205 مليارات دولار تدفقات رأسمالية إلى الأسواق الناشئة

205 مليارات دولار تدفقات رأسمالية إلى الأسواق الناشئة خلال 8 أشهر

16 سبتمبر 2017
فيتنام وإندونيسيا أكثر البلدان استفادة من التدفقات (فرانس برس)
+ الخط -
شهدت الشهور الثمانية الأولى من العام 2017 انتعاشا في التدفقات الرأسمالية إلى الأسواق الناشئة وذلك بعد أن ظلت منخفضة لفترة طويلة، حيث بلغت تدفقات رؤوس الأموال غير المقيمة حوالى 205 مليارات دولار فقط في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.

ووفقا للتحليل الأسبوعي الصادر اليوم عن بنك قطر الوطني (QNB) والذي نشرته وكالة الأنباء القطرية "قنا"، فقد كانت آسيا هي المستفيد الرئيسي من تحسن التدفقات الرأسمالية إلى الأسواق الناشئة، حيث تشكل الصادرات حصة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي لتلك الاقتصادات، ولذلك استفادت من ارتفاع معدلات النمو والتجارة العالمية، كما يعتبر العديد من تلك الاقتصادات من مصدري السلع الأساسية، مثل إندونيسيا وفيتنام، واستفادت هذه الدول من انتعاش أسعار السلع الأساسية، وبجانب ذلك ترتبط الاقتصادات الآسيوية على نحو وثيق بالاقتصاد الصيني، وقد ساعد تحسن الوضع في الصين على خفض المخاطر المتوقعة بشأن انتقال الآثار السلبية لبقية المنطقة.

وأشار التحليل إلى أنه بالنظر إلى العوامل السابقة، فمن الظاهر أن أزمة هروب رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة قد انتهت، لاسيما أن الأسواق الناشئة الآن أكثر مرونة مما كانت عليه في بداية الأزمة.

كانت مجموعة من العوامل قد تضافرت لخفض تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة في الفترة من عام 2013 وحتى 2016، مثل ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وتزايد قوة الدولار، والمخاوف من تراجع حاد في أداء الاقتصاد الصيني، وانخفاض أسعار السلع الأساسية، وضعف التجارة العالمية.

ووفقا للتحليل فقد تضررت التدفقات الرأسمالية إلى الأسواق الناشئة من نوبات متتالية من هروب رؤوس الأموال خلال الفترة من 2013 إلى 2016، حيث انخفضت التدفقات غير المقيمة من 418 مليار دولار أميركي في عام 2012 إلى 100 مليار دولار أميركي في عام 2016.

ونبه تحليل "بنك قطر الوطني" إلى بعض المخاطر التي قد تؤثر سلبا على التوقعات، منها إمكانية أن يتم تشديد السياسة النقدية عالميا في بداية العام القادم، حيث يخطط بنك الاحتياطي الفيدرالي لتخفيض حجم ميزانيته العمومية. كما يتوقع أن يعلن البنك المركزي الأوروبي قريبا عن الإنهاء التدريجي لبرنامجه الخاص بشراء الأصول، وعن أن النمو الذي تحقق في الصين قد حدث جزئيا من خلال التحفيز الائتماني، وبالإمكان إلغاء هذا التحفيز في حال عادت المخاوف بشأن الاستقرار المالي إلى الظهور مجددا، فضلا عن أنه يمكن لتأثيرات المخاطر السياسية من كوريا الشمالية ومخاطر الحمائية التجارية أن تقوض شهية المخاطرة وتشعل فتيل جولة أخرى من هروب رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة.

المساهمون