"أوبك" تبحث عن آلية لدعم أسواق النفط وترامب ينتقدها

"أوبك" تبحث عن آلية لدعم أسواق النفط... وترامب ينتقدها

20 ابريل 2018
جانب من اجتماع جدة (Getty)
+ الخط -
تتجه "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك) والمنتجون من خارجها إلى إيجاد آلية عمل مشتركة تراقب أسواق النفط بعد انتهاء فترة اتفاق خفض إنتاج النفط، في حين شددت روسيا، أكبر المنتجين من خارج المنظمة على التمسك بالتحرك المشترك للحفاظ على استقرار السوق.

وقالت اللجنة الوزارية المشتركة بين "أوبك" والمنتجين المستقلين، إن مستوى مخزونات النفط التجارية بالدول الصناعية بلغ 2.83 مليار برميل في مارس/ آذار 2018، لافتة إلى أنها تظل فوق المستويات المسجلة قبل هبوط السوق. وأشارت اللجنة إلى أن اجتماعها المقبل سيُعقد يوم 21 يونيو/ حزيران في فيينا.

وأكدت أنها كلفت الأمانة العامة لـ"أوبك" النظر في المقاييس المختلفة مع تحليلات متعمقة بشأن عوامل الضبابية في السوق.

وبدأت اللجنة الوزارية المشتركة بين "أوبك" والمنتجين من خارجها اجتماعها اليوم في جدة في السعودية، بهدف الوقوف على أوضاع السوق النفطية ومراقبة اتفاق خفض إنتاج النفط.

ويخفض أعضاء أوبك وروسيا ومنتجون آخرون من خارج المنظمة الإنتاج منذ يناير/ كانون الثاني 2017 لتقليص المخزونات ودعم الأسعار.

ويسري الاتفاق حتى نهاية العام الجاري، ومن المقرر أن يتخذ المشاركون في اجتماع "أوبك" الذي سينعقد في فيينا في يونيو/حزيران  قرارا بشأن الخطوة التالية.

وفي تصريحات لصحيفة ألمانية نشرت اليوم، اعتبر وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي الذي ترأس بلاده "أوبك" هذه السنة، أنه يجب على المزيد من منتجي النفط الانضمام إلى منظمة أوبك والمنتجين من خارجها، لكبح الإنتاج.

ونقلت صحيفة "هاندلسبلات" عن المزروعي قوله إن أعضاء "أوبك" والمنتجين من خارج المنظمة نفذوا ما يفوق تخفيضات الإنتاج التي تعهدوا بها (...) لكن يجب علينا أن نضم دولا أخرى إلى الاتفاق".

وفي السياق، لفت المزروعي من جدة، إلى أن إنتاج النفط الصخري يعود بوتيرة أسرع من المتوقع. وأضاف أن الهدف هو تحقيق استقرار الأسواق في الأجل الطويل، مؤكداً أنه غير منشغل بشأن الأسعار وإنما باستقرار السوق ومستوى الاستثمار.

إلى ذلك، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إن "مخزونات النفط العالمية انخفضت على نحو مطرد خلال الخمسة عشر شهرا الماضية"، لافتاً إلى أنها انخفضت عن مستوى ذروتها لكنها لم تتراجع بما يكفي.

وأضاف الفالح للصحافيين خلال اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة، أن المخزونات لا تزال عند نحو 2.8 مليار برميل، وأنها "منخفضة كثيرا عن ذروة 2017 البالغة 3.12 مليارات برميل، لكنها تظل فوق مستواها وقت بدء تكون التخمة".

وتابع: "علينا التحلي بالصبر، فلا نريد التسرع ولا نريد في الوقت نفسه أن نركن إلى الرضا عما تحقق والاستماع لما يتردد عن إنجاز المهمة وأشياء من هذا القبيل".

وقال الفالح أيضا، إنه لا تزال هناك العديد من المتغيرات في السوق نظرا للضبابية بشأن الطلب وظهور إمدادات جديدة بوتيرة أسرع من المتوقع.

ورأى أن الأسواق العالمية قادرة على تحمل ارتفاع أسعار النفط بعدما حققت أسعار الخام تعافيا قويا، ثم أضاف: "لم أر أي تأثير على الطلب في ظل الأسعار الحالية. شهدنا أسعارا أعلى بكثير في الماضي، أعلى بمرتين مما هي حاليا".

الرد الأميركي وردود الفعل

وجاء الرد سريعاً على حساب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "تويتر"، إذ كتب منتقداً سياسة "أوبك": "أوبك تعيد الكرّة... أسعار النفط مرتفعة جداً على نحو مصطنع وهذا ليس جيدا ولن يكون مقبولا".

