عملة اليمن تواصل النزيف: الدولار يقترب من 700 ريال

عملة اليمن تواصل النزيف: الدولار يقترب من 700 ريال

29 سبتمبر 2018
الريال اليمني يحتضر والحكومة عاجزة (Getty)
+ الخط -
 تشهد العملة اليمنية هبوطاً كبيراً، إذ باتت على مشارف الانهيار، بينما تقف الحكومة عاجزة عن التدخل ولا تستطيع تنفيذ معالجات اقتصادية لإنقاذها، لعدم امتلاكها الأدوات اللازمة وعدم وجودها على الأرض والموارد التي تخضع لسيطرة فصائل متنوعة.

وواصل سعر الريال نزيفه المستمر، مقترباً من حاجز 700 ريال للدولار، وهوى اليوم السبت، إلى مستوى تاريخي جديد، بعد أيام من إعلان البنك المركزي خفضاً جديداً للعملة المحلية مقابل العملة الأميركية، هو الخامس خلال الحرب.

وقال صرافون ومتعاملون لـ"العربي الجديد": "إن سعر الريال سجل تراجعاً جديداً وهوى إلى 690 ريالاً للدولار في العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين، وإلى 695 ريالاً للدولار بالعاصمة المؤقتة عدن حيث مقر الحكومة (جنوب البلاد).

وأعلن المركزي اليمني، الأربعاء خفضاً رسمياً جديداً لقيمة العملة المحلية أمام الدولار، وقال بأنه اعتمد سعر صرف جديداً للواردات عند 585 ريالاً للدولار، بدلاً من سعر الصرف السابق البالغ 490 ريالاً.

وكان سعر الريال قبل الحرب يبلغ 215 ريالاً مقابل الدولار، قبل أن يقر البنك المركزي خفض قيمته للمرة الأولى منتصف مارس 2016، إلى 250 ريالاً ، وفي أغسطس/أب 2017، أعلن البنك تعويم العملة وتحرير سعرف الصرف واقر سعراً رسمياً جديداً يبلغ 370 ريالاً مقابل الدولار.

ووافقت لجنة، برئاسة محافظ البنك المركزي اليمني محمد زمام، في 12 يوليو/ تموز الماضي، على سعر جديد عند 470 ريالاً يمنياً مقابل الدولار للحصول على خطابات اعتماد لضمان سداد الواردات، قبل أن تعتمد خفضاً جديداً نهاية أغسطس/آب الماضي، عند 490 ريالا مقابل الدولار الواحد.

واعتبر الخبير الاقتصادي مصطفى نصر، أن الخفض المستمر لقيمة الريال من قبل البنك المركزي يمنح شرعية لأسعار السوق السوداء، وقال لـ"العربي الجديد": "بخفض قيمة العملة المتواصل، فإن البنك المركزي والحكومة يدفعان الريال للانهيار أكثر ليتجاوز 700 ريال مقابل الدولار الواحد".

وتسارعت وتيرة تهاوي العملة اليمنية، منذ مطلع سبتمبر/أيلول، وتجاوز سعر الدولار الواحد 630 ريالاً يمنياً، مقارنة بنحو 513 ريالاً منتصف الشهر الماضي.

وانعكس التهاوي المتسارع للريال اليمني على ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بمعدلات قياسية، مما ينذر بكارثة اقتصادية وبتفاقم معاناة اليمنيين.

وقدر خبراء اقتصاد، أن أسعار السلع ارتفعت بمعدل 400% منذ بداية الحرب التي اندلعت منذ أكثر من 3 سنوات، فيما لا يزال نحو مليون موظف حكومي بدون رواتب منذ عامين.

ويهدد الانخفاض المستمر للريال شريحة واسعة من السكان بالموت جوعاً، وأكد مكتب الأمم المتحدة باليمن، مؤخراً، أنه: "مع استمرار انخفاض قيمة الريال اليمني، قد يعاني 3.5 ملايين شخص إضافي من انعدام الأمن الغذائي، وقد يواجه مليونا شخص آخر خطراً بالمجاعة".

 

دلالات