أسعار جنونية لتذاكر الطيران في الكويت خلال عطلة العيد

أسعار جنونية لتذاكر الطيران في الكويت خلال عطلة العيد

11 اغسطس 2019
ارتفاع عدد المسافرين عبر مطار الكويت(ياسر الزيات/ فرانس برس)
+ الخط -
تشتعل أسعار تذاكر الطيران في الكويت مع اقتراب موسم الإجازات الصيفية والأعياد. إلا أن ما يشهده ارتفاع أسعار التذاكر خلال عطلة عيد الأضحى هذا العام وصل إلى مستويات "مرعبة" و"جنونية"، وفق تعبير تقرير صادر عن شركة "مباشر" العالمية، العاملة في مجال حجوزات الطيران والحاصلة على توكيل من العديد من الخطوط الجوية في منطقة الخليج.
ووفقاً للتقرير، فإن أسعار تذاكر الطيران خلال أسبوع عطلة عيد الأضحى، بالإضافة إلى الأسبوعين التاليين، قفزت بأكثر من 250 في المائة. ويوضح التقرير أن التذكرة ذهاب وعودة إلى القاهرة، على سبيل المثال، تسجل مستوى 1000 دولار للمسافر الواحد، وهو أمر يفوق قدرة الكثير من الراغبين في قضاء عطلة العيد في بلدانهم.

ويشرح التقرير أن هذا الارتفاع في الأسعار له عدة أسباب، أبرزها الحصار على دولة قطر من جانب الإمارات والسعودية ومصر، ما دفع عدداً كبيراً من المسافرين نحو هذه الوجهات إلى الحجز عبر شركات الطيران الكويتية، وهو ما زاد من الطلب على الحجوزات، في مقابل بقاء عدد الرحلات على حاله من دون تغيير.
ويضيف التقرير أن هناك سبباً آخر أدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر بشكل كبير، وهو اضطرار المدرسين العاملين في الكويت إلى العودة للبلاد قبل نهاية شهر أغسطس/ آب الحالي كحد أقصى، نظراً لاقتراب بداية العام الدراسي الجديد، وهو ما أدى إلى وجود ضغط وطلب كبيرين على تذاكر الطيران العائدة إلى الكويت وبالتالي قفزت الأسعار.

كما يشير التقرير إلى أن موسم الحج ساهم أيضاً في ارتفاع أسعار التذاكر، حيث يزداد الطلب على السفر إلى السعودية لأداء المناسك.
رقابة قوية
وفي هذا السياق، يؤكد نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد مكاتب السياحة والسفر الكويتي محمد المطيري لـ "العربي الجديد" أن هناك رقابة مشددة على مكاتب حجوزات التذاكر، لعدم تكرار أزمة الغش والتلاعب التي تعرض لها عدد من المسافرين من مكتب سياحي خلال الفترة الماضية.

ويضيف المطيري أن الطلب الكبير على المقاعد لدى شركات الطيران أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، نظراً لقلة المقاعد المعروضة، مشيراً إلى أن قلة عدد شركات الطيران منخفضة التكاليف في السوق الكويتية حالياً، هو السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار، حيث أدى ضعف المنافسة إلى تضرر المسافرين وغلاء الكلفة عليهم.
وحول طرق حل هذه الأزمة في المستقبل، يقول إن فتح المجال أمام دخول شركات طيران منخفضة التكاليف إلى السوق الكويتية، سيساعد على زيادة عدد المقاعد المعروضة، بالإضافة إلى ارتفاع حدة المنافسة بين هذه الشركات، وبالتالي سيكون هناك أسعار تناسب جميع المسافرين.

ويضيف نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد مكاتب السياحة والسفر الكويتي، أن ارتفاع حركة المسافرين عبر مطار الكويت خلال العام الحالي يأتي بالتزامن مع حلول عطلة عيد الأضحى مع انتهاء العطلة الصيفية وعودة كثير من المسافرين إلى الكويت، مشيراً إلى أنه هناك أكثر من 3 ملايين شخص سافروا عبر مطار الكويت خلال فترة الإجازة الصيفية ما بين شهري يونيو/ حزيران إلى أغسطس/ آب الحالي.
ويضيف المطيري أن حركة المسافرين المتزايدة كل عام يجب أن تدفع المسؤولين إلى سرعة إنجاز مطار الكويت الجديد، الذي يتم العمل عليه حالياً، متوقعاً أن يكون المطار الحالي بصالاته المختلفة غير قادر على استيعاب هذه الأعداد المتزايدة في المستقبل.

ومن جانبه، ينصح مسؤول الحجوزات في الشركة الدولية للسياحة والسفر عثمان حامد العملاء، بالحجز بشكل مبكر قبل بداية الموسم بأشهر، ما يمكنهم من الحصول على سعر أفضل للوجهة التي يرغبون الوصول إليها.
ويضيف في حديث مع "العربي الجديد"، أن سبب اشتعال الأسعار خلال الفترة الحالية يعود إلى كثرة الطلب وقلة المعروض من المقاعد بشركات الطيران، وهو ما أدى إلى استغلال هذه الفرص من قبل الشركات ومضاعفة الأسعار بشكل مبالغ فيه وغير مسبوق.

