تجاوب إيراني يعزّز تمديد اتفاق "أوبك+" خفض الإنتاج

تجاوب إيراني يُعزّز تمديد اتفاق "أوبك+" خفض الإنتاج... والبرميل يقفز 3%

01 يوليو 2019
اجتماعات المنظمة انطلقت في فيينا صباح اليوم (Getty)
+ الخط -

انتعش سعر النفط اليوم الإثنين وقفز دولارين تقريباً في بداية التعاملات، مع اتجاه "منظمة الدول المصدرة للبترول" (أوبك) وحلفائها لتمديد تخفيضات المعروض حتى نهاية 2019 على الأقل خلال اجتماعهم في فيينا اليوم وغداً الثلاثاء، وذلك بعد تجاوب بارز من إيران على هذا الصعيد.

وارتفع سعر برميل خام القياس الأوروبي برنت تسليم سبتمبر/أيلول، دولارين بما يعادل 3% تقريباً عند 66.74 دولاراً بحلول الساعة 7 بتوقيت غرينتش، فيما صعدت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم أغسطس/آب أكثر من 2.7% متجاوزة 60 دولاراً، وفقاً لبيانات رويترز.

وتبدو "أوبك" وحلفاؤها بصدد تمديد تخفيضات معروض النفط هذا الأسبوع حتى نهاية 2019 على الأقل، مع انضمام إيران إلى كبار المنتجين(السعودية والعراق وروسيا) في تبني سياسة تهدف إلى دعم سعر الخام وسط اقتصاد عالمي آخذ بالضعف.

وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، قال للصحافيين اليوم الإثنين، إنه سيدعم تمديد خفض الإنتاج بين 6 و9 أشهر، بعدما اعترضت طهران في الماضي على سياسات طرحتها السعودية، قائلة إن الرياض قريبة جدا من واشنطن.


وقال زنغنه للصحافيين لدى وصوله إلى فيينا: "ليست لدي مشكلة في خفض الإنتاج... سيكون اجتماعا سهلا لأن موقفي واضح للغاية"، معتبراً أن "الخطر الرئيسي الذي تواجهه أوبك حاليا هو الأحادية"، موجها كلامه، لكن بدون تسميتهما، إلى السعودية، الدولة الأبرز في أوبك، وروسيا.

وحذر زنغنه من أن "أوبك ستتفكك مع عملية (قرار) كهذه"، منتقدا "بعض الأعضاء" لأنهم يسعون إلى جعل المنظمة "أداة سياسية".

ونُقل أيضاً عن وزير النفط الإيراني قوله اليوم إن أعضاء "أوبك" لا بد وأن يتوحدوا، وأضاف أن طهران تؤيد التعاون مع الدول المصدرة للنفط من خارج "أوبك".

وقال زنغنه في تقرير للموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية (شانا) قبل مغادرته طهران لحضور اجتماع أوبك في فيينا: "بدون الوحدة بين أعضاء أوبك سيكون التخطيط للتعاون بين دول أوبك والدول غير الأعضاء فيها غير مجد. إيران تؤيد التعاون مع الدول غير الأعضاء في أوبك، ولكن ما دام بعض أعضاء أوبك معادين لأعضاء آخرين مثل إيران فإن التفاهمات مع الدول غير الأعضاء في أوبك ستكون غير مجدية ولا توجد فرصة للتعاون".

وخفضت "أوبك" وحلفاؤها بقيادة روسيا إنتاج النفط منذ 2017، لمنع هبوط الأسعار وسط ارتفاع الإنتاج من الولايات المتحدة التي أصبحت أكبر منتج في العالم هذا العام متفوقة على روسيا والسعودية.

وزادت المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي، نتيجة الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين من التحديات التي تواجهها "أوبك" التي تضم 14 دولة، في الأشهر الأخيرة.


من جهته، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إن الأكثر رجحانا تمديد الاتفاق 9 أشهر، وإنه لا حاجة لتعميق خفض الإنتاج. وصرح للصحافيين أمس الأحد بأنه "تمديد وهو يحدث".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قال يوم السبت إنه اتفق مع السعودية على تمديد خفض الإنتاج الحالي البالغ 1.2 مليون برميل يوميا، بما يعادل 1.2% من الطلب العالمي، من 6 إلى 9 أشهر حتى ديسمبر/كانون الأول 2019 أو مارس/آذار 2020.

ويجب أن تحظى التسوية الروسية- السعودية بموافقة الأعضاء الـ14 في المنظمة و10 من شركائها من الدول غير الأعضاء، الذين يعقدون اجتماعاً يستمر حتى الثلاثاء في عاصمة النمسا.

وقررت هذه الدول الـ24، المنتجة لنصف كميات النفط في العالم، في ديسمبر/كانون الأول خفض عرضها بمعدل 1.2 مليون برميل في اليوم من أجل دعم الأسعار.

وتختلف روسيا التي انخرطت في المفاوضات مع "أوبك" قبل 3 سنوات من أجل بحث كبح أسعار النفط، مع السعودية، حول الهدف المرجو من خفض الإنتاج؛ إذ تتطلب موازنة السعودية أن يصل سعر البرميل إلى 85 دولاراً، فيما تقول موسكو إنها مكتفية بالمستوى الحالي لسعر برنت المتراوح بين 60 و65 دولاراً.

الطلب ضعيف

وزير النفط الإماراتي، سهيل محمد فرج المزروعي، كان قال يوم الأحد، إن "تمديد (خفض الإنتاج) ضروري" من أجل "إعادة التوازن" إلى السوق.

ويأتي ذلك في ظل تعقد المعادلة أكثر فأكثر في سوق النفط. ولجهة العرض، يحيي التوتر الأخير في الخليج (الاعتداء على ناقلات نفط، إسقاط إيران طائرة استطلاع أميركية...) المخاوف حول سلامة الإمدادات، لكن لم يسبب حتى الآن ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وفق تحليل لفرانس برس.
ويطغى ضعف الطلب على المخاطر الجيوسياسية، وهو يأتي على خلفية الحرب التجارية الصينية الأميركية وتباطؤ في الاقتصاد العالمي.

وخفضت الوكالة الدولية للطاقة، أخيراً، لمرتين توقعاتها حول الطلب العالمي على الخام لعام 2019. ومع ضعف الطلب، تبقى هناك وفرة في عرض الخام، فإنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري يواصل الارتفاع، منافساً لإنتاج أوبك ومسبباً لتضخم في الاحتياطات العالمية المرتفعة أصلاً.

التمديد 9 أشهر؟

الوزير الإماراتي قال إنه رغم توافق روسيا والسعودية المسبق خلال قمة مجموعة العشرين، إلا أن "صوت كل بلد يحسب، وكل منها له حقّ الفيتو"، موضحاً أن مدة تمديد خفض الإنتاج (6 أو 9 أشهر) ستكون موضع "نقاش".

ووفق شبكة "بلومبيرغ"، أعربت فنزويلا ونيجيريا عن "دعمهما المشروط" للتمديد 9 أشهر، في حين أن الوزير الإيراني أكد أنه لا يعارض تمديد العمل بخفض الإنتاج النفط 6 أو 9 أشهر، لكنه في المقابل استبعد أن يكون جزءاً من مشروع ميثاق يثبت على المدى الطويل الشراكة بين أعضاء أوبك وحلفائها. وقال إن مشروع "الميثاق" الدائم هذا تطرق إليه موفدون تحدثت إليهم "بلومبيرغ".

المساهمون