الليرة التركية تواصل صعودها بفضل الصادرات وانحسار التوتر السياسي

الليرة التركية تواصل صعودها بفضل الصادرات وانحسار التوتر السياسي

30 أكتوبر 2018
ارتفاع سعر الليرة أمام العملات الأجنبية (Getty)
+ الخط -

واصلت الليرة التركية مشوار صعودها أمام العملات الأجنبية، بدفعة قوية من ارتفاع الصادرات وتراجع التوترات السياسية ولا سيما مع أميركا. وسجلت العملة المحلية، خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، نحو 5.497 ليرات للدولار و6.25 ليرات أمام اليورو. 

ويأتي تعافي العملة المحلية بعد سلسلة التراجعات التي شهدتها في أوقات سابقة بالعام الجاري والتي أفقدت العملة التركية نحو 40% من قيمتها.

وأرجع أستاذ الاقتصاد بجامعة مرسين التركية، مسلم طالاس، أسباب تحسن سعر صرف الليرة إلى "تلاشي معظم الأسباب، السياسية والاقتصادية التي أدت إلى هبوط العملة التركية، مشيرا خلال تصريحه لـ"العربي الجديد" أن نزع التوتر بين أنقرة وواشنطن، بعد الإفراج عن القس الأميركي، روبنسون، كان سببا مهمّا.

وتوقع الأكاديمي التركي أن تزيل واشنطن العقوبات التي فرضتها على بلاده، وتعيد قيمة الرسوم على السلع التركية "الصلب والألمنيوم" لما كانت عليه سابقاً، كما يتوقع عودة رأس المال الأميركي للضخ في البلاد مرة أخرى، مما يؤدي إلى مزيد من الانتعاش لليرة.


وأشار إلى أن للخطة الحكومية التي أعلنتها وزارة المال، المتعلقة بتخفيض العجز والإنفاق، دورا مهمّا، كما أنّ للأداء الاقتصادي التركي وارتفاع معظم المؤشرات، وفي مقدمتها تراجع عجز الميزان التجاري وزيادة قيمة الصادرات على الواردات خلال الربع الثالث من العام الجاري، أيضاً سببا ودورا في تحسن سعر الليرة. 

وحسب طالاس فإن تحسن العلاقات التركية الأوروبية، أثر كثيراً في مزاج السوق تجاه الليرة، وسيمنح لاحقاً مزيداً من الطمأنة لتدفق الرساميل تجاه الاستثمار في تركيا، مشيراً إلى الأصداء الإيجابية لزيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنقرة خلال القمة الرباعية قبل أيام، وافتتاح مطار إسطنبول أول من أمس، والذي منح الثقة باستمرار تنفيذ المشروعات العملاقة وتحسن الاقتصاد.

ويرى مراقبون أن للخطة الحكومية "الواضحة" التي أعلنتها تركيا قبل أيام، حول النمو والاستثمار والتوظيف، دورا مهمّا في تعزيز الثقة في العملة التي تهاوت قبل شهرين لأكثر من 7 ليرات مقابل اليورو ونحو 6.5 ليرات أمام الدولار.

ومن المتوقع وفق البرنامج الاقتصادي لعام 2019 الذي أعدته وزارة المالية ورئاسة الاستراتيجية والميزانية ونشر في الجريدة الرسمية قبل يومين، أن يكون النمو الاقتصادي لتركيا مدفوعًا بشكل رئيسي بصادرات السلع والخدمات، وإجراءات أخرى.

وقالت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان في تصريحات بداية الشهر الجاري، إن صادرات بلادها السنوية ارتفعت إلى 165.1 مليار دولار، واصفة إياه بالرقم القياسي الجديد.

وأكدت الوزيرة، ارتفاع حجم التجارة في شهر سبتمبر/ أيلول بنسبة 22.6% ليصل حجم الصادرات إلى 14.5 مليار دولار، ليسجل أعلى حجم صادرات مقارنة بنفس الشهر للأعوام الماضية.

المساهمون