ويشير إلى أن الخارطة السياحية في الكويت تغيرت بشكل كبير خلال العامين الماضيين، مع ظهور وجهات جديدة في دول شرق أوروبا التي أصبح المواطنين يفضلون قضاء عطلاتهم بها، مثل جورجيا والبوسنة، وذلك في ظل انخفاض أسعار الإقامة بها وتمتعهم بطبيعتها مميزة، لافتاً إلى أن الأوضاع الاقتصادية تلعب دورا كبيرا في ترتيب أولويات السائح الذي يبحث دائما عن أفضل الأسعار وأحسن وسائل الراحة المتاحة في تلك الدول.

تعويض الخسائر
ويقول المدير العام لمجموعة سفريات رويال خالد زهران لـ "العربي الجديد" إن أسعار تذاكر شركات الطيران هذا العام مبالغ فيها جدا، خاصة على بعض الوجهات التي يزداد الطلب عليها من الكويتيين الراغبين في السفر خلال الأعياد والمناسبات، مع الأخذ بالاعتبار أن الأمر متروك للعرض والطلب، ما يجعل قيمة تذاكر السفر تشكل عبئا على كاهل ميزانية الوافدين والمقيمين لتستحوذ على نحو 75 في المائة من تكاليف الرحلة.

ويضيف زهران أن السبب في هذه الزيادة هو وجود ضغط كبير على الحجوزات، ما يجعل شركات الطيران تترقب هذه الفترات لزيادة أرباحها، وتعويض خسائرها خلال فترات الركود على مدار العام، الذي يشهد العديد من العروض الترويجية، التي تنخفض فيها أسعار التذاكر بنسب كبيرة.
ويقول المدير العام لشركة سفريات الصفا خالد المنصور لـ "العربي الجديد" إن ارتفاع أسعار التذاكر خلال العام الحالي بنسب وصلت إلى 250 في المائة لم يمنع المواطنين والمقيمين من السفر خلال العطلة الصيفية وعطلة عيد الأضحى، مشيراً إلى أن عطلة عيد الأضحى وأشهر الصيف هي فترة ينتظرها الجميع طوال العام لقضاء إجازاتهم خارج البلاد.

ويضيف المنصور أن أبرز الوجهات التي يسافر إليها المواطنون خلال الصيف هي تركيا ودول أوروبا الشرقية مثل جورجيا، والبوسنة، فيما يفضل الوافدون السفر إلى بلدانهم خلال العطلة، وتتصدرها الدول العربية مثل مصر ولبنان وسورية، ودول شرق آسيا مثل الفيليبين وبنغلادش والهند.

حركة المطار
ويشهد مطار الكويت الدولي كل عام خلال عطلة عيد الأضحى حركة مسافرين كبيرة ومتزايدة. وكشف مسؤول بارز في الإدارة العامة للطيران المدني الكويتي أن إجمالي عدد المغادرين والقادمين من وإلى مطار الكويت الدولي خلال إجازة عيد الأضحى سيبلغ نحو 735 ألف مسافر، بنسبة زيادة 36 في المائة مقارنة بالعام الماضي.

وحول عدد الرحلات التي ستسير عبر مطار الكويت خلال فترة العطلة، يقول المسؤول إن عدد الرحلات المغادرة خلال عطلة العيد لهذا العام سيبلغ 1730 رحلة تقل 325 ألف راكب، في حين أن عدد الرحلات القادمة سيبلغ 1785 رحلة تنقل 410 آلاف راكب.
ويشير المسؤول إلى أن عطلة العيد تتزامن هذا العام مع انتهاء فترة الإجازة الصيفية، وهو ما يفسر الارتفاع الكبير في أعداد المسافرين من وإلى الكويت، مشيراً إلى أنه تم تكليف فريق للطوارئ في المطار للإشراف على الإجراءات، وتقديم الدعم لإدارة العمليات خلال المرحلة الأخيرة من موسم الصيف وتجاوز كل العقبات التي قد تواجه المسافرين العائدين.

ويبلغ عدد سكان الكويت، وفقاً لبيانات الإدارة العامة للإحصاء الكويتية، نحو 4.8 ملايين نسمة، نسبة الوافدين منهم 70 في المائة بعدد 3.4 ملايين وافد، و29 في المائة للمواطنين بعدد 1.4 مليون مواطن.
ومن جانبه، يقول الخبير الاقتصادي أحمد الهارون لـ "العربي الجديد" أن سبب تزايد أعداد المسافرين خلال عطلة الأعياد والعطلات الرسمية خارج البلاد يرجع إلى افتقار الكويت إلى أي وسائل او أنشطة ترفيهية تجذب هؤلاء المسافرين للبقاء في البلاد وعدم السفر للخارج.

ويضيف الهارون أن غالبية المواطنين الكويتيين يلجؤون إلى السفر خلال العطلات بحثاً عن توفير سبل ترفيه لعائلاتهم وأبنائهم، إذ تم إغلاق جميع وسائل الترفيه في البلاد خلال الفترة الماضية.

المساهمون