الليرة التركية تهبط إلى مستوى قياسي جديد

الليرة التركية تهبط إلى مستوى قياسي جديد

09 اغسطس 2018
العملة التركية تواصل التراجع أمام الدولار (Getty)
+ الخط -
تراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأميركي، اليوم الخميس، بعدما عاد وفد تركي من اجتماع مع مسؤولين أميركيين دون حل على ما يبدو لخلاف دبلوماسي بين البلدين.

وبحلول الساعة 15:05 بتوقيت غرينتش سجلت العملة التركية 5.4810 أمام الدولار، منخفضة 3.6% عن مستوى الإغلاق في الجلسة السابقة، وبعد أن لامست أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 5.5 ليرات.


وفقدت الليرة نحو ثلث قيمتها، منذ بداية العام الحالي، بفعل مخاوف من إحكام الرئيس رجب طيب أردوغان سيطرته على السياسة النقدية، إلى جانب الخلاف المتصاعد بين تركيا والولايات المتحدة، في الآونة الأخيرة.

والتقى وفد تركي مع مسؤولين من وزارتي الخارجية والخزانة الأميركيتين، أمس الأربعاء، لكن لم تظهر أي مؤشرات على تحقيق انفراجة بعد محادثات استمرت ساعة.

ويرجع الخلاف بين البلدين بشكل أساسي إلى استمرار احتجاز ومحاكمة القس الأميركي آندرو برونسون بتهم تتعلق بالإرهاب في غرب تركيا.

وفي السياق، قالت وزارة الخزانة والمالية التركية، في بيان اليوم الخميس إن من المتوقع نمو الاقتصاد التركي بنسبة ثلاثة إلى أربعة بالمائة في 2019، مع تراجع العجز في ميزان المعاملات الجارية إلى نحو أربعة بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وأضافت الوزارة أن عجز الموازنة سيتقلص إلى 1.5% من الناتج الإجمالي. ومن المقرر أن يكشف وزير المالية، براءت ألبيرق، عن أحدث خطة للاقتصاد، غدا الجمعة.

وتوقع المحلل التركي جواد غوك، لـ"العربي الجديد"، استمرار تراجع سعر صرف العملة التركية، على وقع استمرار التصعيد بين أنقرة وواشنطن، وفرض بلاده عقوبات على وزيري العدل والداخلية الأميركيين، أو تفاقم الخلاف لتبدأ عقوبات أميركية جديدة، سواء على شخصيات حكومية ورجال أعمال أو، وهو الأخطر برأيه، على كيانات ومؤسسات اقتصادية تركية، كقطاع المصارف.

وأضاف غوك أن أسباب استمرار تراجع سعر صرف الليرة، تأتي جراء التوتر مع الولايات المتحدة أولاً، واستمرار خفض الوكالات العالمية التصنيف الائتماني لتركيا، وعدم قدرتها على إيفاء الالتزامات المالية، إضافة إلى تأثر تركيا بالعقوبات الأميركية التي فُرضت على إيران.

تقرير وكالة "فيتش"

وصدر عن وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية تقرير عصر اليوم الخميس، قالت فيه إن تركيا بحاجة إلى وقف الانخفاض الحاد لليرة سريعاً، محذرة من أن وضع البلاد قد ساء منذ خفضت الوكالة تصنيفها لها قبل ما لا يزيد عن شهر.

وقال المحلل البارز في "فيتش"، بول غامبل، لـ"رويترز": "نولي انتباها شديدا للأحداث الجارية.. منذ أخذنا القرار (خفض تصنيف تركيا إلى ‭‭BB‬‬ في 13 يوليو/ تموز) تدهورت ثقة السوق أكثر".

وأضاف أن "نقطة الضغط الرئيسية هي العملة الضعيفة"، قائلا إنه يتابع ما تقوم به السلطات التركية لمحاولة وقف انحدار في قيمة الليرة بلغ 30% هذا العام، منه 10% تقريبا في الشهر الأخير.

وقال إن تخفيف الضغط في المدى القريب من المرجح أن يتطلب مزيجا من الإجراءات من البنك المركزي وتحسن في العلاقات مع الولايات المتحدة.

ومضى يقول: "نتابع تطور الوضع. المراجعة التالية المقررة (للتصنيف) ليست قبل ديسمبر/ كانون الأول، ويمكن أن يتغير الكثير قبل ذلك الحين".

وأبقت "فيتش" على "نظرة مستقبلية سلبية" لتركيا بعد خفض تصنيفها درجة واحدة الشهر الماضي. وأصبحت "فيتش" بتلك الخطوة على قدم المساواة مع تصنيف "موديز" المكافئ، لكنها تظل أعلى من تصنيف "ستاندرد آند بورز" البالغ ‭‭BB-‬‬.

وقال غامبل إن "أحد الجوانب الحساسة للتصنيف السلبي التي نشرناها ضمن تعليقنا على أحدث خطوة لنا على صعيد التصنيف، هو الجانب الأقرب صلة المتمثل بتوقف مفاجئ لتدفقات رؤوس الأموال أو تعثر حاد للاقتصاد... وبخاصة إذا أدى إلى تفاقم الضغوط في قطاع الشركات والبنوك".


(رويترز، العربي الجديد)