إيران ترغب في استعادة زبائن النفط القدامى

إيران ترغب في استعادة زبائن النفط القدامى

29 نوفمبر 2016
مشروع نفطي في إيران (Getty)
+ الخط -
تنظر طهران باهتمام بالغ لما سيحمله اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في فيينا، الأربعاء، فهي معنية بشكل مباشر بأي قرار سيصدر عن المنظمة، ولا سيما أن اهتمام أطراف كثيرة فيها باتفاق لخفض إنتاج النفط أو تثبيته، بات جلياً.

وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، أبدى تفاؤلاً واضحاً من التوافق على قرار موحد في أوبك، قائلاً بعد لقائه نظيره الجزائري نور الدين بوطرفة، إن بلاده ستعلن عن قرارها بشأن خفض الإنتاج خلال الاجتماع. وأكد الوزير الإيراني، بحسب موقع وزارة النفط الرسمي، أن طهران معنية بتحقيق توازن السوق، من دون أن يشرح موقفه بوضوح.

سبق وزير الطاقة الجزائري إلى إيران، الأمين العام لمنظمة أوبك محمد سانوسي باركيندو، والذي زار طهران في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، وهي الزيارة الثانية له خلال شهرين، وبحث ووزير النفط الإيراني آخر المستجدات المتعلقة بموقف إيران من اتفاق الجزائر.

وعن الموقف الإيراني من قرار خفض الإنتاج، قال عضو لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني مجيد ناصري نجاد، إن بلاده ترى نفسها خارج هذه المعادلة خلال هذه المرحلة، لأنها تعرضت لظلم العقوبات، ولا يمكن أن تكون جزءاً من اتفاق سيمنعها من أن تستفيد من إلغاء الحظر الاقتصادي.

وأضاف ناصري نجاد في حديثه مع "العربي الجديد"، أنه إذا اقترحت المنظمة توافقاً عادلاً يقسم الحصص على الأعضاء ويسمح لإيران بأن تعود لسوق الصادرات النفطية كما في السابق، فمن الممكن التفكير بالموافقة، لكن بحال استمر النهج ذاته فطهران ستكون مضطرة لرفض الخيارات التي سيتم طرحها.

وأشار إلى أن بلاده تدعم نهج الحوار والتفاهم بين الدول المعنية بهذه القضية، قائلاً إنه على الجميع إدراك أن لطهران الحق بأن تعود إلى خارطة النفط العالمية، ولا سيما أن صادراتها ما زالت قليلة مقارنة بمعدلات الإنتاج، وبهذه الحالة ستحفظ حقها في أوبك وستدعم أي قرار من قراراتها.

وشاركت إيران باجتماع الجزائر الماضي، رغم أنها قاطعت اجتماع أوبك في الدوحة في أبريل/ نيسان الماضي، وحينها أعربت طهران عن عدم استغنائها عن شرط رفع إنتاجها اليومي بما يساعدها على استرجاع الحصص والزبائن.

وقد طالبت طهران بتشكيل لجنة خاصة لتشرف على تقسيم الكميات بين الدول الأعضاء، وأشارت كل التصريحات إلى أن إيران حتى وإن باتت معنية بأن تكون جزءاً من هذا الاتفاق، فلن تضحي بحصص كبيرة، وقرأ البعض في الداخل دعم طهران لاتفاق الجزائر بأنها تعني تثبيت لإنتاجها بعد وصولها للرقم الذي تريده.

في الوقت الراهن يطالب عديدون في الداخل الإيراني بعدم الامتثال لرغبات بعض الأطراف التي تريد أن تخفض طهران إنتاجها لـ 3.5 ملايين برميل يومياً، والإصرار على العودة لمستوى إنتاج يزيد عن أربعة ملايين برميل، وخاصة أنهم يرون في الأمر حرباً سياسية قادتها المملكة العربية السعودية سابقاً، ومعها الولايات المتحدة الأميركية، اللتان أرادتا، وفق اعتقادهم، محاصرة إيران ما بعد الاتفاق النووي، والوقوف بوجه طموحاتها الاقتصادية.

من هذه النقطة، تبدو النقطة الثانية هي الأهم، ألا وهي الاستفادة من تبعات الاتفاق النووي، ورفع إنتاج النفط ودعم اتفاق أوبك، وهو ما يعني ضرورة التوصل لصيغة حل تعني طهران مباشرة في اجتماع فيينا.

يرى الخبير في شؤون الطاقة حسين أنصاري فرد، أن اجتماع فيينا سيحمل تغييراً مصيرياً، معربا عن عقد بلاده للعديد من المباحثات المكثفة مع عدد من أطراف أوبك خلال الأسابيع القليلة الماضية، وحتى مع أطراف خارجها، قائلاً إن مستقبل أسعار النفط سيكون أكثر اتزاناً.

وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن اجتماع فيينا سيبحث الأمور بجدية أكبر، وربما تتحقق نتائجه لكن على المدى البعيد، معتبراً أن بلاده معنية بشكل مباشر بالتوصل لاتفاق يخصها، وذكر أنه لا يمكن لوزير النفط بيجن زنغنه أن يخرج بتصريحات تنقل تفاؤله مما سيحمله اجتماع أوبك في فيينا دون أن يكون لديه معطيات حقيقية.

ورأى أن إصرار طهران السابق، كان منطقياً، ولا سيما أنها كانت تحاول استعادة الحصص التي أجبرت على تقليصها بفعل تشديد الحظر قبل سنوات، بسبب البرنامج النووي.

المساهمون