قطر تبدد مخاوف أوروبا من أزمة الغاز

بددت الدوحة مخاوف أوروبية تصاعدت في الآونة الأخيرة، من أزمة في إمدادات الغاز بسبب الصراع السياسي حول القرم، وأعلن عبد الله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الإدارية في قطر بمؤتمر في بروكسل أمس الجمعة الدعم القطري لأوروبا بالغاز.
واتجهت أوروبا بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية إلى البحث عن بدائل، منها استخدام ممر الغاز الجنوبي لتركيا واللجوء إلى الحليف الأميركي، بعدما هددت روسيا بوقف إمدادات الغاز إلي أوكرانيا بحجة ديون تقدر بمليار دولار.
لكن الغاز القطري جاء نجدة لأنه الأرخص والأسرع، فالبدائل الأخرى تحتاج الى وقت أكبر وبتكلفة أعلى على عكس القطري.
ويبلغ احتياطي الغاز في قطر 900 ترليون قدم مكعب، ليعتبر بذلك ثالث أكبر احتياطي في العالم بنسبة 14.4 في المائة من إجمالي الاحتياطي العالمي.
وأشار العطية الذي شغل سابقاً وزير الطاقة إلى أن قطر ستواصل دعم الاقتصادات الاوروبية بتزويدها بالغاز الطبيعي المسال وبتطوير العلاقات الاقتصادية معها.
ودعا العطية أوروبا إلى الاتجاه لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي والاستفادة من ثورة الغاز الصخري الذي اكتشفته أميركا وسيجعلها تكتفي ذاتياً منه خلال عدة سنوات.
وقال إنه بسبب تزايد الطلب على الطاقة خلال العقد الأخير، في الاتحاد الأوروبي، فإن تأمين الإمدادات يُنظر إليه في أوروبا على أنه تنويع لمصادر إمدادات الطاقة، أي بمعنى أن تأمين الوقود من مصادر ودول ومناطق أكثر سيؤدي إلى التقليل من مخاطر الانقطاع التشغيلي أو السياسي وهزات الأسعار التي ستتبع ذلك.
وكانت أوروبا قد اتجهت إلى تركيا لتعويض النقص المحتمل للكميات المتدفقة اليها، وعقد البرلمان الأوروبي اجتماعاً يوم 9 مارس / آذار الماضي، تناول فيه إمكانية استخدام الممر التركى، الذي يشمل خطين لنقل الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى أوروبا وهما، TANAP، وTAP.
 وناقش المشاركون إمكانية دعم خطوط أنابيب الغاز الآتي من أذربيجان بكميات من الغاز العراقي والإسرائيلي لتلبية احتياجات الدول الأوروبية. 
وأوضح نائب مدير شركة "بوطاش" للنفط الوطنية التركية إبراهيم سعيد أرينتش، عقب هذا الاجتماع أن 74% من الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي يوجد في الدول المحيطة بتركيا، وأكد أهمية موقع بلاده بالنسبة إلى تأمين موارد الطاقة التي تحتاج إليها أوروبا.
وأفاد وصال محمدوف، ممثل شركة "سوكار" للنفط الوطنية الأذربيجانية بأن خط TANAP، سينقل سنوياً 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر تركيا، ابتداءً من عام 2018.
وترتفع الكمية المنقولة عبر الخط إلى 16 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى تركيا وأوروبا عام 2020 ثم إلى 31 مليار متر مكعب بحلول عام 2026.
ورغم أهمية طرح البديل التركي إلا أنه يحتاج إلى وقت طويل حتى تبدأ أوروبا بالاستفادة منه، وبالتالي فإن البديل القطري ألأوفر حظاً والأكثر جاهزية الآن.
وأكد العطية أن التأثير المشترك لإمدادات الطاقة، والغاز الطبيعي المستورد والإنفاق السنوي لتمويل محفزات الطاقة المتجددة سيكون لها تأثير مهم على تنافسية الاتحاد الأوروبي وعلى أوروبا باعتبارها منطقة استثمارات.
  وقال المسؤول القطري: "إن التطوير الذي حدث في مصادر الغاز الصخري يرجع إلى حد كبير إلى التقدم التكنولوجي في تقنيات التكسير الهيدرولوجي التي أعطت بصيصاً من النور بالنسبة لمصادر النفط والغاز الصخريين".
وأضاف: إن ثورة الغاز الصخري في الولايات المتحدة الاميركية، أدت إلى إزالة الحاجة المتوقعة إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال، فيما أدت إلى خفض أسعار الغاز الطبيعي المحلي.