معالم أثرية تروي جمال الحضارة الإسلامية في الأندلس

معالم أثرية تروي جمال الحضارة الإسلامية في الأندلس

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
25 أكتوبر 2019
+ الخط -
لطالما اعتبر الفن الإسلامي أداة من أدوات الحضارة والثقافة، التي تغنت بها الشعوب عبر التاريخ. وتمكن الفن المعماري الإسلامي بتفاصيله البسيطة من جذب الاهتمام العالمي. ولا تزال حتى اليوم العديد من الأبنية، والقصور، والأبراج، والساحات العامة، شاهدة على عظمة هذا الفن منذ القرون الوسطى.

في إسبانيا تحديداً، لا يمكن للزائر أن يغفل عن متابعة هذه الفنون التشكيلية، من قصر الحمراء، إلى كاتدرائية - مسجد قرطبة، والجسور، وأقنية المياه، وغيرها كثير من الشواهد. وقد أصبحت هذه الأماكن من رموز السياحة في إسبانيا، ودخلت أيضاً في قائمة التراث العالمي.

ملايين السياح يقصدون إسبانيا سنوياً، للتعرف إلى هذه القائمة من التراث العالمي، والتي باتت تشكل اليوم علامة فارقة في فن العمارة، فإن كنتم من محبي الفنون التشكيلية العربية الإسلامية، ما رأيكم بزيارة هذه الأماكن والتعرف إليها؟



مسجد - كاتدرائية - قرطبة

يحتل مسجد كاتدرائية قرطبة، كما يطلق عليه، مكانة مهمة في تاريخ فن العمارة الإسلامية. وهو يشكل جزءاً من التراث العالمي لليونيسكو. يتسم المسجد الذي تحول إلى كاتدرائية بأسلوب العمارة الزخرفية، والنقوش العربية التي تغطي جزءاً كبيراً من جدرانه.

كذلك يعتبر واحداً من أكبر المساجد في العالم، ويشهد إقبالاً متزايداً من السياح سنوياً. يندهش السائح من ضخامة بنائه، وأبوابه المذهبة، في الداخل تطل المئذنة الخشبية، المصنوعة من الخشب الساج، وهو نوع نادر من الأخشاب القديمة. يغطي المسجد عدد كبير من المآذن المطلية بالذهب والفضة، وقد تحولت هذه المآذن إلى أبراج خاصة لأجراس الكنيسة.

داخل المسجد - الكاتدرائية تعلو القباب الزجاجية الملونة، والتي تعود إلى القرن الخامس عشر، وهي تسمح بدخول أشعة الشمس إلى البهو الكبير. تحيط الحدائق بالمسجد مع نوافير المياه، والتي تم تشكيلها وفق الهندسة العربية القديمة.



القصور العريقة

تجذب القصور العربية المنتشرة في الأندلس الزوار من كافة دول العالم. ويعتبر كل من قصر الحمراء وقصر جنة شاهدين على عظمة فن العمارة في تلك الحقبة الزمنية. البداية من قصر الحمراء، الذي تم تشييده في القرن الثاني عشر، وقد اختير كواحد من الكنوز الإسبانية القديمة.

يتيمز القصر بضخامته وزخرفته المنقوشة على جدرانه، بالإضافة إلى أعمدته المرتفعة، ويعود السبب في تسميته إلى لون الحجارة المائل إلى الأحمر. وما يزيد من جماله التنسيق الخارجي للحديقة المطلة عليه. أما قصر "جنة العريف'' والذي يعتبر واحداً من أشهر معالم قصبة غرناطة المعروفة بالحمراء، يتميز بأسلوب بنائه الذي يخلط الفن العربي بالقوطي، والذي اشتهرت به الأندلس في تلك الحقبة.


استخدمت في تشييده أنواع مختلفة من الأحجار، إضافة إلى الأخشاب، ما يجعله أقرب إلى قصور ألف ليلة وليلة. كذلك تحيط به الحدائق المعلقة، وهي أسلوب من أساليب الفن الهندسي العربي.



حمامات العرب في رنده

تتمتع مدينة رنده الإسبانية بتاريخها الغني، وهي تحتوي على كثير من الأماكن التراثية المهمة، ومن أبرزها الحمامات، والجسور التي تربط أجزاء المدينة بعضها ببعض، إلى جانب الساحات العامة. بنيت الحمامات في نهاية القرن الثالث عشر في الحي العربي القديم من المدينة، والمعروف باسم حي سان ميغيل. يستمتع الزائر بروعة التصاميم الهندسية لتلك الحمامات، والتي تعد شاهداً على أسلوب الحياة في القرون الوسطى، وتتميز ببنائها الضخم، ومياها العلاجية.

ومن المعالم الإسلامية أيضاً حديقة بستان النخيل في إلش، والتي تغطي أكثر من 3 كيلومترات مربعة، وتُعد من أكبر مزارع النخيل في أوروبا. يصل عدد نخيلها إلى 11,000 نخلة. تم إدراج هذه الحديقة الضخمة في لائحة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو عام 2000، ويقصدها السياح، إذ يتعرفون إلى أسلوب الزراعة، ومد شبكات الري، وغيرهما من الأدوات التقليدية التي ما زالت تعمل حتى يومنا هذا.



تحف فنية نادرة

لا تنتهي الجولة في الأندلس عند هذه الأماكن وحسب، إذ إن المدينة ما زالت محافظة على تراثها التقليدي القديم، حيث الساحات العامة، والأبنية، والقناطر تشكل علامات جذب للسياح. ومن أبرز الأماكن التي يقصدها الزوار قنطرة قرطبة، وهي من الأعمال الهندسية العربية التي تميزت بها الأندلس، وتتألف القنظرة من نحو 16 قوساً تحملها 17 دعامة، وتطل على النهر الكبير، وقد اعتبرت في تلك الحقبة واحدة من عجائب الدنيا، نظراً إلى ضخامتها وأسلوب بنائها المبتكر.

إضافة الى ذلك، تشكل قلعة شريش معلماً آخر من معالم الحضارة الإسلامية، إذ تعتبر مجمعاً دفاعياً استخدم لمراقبة الأعداء، وكانت مركزاً حربياً متكاملاً. بنيت القلعة في القرن الثاني عشر، وبقيت محافظة على طابعها الإسلامي، وقد تم تسجيل البناء كمعلم تاريخي سنة 1931.

ذات صلة

الصورة

مجتمع

من يكون خوسيه أندريس، الطاهي الذي يقف وراء وصول أول سفينة مساعدات محملة بالمواد الغذائية من قبرص إلى قطاع غزة الذي يئن تحت وطأة المجاعة..
الصورة
الفلسطيني توفيق الجوجو

منوعات

لا تزال فكرة مُرافقة السُياح والوفود الأجنبية وتعريفهم على بحر غزة عالقةً في ذهن السبعيني الفلسطيني توفيق الجوجو من مُخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي مدينة غزة، فطبّقها على قوارب صغيرة، مُجسمة يدوياً باستخدام أدوات بدائية بسيطة.
الصورة

منوعات

على مئذنة الجامع الكبير في تونس ساعة غير عادية، تتحرك عقاربها نحو الخلف، من اليمين إلى اليسار، بالرغم من أنها تتميز بنفس ترتيب الأرقام مثل الساعات الشائعة.
الصورة

سياسة

أعلنت رئيسة بلدية برشلونة، أدا كولاو، قطع العلاقات الرسمية للمدينة مع الاحتلال الإسرائيلي، متهمة إياها بارتكاب "جريمة الفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني".