"الفلين"..مصدر رزق تتوارثه أجيال تونس

"الفلين"..مصدر رزق تتوارثه أجيال تونس

20 اغسطس 2015
6.5 دولارات الأجر اليومي للعامل في جني الفلين (الأناضول)
+ الخط -
في الطريق إلى منطقة عين دراهم، بمحافظة جندوبة التونسية، تأسرك الطبيعة الخلابة والمنازل المعلقة في قمم الجبال، المكتظة بالغابات الكثيفة من أشجار "بلوط الفلين"، والصنوبر، والزان، والتي تعد ثروة توارثتها الأجيال في هذه المنطقة على مدار عقود من الزمن.
 
ويتصدر موسم جني الفلين اهتمامات وأنشطة سكان المنطقة الواقعة شمال غربي البلاد، فبعد أن كان حصاده من التقاليد التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، تحوّل شيئاً فشيئاً إلى مصدر للرزق يؤمن لقمة العيش لهم.

ويبدأ موسم جني الفلين مع بداية مايو/أيار، ويتواصل حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وتشرف عليه الوكالة الوطنية لاستغلال الغابات (مؤسسة حكومية)، موفرة فرص عمل لنحو 3800 شخص كل الموسم.

محمد صالح العرفاوي، أحد سكان المنطقة، يقول إن آباءه وأجداده كانوا يستغلون أشجار البلوط بجمع ثمارها، واستخدامها كعلف (طعام للحيوانات)، أما الفلين وهو قشر الشجرة، فكان يُستعمل في صناعة الأواني لزراعة الأزهار والزينة، وخلايا تربية النحل التي تسمى محلياً "الأجباح"، كما كان يستخدم في صناعة تحف منزلية، وصناديق تحفظ فيها النساء مواد التجميل.

وبحسب منير الكسراوي، رئيس مصلحة البرمجة والمتابعة بوكالة الغابات، فإن "جني الفلين كان يخضع للمحتل الفرنسي (1881 - 1956)، حيث يتم تصديره واستغلاله في أنشطة عدّة، لكن بعد استقلال البلاد حرصت الدولة على إنشاء مصانع لهذه المادة، وقننت عملية تصديره إلى الخارج".

وتقدر الوكالة التونسية مساهمة محافظة جندوبة في الإنتاج الوطني من الفلين بنحو 73%، وهي نسبة تعود لمساحة غابات هذه المادة في المحافظة.

في إحدى مزارع جني الفلين بالمنطقة، يتوزع العمال، كل حسب اختصاصه. ويصل معدل الأجر اليومي للعامل، حسب الكسراوي إلى 13 ديناراً (6.5 دولارات).

محسن العرفاوي، أحد العاملين، يضطر مع كل نهاية موسم إلى مغادرة مسقط رأسه، عين دراهم، نحو العاصمة تونس، للعمل في مجال البناء. ومع انطلاق الموسم في العام التالي، يعود العرفاوي مستأنفاً نشاطه في غابات عين دراهم.

ووفق إحصائية المندوبية الجهوية للتنمية (مؤسسة حكومية)، يتمركز ثلاثة أرباع سكان جندوية في الغابات والأرياف، وهي مناطق تعاني من الفقر وارتفاع نسب البطالة.

اقرأ أيضاً: تونس: عمال الفنادق عاطلون بدءاً من سبتمبر

المساهمون