تراجع حصص فقراء مصر من "شنط رمضان" لارتفاع الأسعار

تراجع حصص فقراء مصر من "شنط رمضان" بسبب ارتفاع الأسعار

27 مايو 2019
استمرار ارتفاع الأسعار في مصر (Getty)
+ الخط -

يقوم المقتدرون في مصر بتوزيع بعض السلع الغذائية الأساسية على الفقراء كل عام في شهر رمضان وبعض المناسبات الدينية في صورة حقائب بلاستيكية "شنطة" يختلف حجمها طبقًا لعدد ونوعية السلع، والتي منها الأرز، والمكرونة، والدقيق، والفول، والعدس، والفاصوليا الجافة، والشاي والزيت والسمن والتمر، ويتراوح سعرها بين 60 جنيهاً و350 جنيهاً.

إلا أن تجار مواد غذائية أكدوا لـ "العربي الجديد" تراجع أعداد "الشنط" التي تم تجهيزها هذا العام بصورة لافتة بالمقارنة مع العام الماضي، نتيجة ارتفاع الأسعار.

يقول فهد محمد، تاجر مواد غذائية، أعددت العام الماضي "500 شنطة" تحتوي على سكر وأرز، وزيت ومكرونة وشاي للفقراء قدمها بعض المقتدرين، لكن هذا العام لم يُطلب مني حتى الآن تجهيز أي "شنطة"، متوقعًا تحريك الطلبات في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان مع نزول بعض المغتربين لقضاء إجازة العيد.

ويشكو أحمد محمود، وهو بائع عطارة ومواد غذائية، من تراجع الطلب على تجهيز "شنطة رمضان" هذا العام من قبل بعض المقتدرين لتوزيعها على الفقراء في شهر رمضان.

ويشير بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن الطلب على إعدادها هذا العام انخفض بمعدلات كبيرة، وصل إلى 3 أفراد فقط، مقارنة بحوالي 20 العام الماضي، وهي نفس شكوى كمال محمود، وهو صاحب محل حبوب وعطارة، والذي يؤكد لـ "العربي الجديد" أن حركة تجهيز "شنط رمضان" هذا العام معدومة تمامًا، فلم يجهز هذا العام أي شنطة في مقابل 100 شنطة أعدها العام الماضي.

ويعبر أحد كبار التجار، عن امتعاضه عندما سألته "العربي الجديد" عن أحوال تجهيز "شنط رمضان" هذا العام، مشيرًا إلى أن الكمية التي أعدها هذا العام لراغبي الخير انخفضت بمعدل 30 في المائة بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لافتًا إلى أن الأسعار كانت تتراوح بين 50 و150 جنيهاً.

ويرجع أحد المتبرعين تراجع الكميات هذا العام إلى ارتفاع الأسعار، مضيفَا لـ "العربي الجديد": "في السنوات الأخيرة كنت أخصص مبلغًا من هامش ربحي كل عام لتجهيز شنط رمضان، هذا المبلغ قبل 3 أو 4 سنوات، كان يجهز حوالي 200 شنطة، بحسب أسعار اليوم يجهز 50 شنطة فقط.

ويؤكد رأفت عبد الرؤوف، تاجر مواد غذائية، أنه منذ 3 سنوات وأعداد "الشنط" التي يتم تجهيزها للمقتدرين في تناقص مستمر، فالعام الماضي أعد 80 شنطة، في مقابل 15 فقط هذا العام.

ويرجع عبد الرؤوف الأسباب لارتفاع الأسعار بشكل عام والذي أدى إلى تراجع أعداد المتبرعين الذين يمولون تجهيز مثل هذه "الشنط".


وذكرت مصادر مسؤولة في وقت سابق من الشهر الجاري أن الحكومة المصرية أجلت إعلان مؤشرات بحوث الإنفاق والدخل الذي كان من المفترض الإفصاح عنه في فبراير/شباط الماضي، لارتفاع معدل الفقر، وهو ما أدى إلى اعتراض "جهات عليا" على النتائج لتعارضها مع الإنجازات المعلنة من قبل الحكومة.

ويحدد البنك الدولي حد الفقر المدقع عالميا بـ 1.9 دولار في اليوم (1026 جنيها تقريبًا في الشهر).

وتمهد الحكومة المصرية لاتخاذ إجراءات تقشفية جديدة في موازنة 2019-2020 تبدأ أول يوليو/تموز المقبل، حيث تستهدف خفض الدعم المقدر للمواد البترولية إلى 52.9 مليار جنيه من نحو 89 مليار جنيه، في ميزانية 2018-2019.

كما كشفت تصريحات رسمية، عن توجه الحكومة المصرية لإلغاء الدعم التمويني على مراحل، حيث أكد وزير التموين المصري، علي مصيلحي في تصريحات صحافية أنه اعتبارًا من شهر مايو/أيار الجاري سيتم تصنيف مستحقي الدعم إلى فئتَين: "الأكثر احتياجا والأقل احتياجا"

دلالات

المساهمون