فرنسا: الحكومة والنقابات تتفاوض لوقف إضراب النقل

فرنسا: الحكومة والنقابات تتفاوض وباريس تترقب موجة إضرابات جديدة

07 يناير 2020
المفاوضات على وقع إضراب مستمر منذ 34 يوماً(فرانس برس)
+ الخط -
استؤنفت، اليوم الثلاثاء، مفاوضات بين الحكومة الفرنسية ونقابات عمالية لوضع حد للإضرابات القياسية التي أصابت بالشلل شبكة القطارات، والتي دخلت يومها الرابع والثلاثين، وأدت إلى اضطراب في تنقلات سكان باريس.

يأتي ذلك في وقت دعت نقابة الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) القوية لقطع الطرق المؤدية إلى مصافي وخزانات الوقود لأربعة أيام اعتباراً من اليوم الثلاثاء، كما دعت النقابات التي تمثل الطيارين وطواقم الجو في الخطوط الفرنسية (ايرفرانس) إلى إضراب، وكذلك المحامون والمعالجون الفيزيائيون وآخرون يعملون لحسابهم الخاص.


ورغم أن عدد المضربين في الشركة الوطنية للسكك الحديد (إس إن سي إف) والشركة الوطنية للنقل تراجع منذ بدء الاحتجاجات في 5 ديسمبر/كانون الأول، إلا أن المواطنين وفقا لوكالة "فرانس برس" لا يزالون يعانون من الاضطرابات الكبيرة في خدمات وسائل النقل.

ومنذ أمس الإثنين، وبعد العودة من إجازة عيد الميلاد، شهدت وسائل النقل ازدحاما مجددا للممرات المخصصة للدراجات الهوائية بالسكوترات والمزالج على أنواعها، وتشكلت طوابير كبيرة أمام محطات الحافلات، كما عادت زحمة السير على الطرقات والتي امتدت على كيلومترات.


وعبر مكبرات الصوت، وجهت دعوات على أرصفة محطة غار دونور، أكبر محطات العاصمة، "للانتباه على السلالم لعدم دفع أشخاص ضعفاء. عمموا هذا النداء".

كان المسؤولون الحكوميون الفرنسيون قد التقوا، الجمعة، لمناقشة استراتيجيتهم قبيل المحادثات المقررة مع النقابات الغاضبة إزاء إصلاح متوقع لأنظمة التقاعد، وسط تحذير من إضرابات جديدة إلى جانب الإضراب الحالي.


وقالت المتحدثة سيبيت إندياي، لقناة "فرانس-2" التلفزيونية، إن الحكومة "تسعى للتوصل إلى طريقة نحو تسوية سريعة" في وقت جمع رئيس الحكومة إدوار فيليب وزراءه في اللقاء غير المقرر.


ورفضت النقابات بشدة خططا لدمج أنظمة التقاعد الـ42 القائمة حاليا بنظام قائم على النقاط، معتبرة أن من شأن ذلك أن يجبر ملايين الأشخاص على العمل إلى ما بعد سن 62 عاما.

غير أن الحكومة أعلنت عن سلسلة من التنازلات لبعض القطاعات مثل الشرطة والعسكريين والطيارين وموظفي سكك الحديد.


ويطالب العديد من موظفي القطاع العام باستثناءات مماثلة للقواعد الجديدة، التي من شأنها تحديد "سن محورية" عند 64 عاما يمكن المتقاعدين عند بلوغها الحصول على معاش كامل.

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أكد خلال كلمته التقليدية بمناسبة العام الجديد عزمه تنفيذ إصلاحات التقاعد، التي ستعرض أمام حكومته في 22 يناير/ كانون الثاني قبل نقاش برلماني.


وإضراب القطارات هو الأطول من نوعه لفترة متواصلة في تاريخ فرنسا، والأطول كذلك لراقصي الأوبرا وموظفين آخرين لديهم أيضا نظام منفصل يسمح لهم بالتقاعد المبكر.
وألغي حتى الجمعة الماضية 63 حفل أوبرا في مسرحي غارنييه وباستيل خلال الإضراب، ما كلف الشركة أكثر من 12 مليون يورو (13,4 مليون دولار) بشكل مبيعات تذاكر ضائعة.