الفالح يتحفظ على خطط بن سلمان

الفالح يتحفظ على خطط بن سلمان

21 ابريل 2018
بن سلمان مع الرئيس التنفيذي لسوفت بانك بنيويورك (Getty)
+ الخط -


قالت صحيفة " فايننشال تايمز" البريطانية، إن الخلافات الداخلية بين مسؤولين حكوميين في السعودية طغت على صفقة الطاقة الشمسية الضخمة التي وقّعتها المملكة في نيويورك مع مصرف "سوفت بانك" الياباني، أثناء زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، للولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة، في تقرير بهذا الصدد، يوم الجمعة، أن الخلاف بين وزير البترول السعودي خالد الفالح، وبين الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، يمكن أن يقود إلى عرقلة خطط الإصلاح الاقتصادي في السعودية. وكان محمد بن سلمان قد وقّع، أثناء زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، صفقة قيمتها 200 مليار دولار مع الرئيس التنفيذي لمصرف "سوفت بانك"، ماسايوشي صن، لإنشاء "حديقة شمسية" لتوليد الطاقة الكهربائية من الشمس في السعودية. وهو مشروع في حال تنفيذه سيكون الأضخم في العالم.

وحسب تقرير "فايننشال تايمز"، فإن ولي العهد السعودي يعول على هذا المشروع ليكون أحد ركائز الإصلاح الاقتصادي. ويوفر المشروع طاقة كهربائية في حال إنشائه، حسب التقرير، تقدر بنحو 200 غيغاوات، يمكن أن تكفي حاجة الطاقة الكهربائية لأكثر من 150 مليون منزل، أو ما يعادل أربعة أضعاف احتياجات السعودية من الكهرباء. ولكن وزارة النفط السعودية ترى أن المشروع لا يملك الجدوى الاقتصادية.

وحسب عدة أشخاص على اطلاع بالصفقة، فإن وزير البترول السعودي، خالد الفالح، وشركة أرامكو التي تشرف على خطط السعودية للطاقة المتجددة، لها تحفظات على المشروع.
ونسبت الصحيفة إلى أحد هؤلاء الأشخاص المطلعين على المشروع، قوله "هذه مشاريع معقدة، ويجب ألا يتم الإعلان عنها بشكل مفاجئ للأشخاص الذين يشرفون عليها".

وقال التقرير، إن "هذه المعارضة توضح صراع النفوذ على السلطة بين ياسر الرميان الذي يرغب في حصد ثمار توقيع الصفقة حتى يتميز على الوزير خالد الفالح، خلال زيارة محمد بن سلمان لأميركا". فيما قالت الصحيفة، إن آخرين يرون أن التاريخ يعيد نفسه، حينما فاجأ الأمير محمد بن سلمان كبار المسؤولين في المملكة بإعلان بيع حصة من أرامكو من دون علمهم".


وقالت الصحيفة إن "الصفقة لم تنبع من وحدة داخل وزارة النفط السعودية، وإنما نبعت من صندوق الاستثمارات العامة، الذي هو نفسه مستثمر فيها ولديه علاقات مع مصرف سوفت بانك". كما أن الصفقة خلقت حالة من الشكوك حول استراتيجية المملكة الخاصة بالطاقة المتجددة، حيث إن بعض مديري أرامكو أبلغوا بالتوقف عن تنفيذ مشاريع حكومية، حسب قول شخص قريب من "أرامكو". 

وتابعت الصحيفة أن عدة مقترحات بخصوص الطاقة الشمسية من قبل مصرف "سوفت بانك"، كانت مطروحة منذ شهور، ولكن وزير البترول السعودي رأى أنها ليست ذات جدوى اقتصادية. وأضافت: أن الوزير الفالح كان حاضراً حينما تم الإعلان، وبشكل مستعجل، عن الصفقة في فندق بلاز هوتيل بنيويورك، ولكن من غير المعروف إلى أي درجة كان على علم بها. مشيرة في هذا الصدد، إلى أن الوزير الفالح غادر الفندق أثناء المؤتمر الصحافي للرئيس التنفيذي لمصرف "سوفت بانك".

المساهمون