"سعودي أوجيه" تَدين بـ22 مليون يورو لـ100 موظف فرنسي

"سعودي أوجيه" تَدين بـ22 مليون يورو لـ100 موظف فرنسي

23 فبراير 2018
مجمّع كانت تبنيه الشركة قبل الأزمة (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
لا يزال الموظفون الفرنسيون السابقون في شركة "سعودي أوجيه"، وهي مجموعة سعودية كان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري المساهم الرئيسي فيها، ينتظرون تسوية مشكلة رواتبهم غير المدفوعة، رغم تعهد باريس حلّ هذه القضية في أقرب وقت ممكن، حسب ما أكدت وكيلة نحو 100 موظف منهم.

وكان الحريري تعهد أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته باريس في أوائل سبتمبر/ أيلول أن "يحل هذه المشكلة ويسوي متأخرات الأجور".

ولدى عودته الى قصر الإليزيه في نوفمبر/ تشرين الثاني بعد إعلان استقالته المفاجئة من السعودية، أكد الحريري "متابعته عن قرب" تقدم الملف، مضيفا أن السعوديين تعهدوا "دفع ما تبقى من المستحقات" التي لم تسدد.

إلا أن ظروفا غامضة في السعودية لها علاقة بتدهور قدرات الحريري المالية لطالما حالت دون تسوية ملف متأخرات الموظفين في شركات الحريري، سواء في السعودية بعد التسوية مجهولة الملامح التي أفضت إلى عودته إلى لبنان، أو داخل لبنان حيث أوضاع موظفي شركاته ليست أفضل حالاً.

فقد شهدت مجموعة شركات الحريري في لبنان عمليات صرف متتالية منذ وفاة الملك عبدالله، وتسلم الملك سلمان الحكم في السعودية، وأسفر ذلك عن تسريح آلاف العاملين في مؤسساته، ومنهم من يتظاهر دورياً للمطالبة بنيل حقوقه.

ولم يتقاض بعض الموظفين رواتبهم لمدة تصل الى سنتين. ففي سبتمبر/ أيلول 2016، حصّل 216 موظفا فرنسيا في "سعودي أوجيه" من الحكومة السعودية ما يعادل 9 أشهر من رواتبهم غير المدفوعة بعد مفاوضات مباشرة بين الرياض وباريس.

وقالت المحامية كارولين واسرمان لوكالة "فرانس برس" إنه لم يتم دفع شيء منذ ذلك الحين، مضيفة "أشعر أن السلطات الفرنسية تخلّت عنا فيما حصلنا على دعم كبير في البداية".

وتقول المحامية إن على "سعودي أوجيه" أن تسدد قرابة 17 مليون يورو من متأخرات الموظفين و5 ملايين يورو إلى صناديق التقاعد والى الصندوق الفرنسي للعاملين في الخارج ومكتب التوظيف الفرنسي.

وأكد مصدر دبلوماسي لفرانس برس أن "سفارتنا لدى الرياض تواصل جهودها" من أجل "التوصل الى دفع كامل المبالغ المستحقة الى الموظفين الفرنسيين".

واعتبارا من منتصف 2015، تأثرت الشركة المزدهرة التي كانت تنفذ مشاريع بناء ضخمة بتدهور أسعار النفط التي تسببت في وقف مشاريع البناء في المملكة.

وفقدت المجموعة الغارقة في الديون قدرتها على الاستدانة مجددا وباتت عاجزة بالتالي عن دفع ديون نحو 56 ألف موظف من 30 جنسية.

ومن بين هؤلاء 240 فرنسيا باتوا مديونين هم أيضا وعجز بعضهم عن دفع إيجار مساكنهم أو مصاريف مدارس أولادهم وباتوا غير قادرين على مغادرة المملكة قبل تسوية أوضاعهم.

وانبثقت "سعودي أوجيه" و"أوجيه إنترناشونال" عن شركة "أوجيه" التي أنشأها مارسيل أوجيه عام 1950 في سان-أوين قرب باريس واشتراها عام 1979 والد سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، الذي اغتيل في 14 فبراير/ شباط 2005.

وفي أبريل/ نيسان 2017، ندد الاتحاد العام للنقابات (سي جي تي) بمنح الحريري وسام شرف مذكرا بأن "أوجيه إنترناشونال" التي صرفت نحو 100 موظف في فرنسا، "تملك أصولا (تبلغ قيمتها) أكثر من 78 مليون يورو" على شكل عقارات فاخرة في باريس.

(العربي الجديد، فرانس برس)