"بروتين الغلابة"... أسعار البيض تتضاعف بمصر

"بروتين الغلابة"... أسعار البيض تتضاعف بمصر

27 يوليو 2017
(فرانس برس)
+ الخط -

على غير العادة، تشهد أسعار البيض في مصر ارتفاعا جنونيا، على الرغم من ارتفاع حرارة الجو التي تؤدي إلى انخفاض أسعار هذه السلعة مقارنة بفصل الشتاء، ما يشكل أزمة لدى عشرات ملايين الفقراء ممن يعتبرون البيض بديلا مناسبا للحوم التي حُرموا منها جراء معدلات تضخم هي الأعلى منذ ثمانين عاما. 

وسجل سعر كرتونة البيض البلدي 60 جنيهاً (3.3 دولارات) والأبيض 45 جنيهاً، والأحمر 46 جنيهاً لدى تجار التجزئة، وهي أسعار تقترب من الضعف فيما توقع العاملون بقطاع الدواجن، زيادة مرتقبة في أسعار بيض المائدة خلال الأيام القليلة المقبلة بقيمة قد تتراوح بين 6 و7 جنيهات للكرتونة الواحدة، خاصة مع بداية سبتمبر/أيلول.

إذ تبدأ درجات الحرارة بمصر بالانخفاض ويزيد الاستهلاك الغذائي، فضلا عن تزامن الشهر ذاته مع بداية العام الدراسي، وكثرة الطلب عليه، وهو ما يؤدي إلى زيادة أسعار الحلويات وكل المنتجات التي يدخل البيض في صناعتها.

وطالب عدد من المراقبين بضرورة متابعة حالة السوق في مصر التي تشهد حالة من الانفلات في الأسعار، وفرض الرقابة على الأسواق والتجار من قِبل الدولة والأجهزة الرقابية، لمنع استغلال التجار والتلاعب بالأسعار، ودعم صناعة الدواجن خصوصاً أنها من أهم الصناعات التي تعمل على دعم ورفع كفاءة الاقتصاد بالدولة، بدلاً من الاستيراد من الخارج.

وطالب رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية عبدالعزيز السيد، الحكومة بضرورة إيجاد آليات لضبط السوق، ووضع منظومة تستطيع جعل المنتج يحقق أرباحا لا تضر بالمستهلك في ظل الظروف التي نمر بها، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار هو عدم وجود رقابة على الأسواق وقوانين تعمل على ضبط السوق.

وقال السيد لـ "العربي الجديد": "لا توجد دولة في العالم ترتفع فيها الأسعار لـ300% مرة واحدة خلال شهور، وعندما يتم التحدث مع الأجهزة الرقابية يؤكدون عدم وجود قوانين لتطبيقها"، لافتاً إلى أن المنظومة الغذائية تحتاج لإعادة ضبط من أجل استقرار السوق.

ويرى السيد، أن تجار الجملة والتجزئة يمارسون عمليات البيع والشراء بطريقة مزاجية، فيما يبقى المستهلك هو الضحية، مطالباً بتحركات إيجابية من المسؤولين عن صناعة القرار لوضع أطر محددة لضبط الأسعار، ومعالجة الخلل والثغرات الموجودة في السوق.

وعزا عضو الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، ناصر رجب، سبب الارتفاع المفاجئ في أسعار البيض مؤخراً، إلى انخفاض المعروض في السوق بعد تخارج العديد من المربّين على خلفية ارتفاع تكاليف الإنتاج، فضلاً عن انتشار الأمراض الفيروسية بين الدواجن، ما أدى إلى نفوقها.

إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف التي شهدت زيادة بشكل كبير، وأسعار الكهرباء والوقود التي زادت أيضاً الشهر الجاري، تلك عوامل أفضت جميعها إلى زيادة في أسعار البيض.
واتهم محمد سليم، وهو صاحب مزرعة بمحافظة القليوبية، المسؤولين بإهمال صناعة الدواجن، ومتابعة أحوال المزارع وما يحدث فيها من نفوق للدجاج، وعدم المساعدة بتوفير الأمصال الجيدة والأعلاف، قائلاً: "لا يوجد لدينا عجز يقتضي ارتفاع أسعار البيض بالشكل الجنوني.

وقال: "أطالب الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل بضرورة ضبط الأسعار، ووضع منظومة وقوانين لضبط السوق، والعمل على توفير السلع بأسعار مناسبة للمواطنين، لأن أمن المواطن الاقتصادي ضرورية جدًا للاستقرار الاجتماعي".

وتابع سليم قائلا لـ "العربي الجديد": "البيض صار أكل الفقراء ومحدودي الدخل في مصر خلال الأشهر الماضية، كبديل للبروتين من اللحوم الحمراء والبيضاء والسمك بعد جنون أسعارها، وأصبح الكثير من ربات البيوت تعتمد علية كوجبة رئيسية على مائدة الطعام"، متوقعاً زيادة كبيرة في أسعاره إذا لم تتدخل الحكومة لتنظيم هذه السوق.

وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصرية، قبل أسبوعين، أن معدل التضخم السنوي في مدن مصر عاود مساره الصاعد في يونيو/ حزيران الماضي لكن بوتيرة أبطأ، وارتفع المعدل إلى‭‭‭‬‬29.8‭‭ ‬‬‬% الشهر الماضي بعد أن كان تراجع لأول مرة منذ ستة أشهر في مايو/ أيار إلى29.7% .

لكن وتيرة تضخم أسعار المستهلكين في المدن تراجعت على أساس شهري إلى 0.8% في يونيو/حزيران من 1.7% في مايو/أيار. وبعد يومين فقط من زيادة أسعار الوقود، رفعت الحكومة في مصر أسعار الكهرباء، لتغذي بذلك موجة الغلاء الحارة التي تعصف بما تبقى من قدرات شرائية لدى المواطنين.