فضيحة تهز عرش الصناعة اليابانية

فضيحة تهز عرش الصناعة اليابانية... حديد مزيف في صناعة الطائرات والسيارات والصواريخ

10 أكتوبر 2017
فضيحة جديدة تهز الصناعة اليابانية (Getty)
+ الخط -



كشفت وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن شركة كوبي ستيل، رابع أكبر شركة منتجة للصلب في اليابان، زيفت في البيانات المتعلقة بجودة الحديد والصلب، واعترفت الشركة بأن موظفيها زيفوا البيانات المتعلقة بقوة ومتانة بعض منتجات الألمنيوم والنحاس المستخدم في الطائرات والسيارات، وحتى صواريخ الفضاء.
وبحسب بيانات الشركة، فإن كبار المستوردين تعرضوا لعمليات غش، منها شركات السيارات في اليابان، كشركة تويوتا، وهوندا، وسوبارو موتور. وتضيف الشركة، أن شركة بوينغ للطائرات استوردت الصلب والحديد المغشوش من الشركة، لتصنيع طائراتها.

وانخفض سهم الشركة اليابانية بنسبة 22% في طوكيو، وبدأت التحقيقات لمعرفة المتسببين في هذا التزوير، خاصة أن منتجات الصلب والحديد، التي تم بيعها لشركات عالمية، تؤثر على السلامة العامة.

وربط محققون بين فضيحة الغش هذه وبين ما أعلنته شركة نيسان، الأسبوع الماضي، عن سحب سيارات من السوق، بعد فضائح تتعلق بجودة ومتانة السيارات المباعة.

وكانت شركة نيسان اليابانية للسيارات قد أعلنت سحب 1.21 مليون سيارة من اليابان، بعدما تبين أنها لم تخضع للمعاينة، طبقاً للقواعد المطلوبة في السوق اليابانية.

وقال رئيس الشركة هيروتو سايكاوا، خلال مؤتمر صحافي، في مقر المجموعة في يوكوهاما بضاحية طوكيو "إنها مشكلة في غاية الخطورة".

وأوضح "بدل أن يقوم مفتشون معتمدون رسمياً بالعمل، قام بالعمل معاونوهم"، مضيفاً "إننا واثقون من أن السيارات التي تم بيعها كانت آمنة". وقدر سايكاوا كلفة عملية سحب السيارات بـ25 مليار ين (حوالى 222 مليون يورو).

صناعة في مهب الريح

وتسببت فضيحة شركة كوبي ستيل في إثارة المخاوف والشكوك، حول آليات التصنيع في اليابان، والذي يعتبر رائداً في مجال الصناعة. وقالت الشركة إن المنتجات غير المطابقة، تم تسليمها إلى أكثر من 200 شركة، ولكن لم تكشف عن أسماء العملاء. وتعتبر هذه القضية من أبرز القضايا التي يعاقب عليها القانون الياباني، كونها تتعلق بمعايير الجودة.

وتقود الرئيسة التنفيذية للشركة، هيرويا كاواسكي، لجنة التحقيق في قضية معايير الجودة، والتي لم تحترمها الشركة، بحسب تقرير بلومبيرغ.

وتستخدم تويوتا مواد الصلب المستوردة من قبل كوبي، في تصنيع الأبواب والمناطق الطرفية.

وقال المتحدث باسم تويوتا، تاكاشي اوجاوا "إننا نعمل سريعاً على تحديد نماذج السيارات التي قد تكون عرضة لهذا الوضع، وما هي المكونات المستخدمة". وأضاف "ندرك أن هذا الخرق لمبادئ الامتثال من جانب مورد، هو قضية خطيرة".

وقالت شركة كوبي ستيل إنه تم اكتشف التزوير في عمليات التفتيش على المنتجات التي تم شحنها من سبتمبر 2016 إلى أغسطس 2017. وتشكل المنتجات 4% من شحنات الألمنيوم والأجزاء النحاسية.

وقال تاكيشي إريساوا، المحلل في شركة تاتشيبانا للأوراق المالية "إن الحادث خطير، في الوقت الراهن، فإن الأثر غير واضح، إلا أن التكلفة ستكون ضخمة"، لافتاً إلى أن هناك احتمالا بأن تضطر الشركة إلى تحمل تكلفة الاستدعاء بالإضافة إلى تكلفة الاستبدال.

وأضاف المتحدث أن سوبارو أنتجت طائرات تدريب لقوات الدفاع الذاتي اليابانية من خلال استخدام هذه المواد المغشوشة، كما أن شركة بوينغ للطائرات، استخدمت الصلب المزيف في أجنحة بعض الطائرات. وأعلنت بوينغ، في بيان لها، أن هذه القضية تمثل أمراً خطراً في مجال السلامة، وسنواصل العمل بجد مع موردينا لاستكمال تحقيقنا.

أما شركة هوندا، فقالت بدورها إنها استخدمت مواد مزيفة من كوبي ستيل لتصنيع أبواب السيارات وأغطية السيارات، بينما أكدت شركة مازدا موتور أنها تستخدم الألمنيوم من الشركة. وقالت كل من سوزوكي موتور وميتسوبيشي موتور إنهما تفحصان ما إذا كانت سياراتهما قد تأثرت.

 صواريخ مغشوشة

وقال المتحدث باسم شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة المحدودة إن الشركة استخدمت الألمنيوم في طائرة آر جي إيه الإقليمية، وكذلك في تصنيع صواريخ أطلقتها وكالة استكشاف الفضاء اليابانية. وقال "إننا نرى أنه لم تكن هناك مشكلة، لأن إطلاق الصاروخ كان ناجحا".

في وقت سابق من هذا العام، قالت شركة كوبي ستيل إنها أنفقت 500 مليون دولار لتعزيز إنتاج المعدن الخفيف، بما في ذلك شراء حصة في مصنع في كوريا الجنوبية. وتشكل عمليات الألمنيوم والنحاس في كوبي ستيل حوالي 20% من إجمالي المبيعات، بحسب بيانات الشركة.

وقال إريساوا في شركة تاتشيبانا للأوراق المالية: "يعد الألمنيوم عملاً استراتيجياً لشركة كوبي ستيل"، لافتاً إلى أنه في حال لم تقم الشركة بتصنيع أعمال الألمنيوم بشكل جيد، فمن أين يمكنها كسب المال؟

ويقول تقرير بلومبيرغ إن هذه الفضيحة من شأنها التأثير سلباً على قطاع الصناعة اليابانية.

وكثرت، في الآونة الأخيرة، الفضائح المتعلقة بالشركة، حيث قالت شركة شينكو وير، وهي شركة تابعة لشركة كوبي ستيل، في عام 2016، أخطأت إحدى الوكالات في البيانات عن قوة الأسلاك غير القابلة للصدأ، وأنها زودت العملاء بالسبائك التي لم تستوف المعايير الصناعية.

وأعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة، يوم الثلاثاء، أنها تتابع قضية كوبي ستيل. وقال ياسوجي كومياما، مدير قسم الصناعات المعدنية للصحافيين في طوكيو "إننا ندرك أن ذلك عمل غير لائق من شأنه أن يهز التجارة العادلة"، مضيفا "إننا نحث الشركة على بذل جهود لاستعادة ثقة المجتمع ككل، وليس فقط زبائنها".


(العربي الجديد)



المساهمون