قمة قطرية كورية تبحث التجارة والاستثمار

قمة قطرية كورية تبحث التجارة والاستثمار

27 يناير 2019
تزوّد قطر كوريا بثلث استهلاكها من الغاز المسال(فرانس برس)
+ الخط -

تشكّل زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرسمية إلى كوريا الجنوبية، المحطة الأولى لجولة آسيوية جديدة بدأها اليوم الأحد، وتشمل اليابان والصين، وذلك لإعطاء زخم جديد ودفعة قوية للتعاون القائم بين الدوحة وسيول وطوكيو وفي مختلف المجالات.

وأكد سفير كوريا لدى الدوحة، تشانغ مو كيم، أن زيارة أمير قطر إلى سيول تفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين الجانبين وتحقيق مزيد من النتائج المثمرة والملموسة، وأضاف في تصريح لـ"قنا"، أن القمة التي ستعقد بين الزعيمين القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والكوري مون جيه، ستناقش مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التجارة والاستثمار والبنية التحتية لوسائل النقل والبناء والطاقة.


وتسعى شركات كورية جنوبية لبناء السفن إلى الفوز بعقد لتوريد ناقلات الغاز الطبيعي المسال (LNG) في قطر التي تعتبر أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم.

وتعتزم قطر رفع طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون إلى 110 ملايين طن سنوياً، وسيزيد خط الإنتاج الرابع من حصة قطر في السوق العالمي بإنتاج الغاز المسال إلى أكثر من 30 %، وتعد قطر المصدر الرئيسي للغاز المسال في العالم بنسبة 28%.


وقالت مصادر بصناعة بناء السفن، اليوم الأحد، إن شركة "قطر للبترول" تخطط لطرح مناقصة لتوريد ناقلات الغاز الطبيعي المسال، بموجب خطتها لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير، وقام مسؤولو الشركة القطرية مؤخراً بزيارة أكبر 3 شركات كورية جنوبية لبناء السفن.

وذكرت المصادر أن الجانب القطري زار شركات "هيونداي للصناعات الثقيلة" و"دايو لبناء السفن والهندسة البحرية" و"سامسونغ للصناعات الثقيلة"، حيث قام بتقييم قدراتها على توريد ناقلات الغاز الطبيعي المسال، بحسب وكالة "يونهاب".

وقالت مجلة صناعة السفن "ترايد ويندز" في تقرير حديث إن مسؤولين قطريين زاروا شركات بناء السفن في كوريا الجنوبية والصين واليابان لتقييم قدراتها على بناء الناقلات كبيرة الحجم للغاز الطبيعي المسال.

ونقلت المجلة عن مصادر قولها إن قطر ستطرح مناقصة لتوريد 30 - 40 ناقلة عملاقة للغاز الطبيعي المسال.

وقال مسؤول في صناعة بناء السفن إن أكبر 3 شركات كورية لبناء السفن هي أكثر قدرة على المنافسة مع الشركات الصينية واليابانية من حيث بناء السفن لنقل الغاز الطبيعي المسال، لهذا السبب فإنه من المتوقع أن تفوز الشركات الكورية الثلاث بهذا العقد.


وكانت الشركات الكورية الثلاث قد فازت بالمناقصات التي طرحتها شركة "قطر للبترول" في الفترة من 2004 إلى 2007 لتوريد 45 ناقلة للغاز الطبيعي المسال.

وانعكست العلاقات التجارية الوثيقة بين الدوحة وسيول على حجم التبادل التجاري، والذي ارتفع خلال العام الماضي إلى ما يقرب من 12.5 مليار دولار، وتعتبر كوريا الجنوبية الشريك التجاري الثاني لقطر.


وتزوّد قطر كوريا بثلث استهلاكها من الغاز الطبيعي المسال، بموجب اتفاق طويل الأجل يساهم في تعزيز الاستقرار لإمدادات الطاقة الكورية الموجهة للقطاعات الصناعية والسكنية، ويتم نقل هذا الغاز إلى الموانئ الكورية على متن أسطول من الناقلات العملاقة التي بنتها شركات كورية، بحجم استثمارات بمليارات الدولارات، كما تعد قطر سادس أكبر دولة لواردات كوريا الجنوبية من النفط.

وتصدر كوريا العديد من السلع إلى قطر، من بينها السيارات ومعدات البناء الثقيلة، والمحولات الكهربائية، وتنشط العديد من الشركات الكورية في دولة قطر، ومنها 34 شركة كورية مملوكة بالكامل لمستثمرين كوريين برأسمال يزيد على المليار دولار، بينما يبلغ عدد الشركات القطرية الكورية المشتركة 115 شركة تعمل برأسمال يقارب الملياري دولار. وتشارك 15 شركة كورية في مشاريع البنية التحتية القطرية مثل مترو الدوحة، وطريق الوسيل السريع، ومحطة أم الحول للطاقة وتحلية المياه.

وتتميز العلاقات القطرية الكورية بالقوة والتطور عبر تاريخها الممتد على مدار 45 عاماً، فقد انطلقت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1974 وشهدت العلاقات الثنائية منذ ذلك الوقت العديد من التطورات السياسية والاقتصادية والثقافية.