المستثمرون يراقبون بحذر نتائج انتخابات فرنسا

المستثمرون يراقبون بحذر نتائج انتخابات فرنسا

21 ابريل 2017
متعاملون في بورصة باريس (فرانس برس)
+ الخط -
وسط تعاملات ضعيفة يراقب المستثمرون في أوروبا بحذر الانتخابات الأولية في فرنسا، رغم أن استفتاءات الرأي التي ظهرت في فرنسا مساء الخميس ومنحت مرشح الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون 25% مقابل 22% لمرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان، ساهمت في دعم كل من اليورو والأسهم الفرنسية.
وحسب رويترز ارتفع اليورو قرب أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع أمام الدولار في تعاملات الخميس. ولكن رغم ذلك يقول خبراء أسواق، تبقى المفاجآت واردة ويبقى "سيناريو الرعب" الذي يزعج المتعاملين في الموجودات الأوروبية، وهو فوز مرشحي التطرف.

خاصة وأنه لقد سبق أن حدثت مفاجآت بريكست، حيث كانت استفتاءات الرأي ترجح التصويت بـ"نعم"، كما حدثت المفاجآت في الانتخابات الأميركية، حينما كانت استفتاءات الرأي ترجح فوز هيلاري كلينتون على الرئيس دونالد ترامب.

ولكنّ المستثمرين الذين راهنوا على شراء اليورو والأسهم الفرنسية يعتقدون أنهم سيحققون مكاسب كبرى من رهاناتهم على موجودات رخيصة نسبياً في حال فوز أي من المرشحين المعتدلين، وهما إيمانويل ماكرون الذي يتقدم المرشحين أو فرانسوا فيون.

في حين قال وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله اليوم الجمعة إن الانتخابات الرئاسية في فرنسا التي ستجرى جولتها الأولى في مطلع الأسبوع القادم تمثل خطراً على الاقتصاد العالمي.

وتخوض زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان حملة تروج من خلالها لإخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو. وأثار مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلينشون أيضا احتمال انفصال فرنسا عن الاتحاد الأوروبي.

وقال شيوبله "ليس سراً أننا لن نهتف بحماس إذ أسفرت نتائج الأحد عن جولة ثانية بين لوبان وميلينشون".

فيما تنحصر مخاوف المستثمرين في السوق الفرنسي حتى الآن في أدوات الفائدة الثابتة، وعلى رأسها السندات الفرنسية التي ارتفع الفارق بينها وبين السندات الالمانية أجل 10 سنوات من 0.03 إلى 0.07%. وذلك حسب بيانات وكالة بلومبيرغ الأميركية.

ويراقب البنك المركزي الأوروبي بحذرالانتخابات الفرنسية الأولية التي ستكون لنتائجها انعكاسات كبيرة على عملة اليورو، وتوجهات الاستثمار والنمو في منطقة اليورو المثقلة بالديون، وتحتاج إلى تماسك حتى تتمكن من جذب الاستثمارات.

ولكن الشكوك التي تساور المستثمرين بشأن توجهات الدولار، وتضارب التصريحات بين الرئيس دونالد ترامب ووزير خزانته مينوشين حول توجهات الدولار، حيث يقول الأول إن الدولار القوي ليس في صالح الاقتصاد الأميركي، فيما يقول الثاني عكس ذلك، تساعد اليورو في الوقت الراهن. وساهمت هذه التصريحات المتناقضة حتى الآن في خفض سعر صرف الدولار.

وتعافى الدولار في نهاية تعاملات الخميس من الخسائر التي مني بها في التعاملات المبكرة، ليجري تداوله دون تغير يذكر أمام سلة عملات كبرى، حيث لم تغير أحدث بيانات بشأن طلبات إعانة البطالة الأميركية، ونشاط الأعمال في منطقة وسط الأطلسي آراء التجار بشأن النمو الاقتصادي الأميركي المتواضع وانخفاض معدل التضخم.

وحسب رويترز ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة 0.09% أمام نظيرتها الأميركية إلى 1.0719 دولار، بعدما لامست أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 1.0777 دولار في وقت سابق من الجلسة.

كما انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الخضراء أمام سلة تضم ست عملات منافسة، في الأسابيع الأخيرة بفعل بيانات اقتصادية أضعف من المتوقعة، ومخاوف بشأن قدرة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تمرير تشريعات ضريبية ومالية.

وتعرض الدولار لضغوط هذا الأسبوع جراء ارتفاع الجنيه الاسترليني، بعدما دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة قبيل مفاوضات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وارتفع الاسترليني 0.29 بالمئة إلى 1.2814 دولار.

وذلك في الوقت ذاته تعافت عملات السلع الأولية، ومن بينها الدولاران الأسترالي والنيوزلندي اللذان ارتفعا أمام الدولار، بينما تماسك الدولار الكندي بعد أن هبط يوم الأربعاء مع تراجع أسواق السلع الأولية.

ولم يستفد الذهب بشكل يذكر من مخاوف بعض المستثمرين من نتائج الانتخابات الفرنسية، حيث استقر الذهب أمس الجمعة مع استمرار الطلب على الملاذات الآمنة، في الوقت الذي يراقب فيه المستثمرون الانتخابات الفرنسية.

وتراجع الذهب في المعاملات الفورية أمس بنسبة 0.15 إلى 1280.01 دولارا للأوقية (الأونصة) متجها لتكبد أول خسارة أسبوعية في ستة أسابيع.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة سيفيبوف، ويحظى بمتابعة قوية، أن المرشحين الأوفر حظا، وهما إيمانويل ماكرون ومارين لوبان يفقدان بعض الزخم قبل الجولة الأولى من الانتخابات التي تجرى يوم الأحد، وأن المرشح المحافظ فرانسوا فيون ومرشح أقصى اليسار جان لوك ميلينشون ما زالا ينافسان على الوصول لجولة الإعادة.
(العربي الجديد)

المساهمون