شركات تشتكي من تلوث النفط المستخرج من الاحتياطي الأميركي

شركات تشتكي من تلوث النفط المستخرج من الاحتياطي الأميركي

30 مارس 2018
الشركات اشترت شحنات من النفط المخزن في تكساس (Getty)
+ الخط -
أظهرت رسائل بريد إلكتروني داخلية تخص وزارة الطاقة الأميركية، ووثائق شحن اطلعت عليها "رويترز"، أن ثلاث شركات اشترت النفط الخام العام الماضي من مخزونات الطوارئ الأميركية أثارت مخاوف بشأن مستويات خطيرة من الكيماويات السامة في تلك الشحنات.

ومن شأن وجود مشكلات في جودة الخام أن يجعل الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأميركي أقل فائدة في حالات الطوارئ، نظراً إلى أن شركات التكرير ستكون بحاجة إلى إنفاق المزيد من المال والوقت في إزالة التلوث قبل إنتاج الوقود.

والاحتياطي الأميركي هو أكبر مخزون حكومي في العالم، ويبلغ حالياً 665 مليون برميل. ويوجد عنصر كبريتيد الهيدروجين بشكل طبيعي في الخام والغاز الطبيعي، لكن منتجي النفط عادة ما يقومون بتنقية مثل تلك المنتجات قبل تسليم الشحنات إلى المشترين.

ومن الممكن للمستويات المرتفعة من كبريتيد الهيدروجين أن تؤدي إلى تآكل مكونات المصافي وخطوط الأنابيب، وقد يشكل مادة قاتلة للبشر في صورته الغازية.

وتُبقي السلطات في جميع الدول الكبرى المستهلكة احتياطياً نفطياً من أجل ضمان عدم نفاد الخام اللازم للتكرير وإنتاج الوقود إذا ما حدثت كارثة طبيعية أو اندلعت حرب وأدت إلى تعطل الإمدادات العالمية.

وأسست الولايات المتحدة احتياطياتها النفطية عام 1975 بعد حظر نفطي عربي. وتشرف وزارة الطاقة الأميركية على الاحتياطي وتبيع بصورة دورية بعضاً من نفطها الاحتياطي عندما لا تكون هناك حالة طوارئ، كما فعلت في حالة تلك المبيعات التي أثارت مخاوف بشأن التلوث.

وامتنعت الناطقة باسم الوزارة شايلين هاينز عن التعليق بشأن شكاوى التلوث التي كشفت "رويترز" النقاب عنها.

والشركات الثلاث التي أثارت المخاوف بشأن المستويات المرتفعة لكبريتيد الهيدروجين هي "رويال داتش شل" و"بنك ماكواري غروب" الأسترالي و"بتروتشاينا إنترناشيونال أميركا"، الذراع التجارية لشركة الطاقة الحكومية "بتروتشاينا"، وفقاً لوثائق شحن ورسائل بريد إلكتروني قدمتها وزارة الطاقة رداً على طلب للسجلات العامة ومسؤول في الوزارة طلب عدم نشر اسمه.

ووفقاً لمسؤول الوزارة، فإن الوزارة تحملت مسؤولية تنقية الشحنة الموردة إلى "بتروتشاينا" من خلال إضافة مواد لها بعدما توصلت في مايو/ أيار من العام الماضي إلى أن مستويات كبريتيد الهيدروجين مرتفعة جداً.

وقال المسؤول إن الوزارة تجادل بشأن الاختبارات التي تظهر أن المستويات مرتفعة جداً في شحنتين إضافيتين.

والشركات الثلاث جميعاً اشترت شحنات من النفط المخزن تحت الأرض في مكمن بولاية تكساس العام الماضي.

وفي مارس/ آذار، اشتكت "شل" لوزارة الطاقة بعد أن وجدت مستويات مرتفعة من كبريتيد الهيدروجين في شحنة اشترتها الشركة ضمن صفقة حجمها 6.2 ملايين برميل من الحكومة الأميركية في يناير/ كانون الثاني، بحسب ما جاء في رسائل بريد إلكتروني قدمتها الوزارة رداً على طلب من "رويترز" للاطلاع على سجلات عامة.

وامتنعت "شل" عن التعليق على شكواها للحكومة. وذكرت رسائل البريد الإلكتروني الصادرة عن شركة النفط أن عينة الاختبار الأولية أظهرت مستويات من غاز كبريتيد الهيدروجين أقل من خمسة أجزاء من المليون. لكن اختباراً في وقت لاحق أجرته "شل"، بعدما شحنت الخام بحراً إلى مكان آخر في الولايات المتحدة، أظهر مستوى لكبريتيد الهيدروجين يصل إلى 600 جزء في المليون.

وبحسب إدارة الصحة والسلامة المهنية الأميركية، قد يتسبب التعرض لأبخرة تحتوي على ما يتراوح بين 500 و700 جزء في المليون من كبريتيد الهيدروجين في دخول الشخص في إغماء خلال خمس دقائق ووفاته خلال ساعة.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، اشترى "بنك ماكواري غروب" الشحنة الثالثة من احتياطي البترول الاستراتيجي الأميركي وباعها إلى "بتروتشاينا"، وفقاً لوثائق شحن اطلعت عليها "رويترز".

واختبرت شركة متخصصة في الاختبارات اسمها "انسبكتوريت" عينة من الشحنة التي اشترتها "ماكواري"، ووجدت مستويات من كبريتيد الهيدروجين تصل إلى تسعة آلاف جزء في المليون.

وبحسب وثائق الشحن، فإنه بعد الاختبار الذي أجرته "انسبكتوريت" رفضت الشركة المشغلة لمرفأ الشحن السماح للعاملين بإجراء مزيد من الاختبارات خشية مخالفة تعليمات الأمان.

(رويترز)

المساهمون