تراجع كبير لصادرات إيران من النفط

تراجع كبير لصادرات إيران من النفط... ورهان على "العشرين" لتوضيح سياسة الإنتاج

28 يونيو 2019
اجتماع روسي صيني هندي على هامش قمة العشرين (Getty)
+ الخط -
تراجعت صادرات النفط الإيرانية إلى آسيا لأدنى مستوى في نحو 5 سنوات، تأثراً بالعقوبات الأميركية، كما انخفض سعر البرميل الجمعة، فيما تُعوّل روسيا على قمة العشرين لتوضيح الرؤية حول سياسة الإنتاج التي تدرسها "أوبك" ومنتجون آخرون في مستهل الأسبوع المقبل.

فقد أفادت بيانات حكومية ومصادر تجارية "رويترز"، اليوم الجمعة، بأن واردات آسيا من النفط الخام الإيراني انخفضت في مايو/ أيار إلى أدنى مستوياتها في ما لا يقل عن 5 سنوات بعدما خفضت الصين والهند مشترياتهما في ظل العقوبات، بينما أوقفت اليابان وكوريا الجنوبية الواردات بالكامل.

وتفيد الأرقام بأن إجمالي واردات أكبر 4 مشترين للنفط الإيراني في آسيا بلغت 386 ألفاً و21 برميلاً يومياً في مايو/ أيار، بانخفاض نسبته 78.5% مقارنة بالفترة ذاتها قبل عام، مسجلاً أدنى مستوى شهري منذ 2014، وفقاً لبيانات جمعتها "رويترز"، فيما تراجعت واردات الصين والهند بنسبة 60-80% على أساس سنوي.
وبلغت الواردات أعلى مستوى في 9 شهور عند 1.62 مليون برميل يومياً في الشهر السابق لمايو/ أيار فقط، إذ سارع المشترون إلى شحن أكبر قدر ممكن من النفط قبل انتهاء العمل بإعفاءات من العقوبات الأميركية في بداية مايو/ أيار.

واشنطن تهدّد أي دولة تستورد النفط الإيراني

واستكملت واشنطن تصعيد حصارها لإيران اليوم الجمعة، حيث قال المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران، براين هوك، إن واشنطن ستعاقب أي دولة تستورد النفط الإيراني مضيفا أنه لا توجد إعفاءات في الوقت الحالي.

وردا على سؤال حول مبيعات الخام الإيراني لآسيا، قال هوك: "سنفرض عقوبات على أي واردات من النفط الخام الإيراني... في الوقت الحالي لا توجد أي إعفاءات على النفط"، مضيفا أن الولايات المتحدة ستنظر في التقارير بشأن مبيعات من النفط الإيراني في طريقها للصين. وقال للصحافيين في لندن: "سنفرض عقوبات على أي مشتريات غير مشروعة للخام الإيراني".

وفي مقابل التهديد الأميركي، صرح المدير العام لمراقبة الأسلحة في الخارجية الصينية، فو كونغ، للصحافيين، قائلاً: "نحن لا نتبنى سياسة تصفير (واردات النفط الإيراني) التي تنتهجها الولايات المتحدة. نرفض الفرض الأحادي للعقوبات".

تعويل روسي على "العشرين"

في غضون ذلك، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، اليوم الجمعة، إنه يأمل أن يوفر اجتماع دول مجموعة العشرين في اليابان وضوحاً لأوبك ومنتجي النفط المستقلين، في الوقت الذي يدرسون فيه تمديد اتفاق لخفض الإمدادات بعد يونيو/ حزيران.

ومن المتوقع أن يبحث الرئيس الأميركي ونظيره الصيني الحرب التجارية الجارية بينهما في قمة مجموعة العشرين. وستؤثر نتيجة النزاع على النموّ الاقتصادي العالمي والطلب على النفط.

