"الفالنتاين" يفضح ركود متاجر الهدايا في القاهرة

"الفالنتاين" يفضح ركود متاجر الهدايا في القاهرة

14 فبراير 2020
الفقر والعوز ينغّصان فرحة المصريين بعيد الحب (Getty)
+ الخط -
يحتفل العالم، اليوم الجمعة، بعيد الحب أو "الفالنتاين"، الذي يصادف 14 فبراير/شباط من كل عام، حيث يحرص الأزواج والمخطوبون والمغرمون على تبادل الهدايا، في وقت تشهد محلات الهدايا في عدد من المحافظات المصرية بما فيها القاهرة، شبه اختفاء للهدايا، نتيجة ضعف الإقبال على الشراء من الشباب، سواء هذا العام أو الأعوام السابقة، وهو ما دفع أصحاب المحلات والإكسسوارات إلى الاكتفاء بما لديهم من هدايا لعرضها، وعدم شراء أنواع جديدة.

ولم تشهد المحلات والمولات التجارية بشوارع القاهرة أي تجهيزات أو استعدادات لـ"الفالنتاين"، حيث كان من المفترض أن تمتلئ الشوارع والمحلات بكميات كبيرة من الهدايا والزينة، ولكن هذا العام اختفت تلك المظاهر إلى حد ما.
وهذا ما أكده عدد كبير من أصحاب المحلات، فأرجعوا ذلك إلى غلاء الأسعار وارتفاع ضغوط المعيشة والضغوط الاقتصادية، وبداية النصف الثاني من العام الدراسي، وتفكير الكثير من الشباب والمتزوجين بالاتجاه إلى شراء ما يلزمهم من احتياجات رسمية لهم، بعيداً عن شراء تلك الهدايا، وهو ما تأكد التجار منه أخيراً.
وسجلت أسعار"الفالنتاين" بالقاهرة أرقاماً مختلفة، يأتي على رأسها "الدبدوب" الذي يعد الهدية المفضلة في هذا اليوم، ووصل سعره إلى 500 جنيه حاليًا، وبوكس الشيكولاته ما بين 300 و500 جنيه، حسب الأنواع والخامة والحجم المطلوب، بحيث يمكن الاحتفاظ بها في الصندوق.
وهناك من يشتري "الساعات" الرجالي الحريمي كهدايا، والتي تختلف أسعارها في الأسواق الشعبية ما بين 500 و700 جنيه، فضلاً عن شراء هدايا "الميداليات" و"المجات" التي تُكتب عليها الأسماء، ويلجأ غالباً إليها البسطاء كنوع من الحب للطرف الآخر.
وبالنسبة للمتزوجين أو المقبلين على الزواج بشراء احتياجاتهم المنزلية، مثل "أباجورة سقف" أو أجهزة كهربائية أو أجهزة تهم ربة المنزل مثل "أدوات المطبخ"، كما يصمم عدد من المحلات هدايا باسم أو صورة الحبيب وطباعتها على الهدية.
وتخشى أكشاك الورد حالة الركود وإحجام المحبين عن الشراء، حيث أكد خالد بدران، وهو صاحب محل ورد، أنه خلال هذا اليوم يشغّل بعض الأغاني العاطفية لجذب الشباب.
وأوضح أنه تعاقد على شراء كمية من الورود من أحد المشاتل الخاصة لبيعها في شكل باقات معينة من الورود، مشيرا إلى أن سعر البوكيه يبدأ من 50 جنيها ويصل إلى 500.
وأضاف أن هناك من يطلب وردة واحدة في ورقة سوليفان بسعر 20 جنيها، وهناك من يشتري بوكيه بـ55 جنيهاً، معرباً عن غضبه بسبب حالة الإحجام والابتعاد عن الشراء بشكل غير مسبوق.
ويرى محمد ذكي، وهو صاحب محل ورد، أن السبب في عدم الاستعداد الجيد لاستقبال عيد الحب، يرجع لحالة الركود الناتجة من ارتفاع أسعار الورد، مشيراً إلى أن أصحاب المحلات يقومون بعروض وتخفيضات للشباب، بهدف جذب أكبر عدد من المواطنين خاصة المخطوبين والمتزوجين، لكن هناك إقبالا ضعيفا وحالة من الركود في عمليات الشراء.
ويرى صاحب محل هدايا يُدعى طلعت أحمد، أن حالة الركود في المناسبات العامة التي تمر بها البلاد أصبحت عامة، وهناك ضعف في حالة البيع عكس السنوات الماضية، مشيراً إلى أنه في مناسبات الأعياد الدينية بصفة خاصة كان الإقبال شديدا على شراء الهدايا، ويمكن أن يعوّض الشراء في تلك المناسبات بقية أيام السنة بالنسبة إلينا كتجار.
يوسف عبد العال، وهو صاحب محل، قال إنه كان يشتري كافة الهدايا قبل أشهر من "الفالنتاين"، أما اليوم فمعظم أصحاب المحلات يكتفون بما لديهم من هدايا من العام الماضي، وهناك من يقوم بشراء "عيّنات" من الهدايا لأن كل عام يكون أقل مما قبله في شراء الهدايا.
يُذكر أن عيد "الفالنتاين" يرجع إلى كاهن اسمه فالنتاين عاش خلال فترة حكم الإمبراطور كلوديوس للإمبراطورية الرومانية، حيث اضطهد كلوديوس الكنيسة وأصدر قراراً يقضي بمنع زواج الشباب، وكان يبرّر ذلك بأن الجنود غير المتزوجين أفضل وأكثر كفاءة في أداء عملهم من الجنود المتزوجين خاصة في الحرب.
إلا أن الكاهنَ فالنتاين وقف ضد هذا القرار، فزوّج بعض الجنود سرا، وعندما علم الإمبراطور بذلك، ألقى القبض على فالنتاين ووضعه في السجن وعذبه وحكم عليه بالإعدام في ما بعد عام 269.

المساهمون