أسعار النفط تعاود الارتفاع تحت ضغط مخاوف الحرب التجارية

أسعار النفط تعاود الارتفاع تحت ضغط الإمدادات ومخاوف الحرب التجارية

31 أكتوبر 2018
الأسعار هبطت أمس 1.8%(فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت أسعار النفط للمرة الأولى في ثلاثة أيام، اليوم الأربعاء، لكن زيادة الإمدادات والمخاوف بشأن توقعات الطلب في ظل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أبقت الضغط على السوق.

وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 49 سنتا، أو ما يعادل 0.7%، إلى 76.40 دولارا للبرميل بحلول الساعة 06.19 بتوقيت غرينتش اليوم الأربعاء. 
كانت العقود هبطت 1.8% يوم الثلاثاء ولامست في وقت ما أدنى مستوى منذ 24 أغسطس/ آب عند 75.09 دولارا للبرميل، وفقاً لبيانات رويترز.

وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 28 سنتا، أو 0.4%، إلى 66.46 دولارا للبرميل. وهبطت العقود 1.3% خلال اليوم قبل أن تسجل أدنى مستوى منذ 17 أغسطس/ آب عند 65.33 دولارا للبرميل.

وهبط الخامان القياسيان بنحو 10 دولارات للبرميل من أعلى مستوى في 4 سنوات الذي بلغاه في الأسبوع الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، وهما على مسار تسجيل أسوأ أداء شهري منذ يوليو/ تموز 2016.

المخزونات الأميركية

وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، اليوم الأربعاء، أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي، بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

وارتفعت مخزونات الخام بمقدار 3.2 ملايين برميل في الأسبوع الماضي، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى زيادة قدرها 4.1 ملايين برميل.

وأوردت إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما ارتفعت 1.9 مليون برميل. وأظهرت بيانات الإدارة أن استهلاك مصافي التكرير للخام زاد بمقدار 149 ألف برميل يوميا. وزادت معدلات تشغيل المصافي 0.2 نقطة مئوية.

وتراجعت مخزونات البنزين 3.2 ملايين برميل، في حين أشارت توقعات المحللين في استطلاع لرويترز إلى انخفاض قدره 2.1 مليون برميل.

كما هبطت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 4.1 ملايين برميل، في حين كان من المتوقع أن تهبط 1.4 مليون برميل. وانخفض صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 639 ألف برميل يوميا.

صعود إنتاج "أوبك"

وأظهر مسح أجرته رويترز أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) زادت إنتاجها من النفط في أكتوبر/ تشرين الأول إلى أعلى مستوياته منذ 2016، حيث طغت زيادات الإنتاج بقيادة الإمارات العربية المتحدة وليبيا على انخفاض الشحنات الإيرانية بسبب العقوبات الأميركية.

وأظهر المسح الذي نشرت نتائجه اليوم الأربعاء، أن المنظمة التي تضم 15 عضوا ضخت 33.31 مليون برميل يوميا هذا الشهر، بزيادة 390 ألف برميل يوميا عن سبتمبر/ أيلول، وهو أعلى مستوى لإجمالي إنتاج أوبك منذ ديسمبر/ كانون الأول 2016.

كانت أوبك اتفقت في يونيو/ حزيران على ضخ كميات أكبر من النفط بعد ضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لكبح ارتفاع الأسعار وتعويض النقص المتوقع في الصادرات الإيرانية.

وفي أكتوبر تشرين الأول، انخفضت نسبة امتثال أعضاء أوبك الاثني عشر المشاركين في اتفاق خفض الإمدادات إلى 107% مع زيادة الإنتاج، مقارنة مع 122% بعد التعديل في سبتمبر/ أيلول، بحسب المسح. وهذا هو أقرب مستوى لنسبة الامتثال البالغة 100% سجلته أوبك منذ اتفاق يونيو/ حزيران.


العراق: سعر النفط "عادل"

بدوره، قال وزير النفط العراقي الجديد ثامر الغضبان اليوم الأربعاء، إن السعر الحالي للخام "عادل" مضيفا أن العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، سيكون مسؤولا عن تزويد السوق بإمدادات وفيرة.

كما قال الغضبان إن وزارة النفط تسعى لزيادة طاقة الإنتاج وستدعم شركات الطاقة الأجنبية بمساعدتها على تخطي أي عراقيل بيروقراطية.

وصرح الوزير للصحافيين بعد توليه منصبه رسميا خلفا لجبار اللعيبي، قائلا: "سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق الاستقرار السوق". وأضاف ردا على سؤال بشأن اجتماع مرتقب لمنظمة أوبك في ديسمبر/ كانون الأول، أن "سعر النفط في الوقت الراهن عادل".

وأضاف أنه "ليس مرتفعا بشدة، ليس 100 دولار للبرميل، وليس 30 دولارا للبرميل". وقال الوزير "سنهتم ببلدنا في المقام الأول لكننا لن ننحى جانبا مصالح المستهلكين".


أرباح بي بي

وفي السياق، ارتفعت أرباح شركة الطاقة البريطانية الكبرى "بي.بي" لأعلى مستوياتها في خمس سنوات، مدعومة بارتفاع أسعار النفط وتوقعات بزيادة الإنتاج، بفضل استحواذها هذا الأسبوع على أنشطة النفط الصخري لشركة "بي.إتش.بي بيليتون" في الولايات المتحدة في صفقة بلغت قيمتها 10.5 مليارات دولار.

وارتفع صافي ربح بي.بي في الربع الثالث إلى 3.8 مليارات دولار، متجاوزة بكثير توقعات المحللين البالغة 2.85 مليار دولار في مسح أجرته الشركة، مقارنة بربح قدره 1.86 مليار دولار قبل عام، و2.8 مليار دولار في الربع الثاني من 2018.

وجاءت الزيادة في الأرباح، مع ارتفاع الإنتاج في التسعة أشهر الأولى من العام لأسباب من بينها تدشين حقول جديدة.

وارتفعت أرباح الشركة الأساسية قبل حساب الضرائب من أنشطة المنبع لأكثر من مثليها، لتصل إلى نحو أربعة مليارات دولار في الربع الثالث مقارنة بها قبل عام.

ودشنت بي.بي تسعة حقول رئيسية للنفط والغاز على مدى العام الأخير في دول من بينها آذربيجان وسلطنة عمان ومصر وأنغولا، وهو ما سيساعدها على زيادة إنتاجها بنحو 900 ألف برميل يوميا من المكافئ النفطي بحلول 2021. وسيكون معظم هذا الإنتاج من الغاز.

وتتوقع بي.بي أن يصل إنفاقها الرأسمالي في 2018 إلى نحو 15 مليار دولار.