وقال نوفاك: "السوق حالياً في مرحلة مهمة للغاية. من ناحية، يبدو أنها متوازنة من حيث العرض والطلب، لكن من الناحية الأخرى، هناك الكثير من الضبابية". وتابع: "نأمل أن يكون هناك المزيد من الوضوح... بعد قمة مجموعة العشرين في أوساكا"، مضيفاً أنه يتوقع أن يتخذ منتجو النفط قراراً متوازناً بشأن الإمدادات.
وتجتمع "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) ومنتجون مستقلون، المجموعة المعروفة باسم أوبك+ التي تقودها السعودية وروسيا، في فيينا الأسبوع المقبل لبحث تجديد أو تعديل اتفاق بشأن الإنتاج. وينتهي أجل الاتفاق، الساري منذ أول يناير/ كانون الثاني، بعد 30 يونيو/حزيران.

نوفاك، المتوقع أن يجتمع مع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في قمة مجموعة العشرين، قال إن روسيا والسعودية ما زالتا تبحثان اتفاق النفط. وتوقع "أن تتخذ دول أوبك+ قرارات متوازنة، ما سيساعد على أن تظل السوق في حالة توازن".

ونقلت وكالة الإعلام الروسي عن نوفاك قوله اليوم الجمعة، إن روسيا تخفض إنتاجها النفطي في يونيو/حزيران أكثر قليلا من المقرر في الاتفاق المبرم بين "أوبك" ومصدّري الخام غير الأعضاء بالمنظمة.

ونسبت الوكالة إلى نوفاك قوله إن خفض إنتاج النفط الروسي يبلغ 228 ألف برميل يوميا في الوقت الحالي، بما يتماشى مع الاتفاق، لكن الإنتاج كان أقل من المستوى المطلوب في أوائل الشهر.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المقرر أن يجتمع مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على هامش اجتماع مجموعة العشرين، إن اتفاق أوبك+ حقق الاستقرار في سوق النفط.

وفي اجتماع لدول "بريكس"، وهي مجموعة تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، اقترح بوتين إجراء محادثات بشأن خطوات لتحقيق "توافق في أسواق الطاقة العالمية وتقليص تقلب أسعار الطاقة".

والصين والهند من بين أكبر مستهلكي النفط في العالم، بينما تورد روسيا ثاني أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم بعد السعودية، الخام إلى البلدين.

الأسعار تعاود الارتفاع

أسعار النفط تراجعت في بداية التعاملات قبل أن تعاود ارتفاعها اليوم الجمعة، فيما يترقب المتعاملون أي تطور في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، من اجتماع مُقرر بين رئيسي البلدين غداً السبت في مجموعة العشرين، ويتطلعون إلى اجتماع "أوبك" الأسبوع القادم.
وبحلول الساعة 12:10 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر برميل العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 15 سنتاً إلى 66.7 دولاراً. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 16 سنتاً إلى 59.59 دولاراً، وفقاً لبيانات رويترز.

وتعتزم "أوبك" وبعض المنتجين المستقلين بما في ذلك روسيا، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، عقد اجتماعات يومي الأول والثاني من يوليو/ تموز في فيينا لاتخاذ قرار بشأن تمديد تخفيضاتهم للإنتاج، علماً أن أعضاء "أوبك+" كانوا اتفقوا على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً ابتداءً من أول يناير/ كانون الثاني المنصرم.

استطلاع: تعثر الطلب سيضغط على الأسعار

في هذه الأثناء، أظهر استطلاع شهري تجريه "رويترز"، اليوم الجمعة، أن أسعار النفط قد تتعثر إذ أن تباطؤ الاقتصاد العالمي يضغط على الطلب وتغمر الولايات المتحدة السوق بالخام، على الرغم من توقعات بأن تمدد "أوبك" وحلفاؤها اتفاقهم لخفض الإنتاج الأسبوع القادم.

ويتوقع المسح الذي شمل 42 خبيرا اقتصاديا ومحللا أن يبلغ سعر خام برنت في المتوسط 67.59 دولاراً عام 2019 في مراجعة بالخفض من تقديرات عند 68.84 دولاراً في مايو/أيار، بما يزيد قليلا عن متوسط سعر خام القياس العالمي منذ بداية العام الجاري البالغ 66.17 دولارا.

المحلل لدى "إيه.إن.زد"، دانييل هاينز، قال: "حاليا، سوق النفط تركز أكثر على جانب الطلب من المسألة في ظل تنامي توترات التجارة".