هل يكفي راتبك لشراء خروف العيد؟

هل يكفي راتبك لشراء خروف العيد؟

21 اغسطس 2018
+ الخط -
اعتاد المواطنون في كافة الدول العربية شراء الأضاحي، مع اقتراب عيد الأضحى. وفي هذا التوقيت من العام، يرتفع الطلب على الأضاحي، ما يعتبره تجار المواشي فرصة لزيادة أرباحهم.

سنوياً، تشهد الأسعار ارتفاعات قياسية، لكن هذا العام، ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، وهو ما أثار غضب الكثير من المواطنين. ولجأ بعضهم إلى إطلاق حملات مقاطعة على وسائل التواصل الاجتماعي، لمنع شراء الخرفان والأغنام، واستبدالها بالدجاج نظراً لانخفاض أسعاره مقارنة بأسعار اللحوم.

في هذا التقرير، نتعرف إلى أسعار الأضاحي في الدول العربية ومقارنتها بمعدل الأجور في كل دولة، لقياس القدرة الشرائية للمواطنين في هذه الدول؟

مصر

في مصر، تشهد أسعار الأضاحي ارتفاعات أيضاً مقارنة بالأعوام السابقة. وفق تصاريح العاملين في مجال الثروة الحيوانية، فإن ارتفاع أسعار الأضاحي يعود سببه إلى ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات الرعاية الحيوانية والبيطرية، وكذلك زيادة تكاليف النقل.


ووفق بيانات جمعها مراسلو "العربي الجديد"، فإن سعر الكيلو القائم من الأغنام يتراوح ما بين 60 جنيها و75 جنيها مصريا أي ما بين 3.3 دولارات و4 دولارات تقريبا، بينما يسجل سعر الكيلو القائم من العجول من 65 جنيها نحو 3.5 دولارات إلى 80 جنيها نحو 5 دولارات.

ويتراوح متوسط سعر الخروف بين 3800 جنيه نحو 212 دولاراً إلى 7700 جنيه نحو 429 دولاراً، أما سعر العجل، فيتراوح ما بين 19 ألف جنيه وحتى 65 ألف جنيه، بين 1000 و3300 دولار وفقا للوزن. ومن خلال مقارنة معدل الأجور والذي يبدأ من 1200 جنيه أي نحو 66 دولاراً، يتبيّن أن المواطن يحتاج إلى نحو ثلاثة أجور تقريباً لشراء أضاحي العيد.

الأردن

وفق بيانات وزارة الزراعة الأردنية، تتراوح أسعار الأضاحي بين 160 و200 دينار، نحو 280 دولاراً، ووفق الوزارة، فإن حاجة السوق المحلي تصل تقريباً إلى نحو 350 ألف رأس.


وبحسب بيانات وزارة العمل، فإن راتب الأردني يصل إلى نحو 311 دولاراً، وبحساب ثمن الأضحية، يتبين أن راتبا يكفي لشراء خروف تقريباً بسعر 280 دولاراً، ونحو 10% من خروف آخر.

لبنان

في لبنان، يرتفع الطلب على الأضاحي قبيل العيد، حيث يزداد الطلب بشكل لافت، ورغم توفر الأضاحي وتغطيتها حاجة السوق، إلا أن الأسعار لم تكن بالمستوى المقبول عند المواطنين. إذ اشتكى المواطنون من ارتفاع الأسعار وسط محدودية الرواتب، ويتراوح سعر الكيلوغرام من اللحم الخروف بين 8 دولارات و9 دولارات، ما يعني أن سعر الخروف كاملاً يبدأ من 250 دولاراً تقريباً. وبحسب الحد الأدنى للأجور يتقاضى اللبناني نحو 450 دولاراً، تضاف إليها تكاليف النقل، ليصل الأجر إلى ما يقارب 550 دولاراً. وبالتالي، فإن الخروف الواحد يساوي نصف راتب المواطن تقريباً.

ليبيا

يحتاج السوق الليبي نحو 1.4 مليون أضحية، وفق بيانات وزارة الاقتصاد، حيث أشارت الدائرة الإعلامية في وزارة الاقتصاد، وفق بيانات صحافية إلى أن الطلب على الأضاحي مرتفع هذا العام، منوهة، بحجم الإنتاج المحلي، والذي سيغطي نحو 50% من حاجات السوق. ووفق البيانات، فقد تم استيراد نحو 800 ألف أضحية بقيمة تفوق 140 مليون دولار.


وتستورد ليبيا المواشي من إسبانيا وتركيا ورومانيا وهي تشكل نسبة كبيرة من احتياجات السوق المحلي لأضاحي العيد. ويصل سعر الأضحية إلى ما بين 200 و250 دولاراً. وبمقارنة القدرة الشرائية للمواطن الليبي، يتبين أن معدل الأجور المعمول به في ليبيا يصل إلى نحو 311 دولاراً، وهو ما يساوي تقريباً ثمن خروف (250 دولاراً) ونحو 20% من خروف آخر.

