انفصال بريطانيا يهيمن على الأسواق...والإسترليني يتعافى من هبوط كبير

انفصال بريطانيا يهيمن على الأسواق...والإسترليني يتعافى من هبوط كبير

لندن

العربي الجديد

العربي الجديد
16 نوفمبر 2018
+ الخط -

الضبابية التي تلف آليات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هيمنت على أسواق المال الأوروبية، خصوصاً خلال اليومين الماضيين، وأدت إلى هبوط الإسترليني في نهاية تعاملات أمس الخميس إلى أدنى مستوياته منذ عام 2016، قبل أن يتعافى قليلاً اليوم الجمعة.

فقد ألقى غموض "بريكست" بظلاله على أسواق العملات الأجنبية اليوم، مع تداول اليورو مقابل الدولار في نطاق ضيق واستفادة الين من الطلب على العملات التي تُعتبر آمنة، فيما عوّض الجنيه الإسترليني بعض خسائره، مع تمسّك رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بمقترحاتها.

وعانى الإسترليني أمس الخميس، من أسوأ أداء يومي منذ 2016، إثر استقالة عدد من الوزراء البريطانيين المعارضين لاتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

واليوم، تم تداول اليورو مستقراً مقابل الدولار عند 1.1336 دولار، فيما لم يسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة عملات، أي تغير عند 96.954، بالقرب من أعلى مستوى له في 6 أشهر البالغ 97.69، الذي سجله مطلع الأسبوع، وفقاً لبيانات "رويترز". ومساء اليوم، عزز اليورو مكاسبه أمام العملة الأميركية متخطياً مستوى 1.40 دولار.

وارتفع الين، عملة الملاذ الآمن، ليتم تداوله عند 113.22 ين للدولار، مرتفعاً 0.3% خلال الجلسة، في ما دفع الاضطراب بشأن الانفصال البريطاني المستثمرين إلى الإقبال على العملة اليابانية. وبلغ الين أدنى مستوى في 6 أسابيع عند 114.20 ينا للدولار يوم الإثنين قبل أن يعكس مساره.

ومع تنامي المعارضة لمسودة اتفاق أعلنتها رئيسة الوزراء للخروج من الاتحاد الأوروبي، استقال أمس الخميس وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد دومينيك راب، و3 وزراء آخرين احتجاجاً على خطة رئيسة الوزراء، ما أدى إلى مبيعات في الإسترليني الذي كان يكافح بالفعل لكسب قوة دفع، بعدما قالت ماي يوم الأربعاء إنها حصلت على دعم حكومتها المنقسمة بعد اجتماع لخمس ساعات.

ونُقل عن وزير التجارة البريطاني ليام فوكس، قوله اليوم الجمعة، إنه "لا يزال هناك احتمال لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى اتفاق"، مضيفاً أن عواقب مثل هذا الخروج ستكون "مؤسفة".

ولفت إلى أنه طوال فترة المفاوضات، كانت حكومة ماي ترى أن من الحكمة الاستعداد لعدم التوصل إلى اتفاق، على الرغم من وجود فكرة سائدة بأن هذا لن يكون في صالح لندن أو بروكسل على السواء، محذراً من أن هذا السيناريو سيهدد أعمال وأرباح الشركات التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها بعد "بريكست".

بورصات الأسهم

في أسواق الأسهم، اتخذ مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي مسار تسجيل خسارة أسبوعية، بعد تحقيق مكاسب على مدى أسبوعين متتاليين، لكنه ارتفع اليوم الجمعة 0.7% بحلول الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش، فيما ازداد مؤشر "داكس" الألماني 0.6%.

وكان أداء قطاع التكنولوجيا الأسوأ بين القطاعات، إذ ارتفع 0.3% فقط بعد نتائج مخيبة للآمال من شركة صناعة الرقائق "إنفيديا"، في إشارة جديدة إلى الأخبار السلبية من منتجي المكونات التكنولوجية.

أما في الولايات المتحدة، فقد هبطت الأسهم عند فتح في بورصة وول ستريت اليوم الجمعة، متأثرة بخسائر حادة لأسهم التكنولوجيا، في أعقاب توقعات مخيبة للآمال من شركتي "نفيديا" و"أبلايد ماتيريلز" لصناعة الرقائق الإلكترونية.

