آسيا تتحول إلى النفط الأميركي بعد تراجع إمدادات الخليج

آسيا تتحول إلى النفط الأميركي بعد تراجع إمدادات الخليج... تعرّف إلى الأسباب

03 ديسمبر 2017
النفط الأميركي يستفيد من اتفاق خفض الإنتاج (Getty)
+ الخط -

اتجهت خريطة استيراد آسيا للنفط إلى التغير، عقب اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومنتجين مستقلين على تمديد خفض الإنتاج. وبدأت القارة الصفراء في التحول إلى نفط أميركا لتعويض احتياجاتها، في ظل تراجع الإمدادات من دول الخليج وروسيا.

ويتخوف خبراء نفط من أن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، عبر استفادة أميركا من اتفاق خفض الإنتاج، بدلاً من المشاركين فيه. ولم تهدر المصافي الآسيوية وقتاً، بعد قرار أوبك ومنتجين مستقلين، على رأسهم روسيا، تمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية 2018، وطلبت مزيدا من نفط أميركا في الكاريبي وخليج المكسيك، في خطوة ستقود إلى فقدان أوبك وروسيا حصة في السوق.

وتخفيضات الإنتاج التي تهدف إلى تقليص تخمة المعروض ودعم الأسعار، مطبقة منذ يناير/كانون الثاني، وكان من المقرر أن ينتهي العمل بها في مارس/آذار 2018، ولكن منظمة أوبك بالتعاون مع منتجين من خارجها، من بينهم روسيا، اتفقت، يوم الخميس الماضي، على تمديد التخفيضات حتى نهاية 2018.

وانعكس الاتفاق إيجاباً على الأسواق وواصلت أسعار النفط ارتفاعها، أول من أمس الجمعة، وأغلق سعر مزيج خام برنت على 63.66 دولاراً للبرميل.

ورغم ذلك، تظل إمدادات الخام وفيرة. وحتى قبل الإعلان عن تمديد التخفيضات، يوم الخميس، بدأت المصافي في آسيا، وهي أكبر منطقة مستهلكة في العالم، تستفسر عن شحنات نفط من خليج المكسيك ومنطقة الكاريبي بشكل عام، لاسيما من الولايات المتحدة والمكسيك وفنزويلا وكولومبيا، بحسب شركات شحن.

وحسب "رويترز"، قال سمسار متخصص في شحنات النفط لمسافات طويلة "كانت ثمة استفسارات من آسيا عن ناقلات نفط من خليج المكسيك والكاريبي. الآن بعد أن علمنا أن تخفيضات أوبك سوف تمدد، فإن الاستفسارات سيتم تحويلها إلى طلبيات".

وكانت المشكلة الأكبر لأوبك وروسيا مع خفض الإنتاح أنها قادت إلى زيادة إنتاج الولايات المتحدة ونمو حصتها في السوق.

وأظهرت بيانات شحن على تومسون "رويترز إيكون" أن شحنات النفط من خليج المكسيك والكاريبي للعملاء في آسيا من الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة، ارتفعت من نصف مليون برميل يوميا، في يناير/كانون الثاني، حين بدأ تطبيق تخفيضات أوبك، إلى أكثر من 1.2 مليون برميل يوميا، في نوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول.

وجاءت أكبر زيادة للصادرات إلى آسيا من الولايات المتحدة، حيث ارتفع الإنتاج بفضل النفط الصخري. وتفيد بيانات حكومية أميركية بأن الإنتاج الأميركي سجل مستوى قياسيا عند 9.68 ملايين برميل، الأسبوع الماضي. ويقول مات ستانلي، من فرايت انفستور سيرفسيز لتجارة الوقود في دبي "الفائز الحقيقي (من التخفيضات) هم المنتجون الأميركيون".

ومن المتوقع أن ترتفع واردات الصين من الخام إلى مستوى قياسي جديد في عام 2018، مع دخول قدرات تكرير جديدة حيز التشغيل، وسماح بكين لمزيد من شركات التكرير المستقلة باستيراد الخام.

في هذا الصدد، قال سينغ إيك تي، المحلل لدى شركة "إس.آي.ايه إنرجي" للاستشارات ومقرها بكين، في تصريحات سابقة، إن واردات الصين من الخام قد تبلغ 8.8 ملايين برميل يومياً، العام المقبل، في حين من المحتمل أن تبلغ الواردات في يناير/كانون الثاني مستوى قياسياً على أساس شهري عند 8.53 ملايين برميل يومياً، مع تلقي شركات التكرير المستقلة حصص وارداتها، وشروع المشترين في إعادة تكوين 
المخزونات قبل السنة الصينية الجديدة التي تحلّ في منتصف فبراير/شباط.

وتسعى دول أوبك ومنتجون مستقلون إلى مواصلة الاستفادة من كبح المعروض وتوازن الأسواق عبر الالتزام بتمديد اتفاق خفض الإنتاج إلى نهاية العام الجاري. 

وفي هذا السياق، قال وزير الطاقة والصناعة القطري، محمد صالح السادة، عقب اجتماع فيينا، إن الاتفاق على تمديد العمل باتفاقات فيينا، سوف يعزز من المكاسب التي حققتها سوق النفط العالمية، في الآونة الأخيرة، من عودة التوازن تدريجيا إلى السوق، وتراجع الفائض في المخزون العالمي.

(العربي الجديد)

المساهمون