الحرب التجارية الأميركية ضد الصين: من الرابح ومن الخاسر؟

الحرب التجارية الأميركية ضد الصين: من الرابح ومن الخاسر؟

13 يناير 2017
الرئيس المنتخب دونالد ترامب (فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب عازم على خوض حرب تجارية ضد الصين و المكسيك. ويبدو ذلك واضحاً من خلال التصريحات العدائية ضد الصين، والإعلان عن فرض الرسوم الجمركية الباهظة على البضائع والخدمات المستوردة منها، والتي قال إنها ستكون في حدود 55%.

كما قال ترامب في برنامج المائة يوم الأولى الذي أعلنه على موقعه الإلكتروني، إنه سيعلن "الصين دولة متلاعبة بالعملة"، وهو ما يعني فرض مجموعة من العقوبات التجارية على الصين.

من جهة أخرى، فإن خطوة تعيينه لفريق تجاري يكن عداء شديداً للصين أمر آخر يدل على اشتعال الحرب التجارية بين البلدين، حيث عين بيتر نافارو، الخبير الاقتصادي الذي يدعو لاتخاذ موقف متشدد بشأن التجارة مع الصين، رئيساً لمجلس التجارة الوطني المشكل حديثاً في البيت الأبيض.

كما عيّن روبرت لايتهايزر في منصب نائب الممثل التجاري الأميركي، وهو محام متخصص في قضايا مكافحة الإغراق، وكسب عدة قضايا لشركات أميركية، وهو معروف كذلك بعدائه للصين.

ولكن ما الذي يمكن أن يحدث في حال اندلاع حرب تجارية بين الطرفين؟ سؤال يطرحه الكاتب جوزيف ستيغليتز الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد في ورقة بحثية بعنوان عدم اليقين على طريقة ترامب نشر في موقع Project Syndicate المتخصص بنشر الأبحاث والمقالات.

ويقول "ربما يفهم ترامب تمام الفهم أن ما يقترحه بشأن فرض الضرائب، والحرب ضد الصين، يُعَد انتهاكا لقواعد منظمة التجارة العالمية، ولكن لعله يعلم أيضا أن الأمر سوف يستغرق وقتاً طويلاً قبل أن تصدر منظمة التجارة العالمية حكما ضده. وبحلول ذلك الوقت، ربما يكون التوازن عاد إلى الحساب التجاري الأميركي".

ولكن هذه اللعبة من الممكن أن يمارسها طرفان، وفق ستيغليتز، فقد تتخذ الصين تدابير مماثلة، وإن كان من المرجح أن يأتي رد الصين أكثر براعة وحِذقا.

ويضيف "ربما يكون لدى ترامب من الأسباب ما يجعله يتصور أنه قادر على تحقيق النصر: ذلك أن الصين أكثر اعتمادا على الصادرات إلى الولايات المتحدة من اعتماد الولايات المتحدة على الصادرات إلى الصين، وهو ما من شأنه أن يعطي الولايات المتحدة ميزة. ولكن الحرب التجارية ليست لعبة محصلتها صِفرا. فقد تخسر الولايات المتحدة أيضا".

ويتابع "ربما تكون الصين أكثر فعالية في توجيه ردها الانتقامي بحيث يُحدِث ألما سياسيا حادا، وربما يكون الصينيون في موقف أفضل للرد على المحاولات التي تبذلها الولايات المتحدة لإيلامهم مقارنة بقدرة الولايات المتحدة على الرد على الألم الذي قد تلحقه الصين بالأميركيين". ويعتبر أنّه "لا أحد يستطيع أن يجزم أي الطرفين قد يكون أكثر تحملا للألم".

(العربي الجديد)