مصر: غضب من عدم تحديد الحكومة سعر توريد القمح

مصر: غضب من عدم تحديد الحكومة سعر توريد القمح

09 ابريل 2018
تأخير تحديد سعر القمح يخيف المزارعين المصريين (فرانس برس)
+ الخط -
تسيطر حالة من الغضب على المزارعين في مصر، بسبب تأخر الحكومة في الإعلان عن سعر توريد القمح لهذا العام حتى الآن، على رغم من أن موسم الحصاد يبدأ خلال منتصف إبريل/ نيسان الجاري، ويمتد لغاية يوليو/ تموز.

ويتخوف المزارعون من ألا يتم إقرار أي زيادة في سعر "الإردب" (150 كليوغراماً) قياسا بالعام الماضي، الذي تراوح فيه السعر بين 555 و575 جنيهاً، بحسب درجة النقاء.

وككل عام، نشبت خلافات بين وزارتي التموين والزراعة حول تحديد سعر إردب القمح، ما أدى إلى تأخير الإعلان عن سعره حتى الآن.

وتطالب وزارة التموين بألا يقل سعر الإردب عن 600 جنيه، الأمر الذي ترفضه وزارة الزراعة، فيما يطالب أعضاء مجلس النواب بضرورة أن يناقش مجلس الوزراء الأسبوع الجاري سعر الإردب، على ألا يقل عن 700 جنيه.

وكشف مسؤول في وزارة الزراعة أن أزمة العام الماضي التي تمثلت بتكدس القمح، من المتوقع أن تتكرر، موضحاً أن الحكومة غير قادرة على توفير صوامع كافية لاستقبال المحصول، مشيراً إلى أن بعض التجار يشترون القمح المستورد ويخلطونه بالمحلي، ثم يطرحونه في السوق باعتباره إنتاجاً محلياً، ليستفيدوا من فارق السعر ويحققوا أرباحا على حساب الحكومة.


وأثار تأخر تحديد سعر توريد القمح مخاوف الفلاحين من تكدس محصول القمح في الشوارع وأمام الصوامع، مثلما حدث العام الماضي، ما يجبر قسما منهم على البحث عن تجار السوق السوداء لبيع محصولهم.

في السياق، أكد عضو مجلس النواب، أحمد فرشوطي، أن الفلاح دائما ينتظر موسم التوريد ليسدّد ديوناً اقترضها طوال العام، مشيراً إلى أنه لا يجوز أن يبدأ الفلاح موسم حصاد القمح قبل أن تحدد الحكومة سعر التوريد.

واتهم الحكومة بأنها تهتم بشراء القمح المستورد من الخارج، وبأسعار أعلى بجودة أقل من القمح المصري، وتعذب المزارع في شراء المحصول المحلي، محذراً إياها من تكرار سيناريو العام الماضي.

وتابع فرشوطي أن القمح محصول استراتيجي، وأن عدم شرائه من الفلاحين خطر كبير على الأمن القومي المصري، مطالباً الحكومة بإعلان سعر توريد القمح فى أسرع وقت، مشيراً إلى أنه في حالة الاستمرار في عدم تحديد سعر إردب القمح، فإنه سيتقدم باستجواب عاجل في مجلس النواب ضد الحكومة لمحاسبة المسؤولين عن ضياع مال الفلاح وتعبه، قبل ضياع المحصول على المزارع والحكومة معاً.

في السياق ذاته، أكد نقيب الفلاحين في الجيزة، مجدي أبو العلا، أن الحكومة كان من المفترض أن تعلن سعر إردب القمح الشهر الماضي، في حين أن التأخر أصاب مزارعي القمح بحالة من القلق.

وأشار إلى أن ارتفاع درجة الحرارة تصيب القمح بأضرار، وأن الإسراع في حصاده جيد جداً، مطالباً بالا يقل سعر الأإردب عن 700 جنيه، وقال إن المزارعين تقدموا بكافة الأوراق المطلوبة إلى الجمعيات بدءاً من الحيازات الزراعية وحتى كشوف الحصر.

وكان العام الماضي قد شهد أزمة كبيرة بين الحكومة والمزارعين في المحافظات، بسبب عدم استلام القمح بحجة عدم وجود مبالغ مالية تسدد للمزارعين مقابل المحصول، لكن الحقيقية كانت عدم وجود صوامع وشون جاهزة لاستقبال المحصول، ما أدى إلى تكدس القمح في الشوارع وداخل الأراضي الزراعية.

المساهمون