العراق

تشهد أسواق بغداد حركة لافتة قبل أيام من قدوم عيد الأضحى، حيث تهافت المواطنون لشراء الأضاحي. وبعد القيام بجولة في الأسواق، تبين أن سعر الخروف البلدي يتراوح بين 250 و300 دولار، ويرتفع السعر بحسب الوزن.


وبمقارنة معدل الرواتب والأجور في العراق بأسعار الأضجية، يتبين أن الحد الأدنى للرواتب يصل إلى نحو 208 دولارات، وهو رقم لا يكفي لشراء خروف، حيث تبدأ أسعار الخرفان من 250 دولاراً، ولذا يحتاج المواطن إلى راتب و20% من راتب آخر لشراء الأضحية.

سورية

يرتفع سعر الكيلوغرام من لحم الخروف في سورية ليسجل نحو 2000 ليرة سورية نحو 9.3 دولارات، وبحسب التجار، فإن أسعار المواشي ارتفعت هذا العام، ويتراوح متوسط سعر الخروف ما بين 110 و115 ألف ليرة سورية، أي نحو 520 دولاراً.


أما بالنسبة لأسعار لحوم العجل، فتتراوح ما بين 1400 و1500 ليرة سورية، نحو6.9 دولارات، ما يعني أن السعر الإجمالي للعجل يبلغ نحو 560 ألف ليرة تقريباً، نحو 2600 دولار، ويرتفع السعر بحسب وزن الأضحية.

وبمقارنة سعر الأضحية بمعدل الأجور، نلاحظ الفرق الشاسع والهوة في القدرة المعيشية للمواطنين مع معدل الأسعار، حيث يتقاضى الموظف راتبا لا يتجاوز 50 دولاراً، وهو بذلك يحتاج إلى نحو 10 رواتب حتى يتمكن من شراء أضحية العيد.

الجزائر

ارتفعت أسعار الأضاحي في الجزائر بشكل لافت، ما أثار غضب المواطنين خاصة وأن هذه الأسعار لا تناسب قدراتهم الشرائية، وبحسب العاملين في قطاع الثروة الحيوانية، فإن سعر الأضاحي ارتفع نحو 6000 دينار مقارنة بالعام الماضي، وتتراوح الأسعار ما بين 50 و60 ألف دينار، نحو 450 دولاراً.


في المقابل، يرد أصحاب المواشي ارتفاع الأسعار إلى الزيادة في أسعار العلف والمستلزمات البيطرية. في الجزائر، يبدأ راتب الموظف من 163 دولاراً تقريباً، وهو رقم لا يكفي لشراء أضحية العيد وسط ارتفاع الأسعار، ويحتاج المواطن إلى راتبين و70% من راتب شهر ثالث حتى يتمكن من شراء خاروف العيد.

تونس

نشر الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحر بياناً صحافياً قبل أيام، يشير إلى وجود كميات وافرة من الخرفان والعجول لتلبية حاجة السوق المحلي خلال عيد الأضحى.


ويتراوح سعر الكيلوغرام من لحم الخروف ما بين 11 دينارا و12 دينارا، نحو 4 دولارات، ويصل متوسط سعر الخروف إلى 107 دولارات. في المقابل، يبلغ الحد الأدنى للأجور في تونس نحو 153 دولاراً، وهو مبلغ يكفي لشراء خروف ونحو 40 % من سعر خروف ثان.

المغرب

في المغرب، شهدت الأسعار ارتفاعات حيث وصل سعر الكيلوغرام من لحم الخروف إلى نحو 55 درهما، وبحسب توقعات الجمعية المغربية لحقوق المستهلك من المتوقع أن ينخفض السعر مع حلول العيد، ويسجل السعر ما بين 45 و50 درهما للكيلوغرام الواحد نحو 5.2 دولارات، حيث من المتوقع أن يتراوح السعر بين 110 دولارات و130 دولاراً.


أما الحدّ الأدنى للأجور في المغرب فيقدّر بنحو 300 دولار، ما يعني أن الراتب يكفي لشراء نحو 3 خرفان تقريباً، على اعتبار أن سعر الأضحية لن يزيد عن 110 دولارات، وبشكل أدق، يمكن شراء خاروفين و70% من ثمن خاروف ثالث.

اليمن

في اليمن، وفي ظل ما تشهده الساحة من خلافات داخلية وحرب شرسة، بدأت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حملات تدعو إلى مقاطعة الخراف واستبدالها بالدجاج، نظراً لعدم قدرة المواطنين على شراء الأضاحي.


وتناهز أسعار الأضاحي 80 ألف ريال يمني، أي ما يقارب 320 دولاراً، وهي غير متوفرة في الكثير من المناطق، بحسب ما أظهره الكثير من المواقع الإلكترونية المحلية. ويتقاضى المواطن اليمني راتبا يبدأ من 100 دولار تقريباً، أي أنه يحتاج إلى 3 رواتب حتى يتمكن من شراء أضاحي العيد.