مخاطر مائية جديدة على مصر

مخاطر مائية جديدة على مصر

09 يوليو 2016
أزمة المياه تهدد القطاع الزراعي (Getty)
+ الخط -

حذر تقرير حديث من خطورة الوضع المائي في مصر سواء بالنسبة للشرب أو الري، في ظل اقتراب الانتهاء من بناء سد النهضة في إثيوبيا ومحاولات إسرائيلية لسرقة المياه.
وأكد التقرير الصادر عن مركز الأرض لحقوق الإنسان (خاص)، "أن أزمة المياه في مصر تتفاقم بسبب تراجع الموارد الرئيسية للمياه من نهر النيل في ضوء الاقتراب من المراحل النهائية لإكمال سد النهضة الإثيوبي"
واستعراض التقرير مخاطر مشاريع المياه الإسرائيلية والتي يمكنها التأثير على مياه النيل، وأبرزها مشروع استغلال الآبار الجوفية، حيث قامت إسرائيل بحفر آبار جوفية بالقرب من الحدود المصرية، ومشروع اليشع كالي ويقضي بنقل مياه النيل إلى إسرائيل، وتنقل هذه المياه عن طريق سحارة أسفل قناة السويس، ومشروع (بؤر نقل مياه النيل إلى الاحتلال عبر شق ست قنوات تحت مياه قناة السويس وبإمكان هذا المشروع نقل مليار متر مكعب سنياً، لري صحراء النقب ما سيؤثر على مواردنا المائية المستقبلية.

وذكر التقرير أنه يوجد نحو 30 مليون مصري لا يجدون المياه النقية ويشربون مياها ملوثة غير صالحة للاستهلاك الآدمي، ما تسبب في زيادة الأمراض بنسبة لا تقل عن 20%، مثل التيفود والفشل الكلوي والكبد.
وفي هذا السياق، قال الخبير المائي بهجت فكري، لـ"العربي الجديد"، إن هناك ملايين من الأفدنة مهددة بالبوار بسبب شح المياه، حيث يعاني الفلاحون من نقص مياه الري، التي لا تصل مطلقا إلى الترع مثل السنوات الماضية فأصبحت مناوبات الري ليس لها مواعيد محدّدة.

وأشار إلى أن ذلك دفع الفلاحين إلى الاستعانة بالطلمبات (مضخات المياه) لسحب المياه الجوفية التي تعد المخزون الاستراتيجي للمياه في البلاد، وذكر أن ذلك يضر بالأرض لو استمر لفترة طويلة لأنه يتسبب في ملوحة التربة، وحسب فكري، تكمن الخطورة الكبرى في لجوء بعض الفلاحين إلى ري أراضيهم من مياه الصرف التي تدمر الأرض الزراعية وتقضي عليها.
وتزايدت في الآونة الأخيرة أزمة نقص مياه الشرب في عدد من المناطق في الوجهين البحرى والجنوبي، وأبرز تلك الأزمات شهدتها محافظات الدقهلية والشرقية والجيزة والمنصورة، فشهدت محافظة الشرقية انقطاع مياه الشرب 12 ساعة يومياً.

ويشتكي المزارع في محافظة الجيزة (غرب القاهرة) سمير محفوظ، في حديثه لـ"العربي الجديد"، من عدم توافر مياه للزراعة منذ أكثر من خمس سنوات، مشدّدا على تفاقم الأزمة في الآونة الأخيرة حتى فسد محصول الصيف بسبب ندرة المياه.
وأشار إلى أن أغلب الفلاحين لجؤوا إلى زراعة أراضيهم في موسم الصيف بمحاصيل جافة لا تحتاج لمياه كثيرة، إلا أن تكرار زراعة المحاصيل الجافة يؤدي إلى ضعف الأرض، حسب محفوظ.
وأشار المزارع بإحدى قرى محافظة الشرقية، رجب سليمان، إلى أن المياه تنقطع عن القرية بشكل دائم تقريباً، ما يضطرهم إلى جلب المياه من ماكينات الري الارتوازية، أو القرى المجاورة.
وقال أحد سكان منطقة الطالبية التابعة لمحافظة الجيزة، محمد حنفي، لـ"العربي الجديد"، إن المياه لا تأتي في أغلب الشوارع سوى 4 ساعات يوميا، فاضطررنا إلى دق مضخات من أجل الحصول على مياه.