وبدأ مؤشر داو جونز الصناعي الجلسة منخفضاً 46.92 نقطة، أو 0.19%، إلى 25242.35 نقطة، في حين تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأوسع نطاقاً 11.66 نقطة، أو 0.43%، إلى 2718.54 نقطة. كما هبط مؤشر "ناسداك" المجمع 70.61 نقطة، أو 0.97% إلى 7188.42 نقطة، وفقاً لبيانات "رويترز".

"المركزي الأوروبي" وألمانيا

وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، اليوم الجمعة، إن البنك يمكنه تغيير خططه بشأن البدء في زيادة أسعار الفائدة في أواخر العام القادم إذا زادت تكاليف الاقتراض كثيرا أو تباطأ التضخم.

وبعد أن ضخ 2.6 تريليون يورو (2.95 تريليون دولار) في النظام المالي لمنطقة اليورو منذ 2015 في مسعى لإنعاش التضخم، يتوقع المركزي الأوروبي التوقف عن زيادة حيازاته من السندات في ديسمبر/ كانون الأول ورفع أسعار الفائدة بعد صيف العام القادم للمرة الأولى في 8 أعوام.

وتمسك دراجي بتلك الخطط في كلمة أمام جمع من المصرفيين، لكنه حذر من أن مسار أسعار الفائدة قد يتغير، ملمحا إلى تأثيرات من الولايات المتحدة، حيث يزيد مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة على نحو مطرد، أو تأثيرات قادمة من إيطاليا، التي أغضبت حكومتها المستثمرين في السندات بخططها لزيادة الإنفاق، كأسباب محتملة.

وفي برلين، قال وزير المالية الألماني أولاف شولز اليوم الجمعة، إن ألمانيا تحتاج إلى قطاع مصرفي قوي لتعزيز اقتصادها، مضيفا أن أوروبا في موقف يمكًنها من تجاوز أي أزمة مالية محتملة على نحو أفضل مما كانت قبل عقد لكن ما زال أمامها الكثير من العمل.

ومتحدثا في المؤتمر المصرفي في فرانكفورت، قال شولز إن ألمانيا تقترب من تطوير حل بشأن موازنة مشتركة لمنطقة اليورو، وتوقع أن ذلك الحل سيكون مقبولا لدى الدول الأخرى.

وقال شولز أيضا إن ألمانيا يجب أن تكون مستعدة لإحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الإوروبي بدون إتفاق لكنها ستفعل كل ما هو ممكن لتفادي ذلك، مضيفا أنه يأمل بأن تكون هناك موافقة على مسودة الإتفاق المطروحة على الطاولة.

وسئل شولز عن احتمال انفصال بريطانيا من دون اتفاق، فقال: "على المرء أن يكون مستعدا لهذا الخيار... لكننا سنبذل كل ما في وسعنا لتفاديه".

ذات صلة

الصورة

سياسة

انتظر تشارلز الثالث عقوداً قبل أن يصبح، الخميس، في سن الثالثة والسبعين، ملكاً خلفاً لوالدته إليزابيث الثانية. وفي ما يأتي بعض جوانب حياته في عدد من الأرقام.
الصورة

اقتصاد

للوهلة الأولى قد يخيّل إليك أن أسوأ العملات أداء حالياً تابعة لدولة من الدول النامية أو المتخلفة، لكن الواقع أن عملة بريطانيا، الجنيه الإسترليني، هي الأسوأ على الإطلاق، واليورو في المركز الرابع، تليه عملات لبنان ومصر وإيران وتركيا. فماذا في التفاصيل؟
الصورة
ري نباتات حديثة في بريطانيا (دينندرا هاريا/ Getty)

مجتمع

طالبت السلطات البيئية البريطانية المواطنين بترشيد استهلاك المياه بشكل كبير، مع إعلان حالة الجفاف في عدد من مناطق إنكلترا.
الصورة
جوليان أسانج (تابو جاياسيمي/Getty)

منوعات

ألغت المحكمة العليا في بريطانيا، اليوم الجمعة، قرار رفض تسليم مؤسس "ويكيليكس"، جوليان أسانج، إلى الولايات المتحدة، لمواجهة اتهامات بالتجسس.