وتسببت تغريدة ترامب في انخفاض فوري لأسعار الخام في الأسواق العالمية.


ورد المزروعي على الفور على تصريحات ترامب، معتبراً أن السوق لم تتوازن بعد وأن المنظمة تقوم بدورها لتصحيح السوق، منبها إلى أن الولايات المتحدة ليست عضواً في "أوبك" أو مشاركة في اتفاق خفض الإنتاج، ثم تابع: "لا نعتقد أن الأسعار عالية على نحو مصطنع".

وقال الأمين العام لـ"أوبك" محمد باركيندو، إن أعضاء المنظمة أصدقاء للولايات المتحدة ولديهم اهتمام قوي بنموها وازدهارها. وأضاف أن "إعلان التعاون الذي أبرمته 24 دولة منتجة في ديسمبر /كانون الأول 2016 وتم تنفيذه بإخلاص لم يمنع التراجع فحسب، بل أنقذ أيضا صناعة النفط من انهيار وشيك".

وفي سياق متصل، قال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي إن أسعار النفط "ليست مرتفعة جدا"، وإن "جميع الأمور جيدة حاليا وإن السوق تستقر".

كما أعرب عن دعم بلاده لاتفاق خفض الإنتاج بين "أوبك" والمنتجين من خارج المنظمة "حتى تحقيق الأهداف". وقال الوزير إن اجتماع جدة يهدف إلى مراجعة بيانات التزام الدول المشاركة في اتفاق خفض الإنتاج، مضيفا أن جميع الأعضاء ملتزمون باتفاق خفض الإمدادات.

أما في روسيا، التي تعتبر من أبرز المنتجين من خارج "أوبك"، فامتنع وزير الطاقة ألكسندر نوفاك عن التعقيب على تغريدة لترامب انتقد فيها أوبك. وقال نوفاك إنه لا يعتقد أن الأسعار مرتفعة على هذا النحو، مضيفاً أن أسعار النفط قد تبلغ 80 دولارا للبرميل في أبريل/ نيسان، لكنه أضاف أن ذلك لا تبرره العوامل الأساسية.


وفي السياق، أشاد نوفاك بمستوى التزام الدول المشاركة في اتفاق "أوبك" لخفض الإنتاج، مشيرا إلى أن مستوى الالتزام بلغ منذ مطلع العام الماضي 113%.

وجاء ذلك بحسب ما أعلنه الوزير الروسي في مؤتمر صحافي بعد انتهاء الاجتماع الوزاري الثامن للجنة المراقبة، وقال نوفاك إن "الأطراف المشاركة اتفقت على أنه لا يمكن التوقف عند النتائج التي حققناها، ليس بهدف تحسين الوضع في سوق النفط، بل لوجود مخاطر جسيمة على التوازن".

ورأى أن على "أوبك والمنتجين من خارجها الالتزام بالتحرك المشترك لكي يضمنوا توازنا مستداما في سوق النفط" وأشار إلى أن هناك نقاشا بشأن كيفية توسيع الشراكة.

وأضاف أن من السابق لأوانه الحديث عن صيغة للتعاون بين "أوبك" والمنتجين من خارج المنظمة بعد 2018، مضيفا أن التعاون قد لا يكون بالضرورة بشأن تمديد حصص الإنتاج، حالما ينتهي أجل اتفاق تخفيضات الإنتاج الحالي بنهاية العام الجاري.

إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن وزير الطاقة الروسي أبلغ نظراءه في "أوبك" والمنتجين من خارجها في اجتماع اليوم، أن موسكو ملتزمة باتفاق خفض إمدادات النفط حتى نهاية 2018.

أسعار النفط 

وفي السياق، انخفضت أسعار النفط اليوم بعد انتقاد ترامب، لكنها ما زالت باتجاه تحقيق مكسب أسبوعي. وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج "برنت" 73.26 دولارا للبرميل بانخفاض قدره 52 سنتا عن الإغلاق السابق.

وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 48 سنتا إلى 67.81 دولارا للبرميل.

ولا يمكن للولايات المتحدة التأثير بشكل مشروع على النفط سوى من خلال السحب من الاحتياطي الاستراتيجي لديها، وهو ما كانت تفعله بين الحين والآخر. وكانت آخر مرة أقدمت فيها على تلك الخطوة العام الماضي بعد العاصفة المدارية هارفي.

وكان الخامان مرتفعين قبل تغريدة ترامب. وسجل الخامان أعلى مستوياتهما منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 يوم الخميس عند 74.75 دولارا و69.56 دولارا للبرميل بالترتيب بدعم من تقلص الإمدادات في السوق وارتفاع الطلب.

(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)