صناعة الكنافة المصرية تتراجع بسبب الأوضاع الاقتصادية والحظر

صناعة الكنافة المصرية تتراجع بسبب الأوضاع الاقتصادية والحظر

07 مايو 2020
اختفت معظم أفران صناعة الكنافة في رمضان (Getty)
+ الخط -

اختفت معظم أفران صناعة الكنافة من شوارع مصر، في ‏رمضان 2020، خاصة في المناطق الشعبية، بسبب فرض ‏حظر التجول ليلًا، وتحديد ساعات العمل من السادسة صباحا ‏وحتى الخامسة مساءً.‏

وتمثل هذه الصناعة "بزنسا" ضخما في مصر، خاصة مع ضخامة عدد العاملين بها خلال شهر رمضان واقبال الأسرة المصرية على شراء الكنافة خلال هذا الشهر

القائمون على هذه الصناعة أكدوا، لـ"العربي الجديد"، أن الفترة ‏المسموح بالعمل فيها، غير كافية للإنتاج والتسويق، وبالتالي سيؤدي تأجير أماكن حيوية لعمل مثل هذه الأفران إ‏لى خسائر، لذلك اضطر بعضهم إلى الإنتاج في أماكن بعيدة عن ‏الأعين.‏

ويقول عاطف رزق، كنفاني أبّا عن جد، منذ حوالى 5 سنوات ‏وهناك تراجع في المبيعات عاماً بعد آخر بشكل ملحوظ، وصل ‏إلى ذروته هذا العام، إذ كان معدل الإنتاج ‏اليومي من الكنافة يستهلك 3 عبوات دقيق في المتوسط (العبوة ‏‏50 كيلوغراما)، العام الماضي، وصل إلى عبوة واحدة، هذا الموسم، ‏أستهلك العبوة الواحدة في 3 أيام.‏

ويشير إلى أنه رغم ارتفاع أسعار الغاز هذا العام، إلا أن سعر ‏الكنافة هو نفس سعر العام الماضي، البلدي 15 جنيها (نحو دولار أميركي)، و"الشعر" ‏‏12 جنيها.‏

وحول عمله مع فترات الحظر، أوضح أنه لجأ إلى عمل فرن للكنافة ‏أمام منزله في أحد الأزقة، بعيدا عن الأعين، حتى يتسنّى له ‏العمل في الإنتاج ليلًا، أما عرض منتجاته فيكون في الشارع ‏الرئيسي نهارا.

ويتذكّر عاطف أنه أيام جده كان يستقبلون رمضان بتخزين حوالي 80 عبوة دقيق، في حين أنه الآن لا يملك في ‏مخزنه سوى 4 عبوات فقط.‏

ويرى أحمد سلطان، والذي يملك خبرة 10 سنوات في إدارة محلات للكنافة، أنه نتيجة فرض حظر التجول، أصبح تأجير محل في مكان ‏حيوي طوال شهر رمضان لصناعة الكنافة والقطائف، أمرا ‏مكلفا جدا، إذ يصل إيجار المحل في موسم رمضان فقط إلى 15 ‏ألف جنيه (نحو ألف دولار أميركي)، بخلاف أجرة "الصنايعية"، والغاز والكهرباء، لذلك ‏اختفت أفران صناعة الكنافة، في معظم الشوارع، واقتصر إنتاج ‏الكنافة على أماكن مغلقة.‏
ويضيف سلطان أن الطلب على الكنافة هذا العام تراجع بمعدلات ‏تتخطى 70%، نتيجة خوف البعض من الخروج للتسوق، ‏إضافة إلى تراجع قدرة الناس الشرائية.‏

ويشير إلى أنه كان في مثل هذا الموسم من أعوام قليلة مضت، ‏كان حجم مبيعات بعض المحلات في أول 10 أيام يصل إلى ‏‏60 ألف جنيه، هذا العام لا يتعدى 5 آلاف جنيه.‏

ويخوض عبده عبد الوهاب، صاحب مخبز، أول تجاربه هذا العام ‏في صناعة الكنافة، إذ أنشأ فرنا صغيرا لصناعة الكنافة، أمام ‏مخبزه، لتنشيط حركة المبيعات، ولكن لم يحصد منه أي أرباح، ‏إذ إنها تذهب مقابل الخامات و"الصنايعي" (متوسط يومه 200 ‏جنيه).‏

ويرجع محمد وشهرته "البوب"، بائع في محل حلواني، تراجع ‏الإقبال على الكنافة هذا العام بمعدلات وصلت إلى أكثر من 50%، إلى انخفاض الدخول لدى فئة كبيرة من الشعب، خاصة ‏بعد تفشي فيروس كورونا، وتوقف الكثيرين عن العمل.‏

ويلفت إلى أن صاحب المحل، ونتيجة ضعف الطلب، لم يستعن ‏هذا العام بـ"صنايعي"، بل يعتمد على نفسه في عمل الكنافة.‏

دلالات

المساهمون