

المساهمون