الضربة الإيرانية تقلص سعر النفط... و"أوبك" مطمئنة لإمدادات العراق

الضربة الإيرانية تقلص سعر النفط... و"أوبك" مطمئنة لإمدادات العراق

08 يناير 2020
الطلب على النفط ليس قوياً (فرانس برس)
+ الخط -
قلصت عقود النفط الآجلة مكاسب حققتها، خلال وقت سابق الأربعاء، بفعل ضربة صاروخية إيرانية استهدفت قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق. وأعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان فجر الأربعاء، استهدافه قاعدتين أميركيتين، بعشرات الصواريخ الباليستية، رداً على عملية قتل قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني التي نفذتها الولايات المتحدة، الجمعة.

وبعد ارتفاعه إلى 70.8 دولاراً للبرميل في بداية التعاملات، فجر الأربعاء، قلصت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت، تسليم مارس/ آذار، مكاسبها إلى 69.07 دولاراً للبرميل بزيادة 1.16% عن إغلاق الثلاثاء. ونمت أسعار الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم فبراير/ شباط بنسبة 0.91% أو 57 سنتاً إلى 63.27 دولارا للبرميل.

وقال محمد باركيندو أمين عام "أوبك"، اليوم الأربعاء، إن المنشآت النفطية العراقية "آمنة"، وإن إنتاج البلاد مستمر. وشرح باركيندو، على هامش مؤتمر في أبوظبي، "من دواعي الارتياح البالغ أن المنشآت تظل آمنة في العراق، فيما الإنتاج مستمر وفعال". ولفت إلى أنه متفائل بأن العراق سيصل إلى معدل امتثال بنسبة 100% بتخفيضات "أوبك" في الوقت المناسب على الرغم من التوترات الحالية.

وفي رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال باركيندو إن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" لا تستطيع وحدها تحمل مسؤولية الإبقاء على سوق النفط متوازنة. وأشار إلى أنه "على ثقة من أن زعماء الشرق الأوسط يبذلون كل ما يستطيعون لإعادة الأوضاع لطبيعتها". ووصف توقعات الطلب بأنها "ليست قوية لكنها لا تمثل مبعث قلق".

وتابع أمين عام "أوبك" أن من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط نحو مليون برميل يومياً، وأن فائض الطاقة الإنتاجية للنفط حاليا نحو 3 إلى 3.5 ملايين برميل يومياً. وتوقع عدم حدوث اضطرابات في إمدادات النفط، وأن "لا أحد يرغب في الحرب" في منطقة الشرق الأوسط.

بدوره، قال وزير الطاقة الإماراتي، اليوم الأربعاء، إنّه لا يتوقع مخاطر فورية على شحنات النفط المارة عبر مضيق هرمز، الممر الملاحي الحيوي للقطاع، وذلك بعد أن هاجمت إيران قاعدتين تستضيفان قوات أميركية في العراق.

وقال الوزير سهيل المزروعي، على هامش مؤتمر في العاصمة الإماراتية أبوظبي، إنه ينبغي عدم المبالغة وإن الوضع الحالي "ليس حرباً". وأضاف "لن نشهد حربا. هذا قطعا تصعيد بين الولايات المتحدة، وهي دولة حليفة، وإيران، وهي دولة مجاورة، وآخر ما نرغب فيه هو المزيد من التوتر في الشرق الأوسط".

وأكد مسؤولون إيرانيون أن الضربات الصاروخية جاءت رداً على مقتل القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني يوم الجمعة في بغداد. وقال المزروعي إنه لا يرى وضعاً يثير مخاوف بشأن نقص في الإمدادات، في ضوء قوة الطلب ومخزونات النفط العالمية التي تحوم حول متوسط خمس سنوات.

ولفت إلى أن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ستستجيب لأي نقص محتمل في النفط إذا اقتضت الضرورة، لكن هناك حدودا لديها أيضا. وقال "لا يمكننا تعويض أي كمية بفائض الطاقة الذي لدينا".

وشدد على أنه لا يتوقع أي نقص ما لم يتغير الوضع. وقال "لا نتوقع أي نقص في الإمدادات ما لم يكن هناك تصعيد كارثي، وهو‭‭ ‬‬ما لا نراه".

وأبقى غولدمان ساكس على توقعاته لأسعار النفط في ثلاثة أشهر عند 63 دولارا للبرميل مشيرا إلى غياب اضطراب فعلي للإمدادات. وأوصى البنك في مذكرة بتاريخ السابع من يناير / كانون الثاني بإغلاق مراكز دائنة في مؤشرات لسلع أولية وتداولات لزيت الوقود بسبب ارتفاع أسعار النفط والسلع الزراعية الأولية في الآونة الأخيرة.

(رويترز)

المساهمون