الصين تحذر ترامب من حرب تجارية وأوروبا تهاجمه

الصين تحذر ترامب من حرب تجارية وأوروبا تهاجمه

10 مارس 2017
مقر منظمة التجارة في جنيف (Getty)
+ الخط -
حذر المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية الرئيس ترامب من حرب تجارية في حال خرق قوانين منظمة التجارة العالمية، فيما هاجمت دول الكتلة الأوروبية السياسات الحمائية الأميركية، وذلك في بادرة قد تكون نقطة البداية لتحرك دول العالم بشكل منسق لحماية منظمة التجارة العالمية من تغول الرئيس الأميركي وسياسته الحمائية الرامية لتقويض مبادئ حرية التجارة العالمية.
وقال سون جي ون، المتحدث باسم وزارة التجارة في مؤتمر صحافي، إن الصين تدعم بحزم منظمة التجارة العالمية وسوف تدافع عن سلطة قواعدها.

وتابع "اذا تجاهل أعضاء منظمة التجارة العالمية قواعد المنظمة من أجل مصالحهم ورفضوا تنفيذ قواعدها الخاصة بالنزاعات فإن نظام التجارة متعدد الأطراف لن يظل قائماً إلا بالاسم وقد تقع حرب تجارية أخرى مثل التي سادت خلال ثلاثينات القرن الماضي".
وأضاف أن القواعد الخاصة بنظام تسوية النزاعات لمنظمة التجارة العالمية قابلة للإنفاذ بالقوة و"لها أسنان".
وجاءت التعليقات بعد نشر وثيقة جدول أعمال السياسة التجارية السنوي في الأسبوع الماضي من جانب مكتب الممثل التجاري الأميركي الذي أشار إلى أن الإدارة الأميركية قد تعارض قواعد منظمة التجارة العالمية التي تعتبرها تدخلاً في السيادة الأميركية.
وأكد سون أن منظمة التجارة العالمية أساسية في مكافحة سياسات التجارة الحمائية والمساعدة في تحقيق الانتعاش الاقتصادي العالمي عن طريق معالجة النزاعات.

وقال إن العولمة الاقتصادية أمر حتمي، مشيراً إلى أن التطابق مع قواعد منظمة التجارة العالمية أمر ضروري للتجارة العادلة التي تعهدت الولايات المتحدة بالدفاع عنها. وأضاف "أننا ندعو الدول الرئيسة فى منظمة التجارة العالمية إلى العمل بما تقوله والتقيد بقواعد المنظمة والوفاء بواجباتهم".
بدورهم، أكد قادة الاتحاد الأوروبي مساء الخميس أن الكتلة متمسكة بموقف تجاري منفتح ومرتكز على القواعد التجارية التي تنص عليها منظمة التجارة العالمية، وذلك على خلفية تصاعد السياسات الحمائية، حسبما قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك.

وأفاد تاسك، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي، بأن "القادة أكدوا موقف الاتحاد الأوروبي الذي لا لبس فيه حول التجارة. وأن أوروبا تبقى نصيرة للتجارة المفتوحة والقائمة على القواعد، وذلك لأسباب ليس أقلها بوادر الحمائية المستجدة في أماكن أخرى".
وقال تاسك، الذي فاز للتو بولاية أخرى كرئيس للمجلس الأوروبي، إن الاتحاد الأوروبي سوف "يدفع بشكل سريع" المفاوضات الجارية مع بلدان مثل اليابان نظراً لأن التجارة مسألة محورية بالنسبة لإنجاح الاقتصاد.
وأضاف أنه "في الوقت نفسه لن تتردد دول الاتحاد الأوروبي في الدفاع عن حقوقها ضد الممارسات التجارية غير العادلة، حيثما كان ذلك ضرورياً".
وأضاف تاسك قوله: "إننا نريد وضع معيار عالمي لتجارة حرة وعادلة".

وناقش القادة خلال الاجتماع الاقتصاد الأوروبي مع رئيس البنك المركزي الأوروبي. وقال تاسك إن "الأمور تتحسن، وسوف تتحسن لدى كل دولة عضو في الاتحاد. وهذا يثبت أن إستراتيجياتنا الاقتصادية على المسار الصحيح".
وشدد على أن خلق فرص العمل، والتي هي أفضل وسيلة لمعالجة عدم المساواة بين الدخول بين مواطني دول الكتلة الأوروبية، التي تستغلها تيارات الشعبويين، تعتبر أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي وستبقى كذلك.
ويذكر أن منظمة التجارة العالمية التي يوجد مقرها في جنيف أعربت عن استعدادها للتفاوض مع الفريق التجاري الذي يمثل الإدارة الأميركية. وفي هذا الصدد، قال روبيرتو أزيفيدي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، الأسبوع الماضي، إنه مستعد لعقد محادثات مع مسؤولين من وزارة التجارة الأميركية حول مخاوف الأخيرة.

وقال المسؤول في بيان رسمي نشر على موقع المنظمة في جنيف "من الواضح أن الولايات المتحدة لديها مخاوف تجارية كثيرة، بينها مخاوف بشأن نظام تسوية النزاعات في منظمة التجارة العالمية. إنني مستعد لمناقشة هذه المخاوف وأي مخاوف أخرى مع فريق التجارة في الولايات المتحدة عندما يكون مستعداً لذلك".


(العربي الجديد)